أنجزت أم كلثوم ستة أفلام هي: وداد، نشيد الأمل، دنانير، عايدة، سلامة، فاطمة. صحيح أنها قدّمت في هذه الأفلام العديد من الأغاني بمشاركة شعرائها وملحنيها، لكن من وضع الموسيقى التصويرية في جميع أفلامها هو محمد حسن الشجاعي، عدا موسيقى فيلم "نشيد الأمل" التي وضعها عزيز صادق.
أم كلثوم اعتزلت التمثيل بسبب إصابتها بمرض في عينيها منذ عام 1948.
1- وداد
في عام 1936، دخلت أم كلثوم عالم السينما ووقفت لأول مرة أمام الكاميرا لتصوير فيلمها الأول "وداد"، وهو أول فيلم من إنتاج شركة مصر للتمثيل والسينما، وقد لحن لها أغاني الفيلم ثلاثة ملحنين: محمد القصبجي في أغنية "يلي ودادي صفالك"، والملحن زكريا أحمد في أغنية "يا ليل نجومك شهود"، والملحن رياض السنباطي في أغنية "على بلد المحبوب وديني". وأما الحوار لأحمد رامي وإخراج الألماني فريتز كرامب.
في عصر المماليك تنشأ علاقة حب بين الشاب التاجر "باهر" وجاريته "وداد" التي تتمتع بصوت ملائكي، وبينما يتناجى الحبيبان يسطو قطاع الطريق على قافلة باهر التجارية ويستولون على بضاعته التي تمثل رأس ماله جميعًا. يخسر باهر تجارته ويشكو سوء الدهر وتبدأ مطالبته بالديون التي يستمهل أصحابها ويضطر لبيع كل ما يملك ولا يستطيع سداد دينه. تعرض عليه "وداد" أن يبيعها في سوق الجواري فهي ذات صوت جميل وربما تأتي له بثمن باهظ يسدد به دينه لكنه يرفض فكرة بيع محبوبته.
تلح "وداد" في طلبها هذا حيث التضحية بنفسها وقلبها فداء للمحبوب السيد، أخيرًا يوافق باهر على مضض ويبيعها ليبدأ حياته التجارية من جديد. تغنى وداد اللوعة والأسى لفراق حبيبها وسيدها وتحزن عليه حزنًا شديدًا، لكن الأحوال تتغير ويستعيد باهر تجارته وثراءه ويموت سيد وداد ويكتب لها صكًا بحريتها لتسافر إلى بلد محبوبها لتعيش معه في هناء وسعادة.
2- نشيد الأمل
أدت بطولة في فيلم "منيت شبابي (قصة نشيد الأمل)" كما كتب في شارة البداية، ومقتبس عن قصة لأدمون تويما، وأما الحوار والأغاني فمن كتابة أحمد رامي ومن إخراج أحمد بدرخان. وكان ثاني فيلم لها وغنت فيه عدة أغان هي: يا مجد ياما اشتهيتك، نامي نامي يا ملاكي، افرح يا قلبي، نشيد الجامعة. وقام بالتلحين كل من محمد القصبجي ورياض السنباطي وعزيز صادق.
يحكي الفيلم عن رجل اسمه إسماعيل يقوم بتطليق زوجته آمال، تاركًا إياها وحيدة لتقاسي مصاعب الحياة مع ابنتها سلوى، ويسوق لها القدر الطبيب عاصم الذي يقوم بعلاج ابنتها، ويكتشف موهبة آمال المتميزة في الغناء، فيساعدها على أن تجد لنفسها عملًا مستغلة فيه موهبتها، ولكن طليقها لا زال يلاحقها ويسبب لها المشاكل.
3- دنانير
عام 1940، لعبت فيه أم كلثوم دور "دنانير". تعود أحداثه إلى عصر العباسيين ويحكي قصة هارون الرشيد والفتاة البدوية دنانير، ذات الصوت العذب التي تعيش بين حياة الصحراء وبساطتها وبين بذخ وفتن قصور الإمارة في عهد هارون الرشيد.
صدفة يستمع الوزير جعفر البرمكي إلى صوت البدوية دنانير وهي تغني أثناء مروره في الصحراء، فيعجب بصوتها و يقترح على مربيها أن بصحبها معه إلى بغداد لكي تتعلم أصول الغناء. وتتاح الفرصة لدنانير كي تغني أمام الخليفة هارون الرشيد فيعجب بصوتها وتصبح مغنيته المفضلة، وتزداد المؤامرات للإساءة إلى الوزير جعفر البرمكة لدى هارون الرشيد الذي ينتهي به التفكير إلى أن يأمر السياف بقطع رقبة الوزير.
الفيلم من تأليف أحمد رامي وإخراج أحمد بدرخان. ومن أغاني ذلك الفيلم: يا ليلة العيد انستينا، بكره السفر، الزهر في الروض ابتسم. وقام بالتلحين كل من رياض السنباطي وزكريا أحمد ومحمد القصبجي.
4- عايدة
"عايدة" فيلم أنتج عام 1942، وكان محاولة لاختبار صوت أم كلثوم في غناء الأوبرا المقتبس موضوعه من "أوبرا عايده" للموسيقار الإيطالي "فردي"، وقد اشترك في موسيقى هذه الأوبرا الملحن محمد القصبجي ورياض السنباطي وإبراهيم الحجاج. وأما الإخراج أحمد بدرخان وقصة عبد الوارث عسر.
وعايده ابنة المدارس الريفية تهوى الموسيقى والغناء، والدها محمد أفندي ويعمل ناظرعزبة أمين باشا. لدى الباشا ابن هو سامي الذي لا يريد أن يكمل تعليمه لأنه يهوى الموسيقى. ولكن الباشا يريده أن يدخل مدرسة الزراعة لرعاية أرض الأسره. جمع حب الموسيقى بين عايدة وسامي، وكانت عايدة سببًا في دفع سامي للالتحاق بكلية الآداب. في إحدى الحفلات يصرح سامي لعايدة بحبه ويطلب منها الزواج ويعترض الباشا ويتهم عايدة باستغلال عطفه عليها والإيقاع بابنه في شباكها فتقرر عايدة الالتحاق بالمعهد الداخلي ولا تأتي للعزبة مطلقًا، وتتوالى أحداث القصة إلى حين زواج عايده وسامي.