23-أبريل-2018

أنطونيو بانديراس

أنجز الممثل الإسباني أنطونيو بانديراس تصوير مسلسل "العبقري: بيكاسو"، ابن مدينته مالقة. في هذا التقرير المترجم وقفة مع المسلسل وآراء بانديراس حول فرانكو، وحول الإساءة للممثلات في هوليوود.

يبدو أن المُمثل أنطونيو بانديراس قد حلق رأسه من أجل دوره الأخير، فهو شخصية تتسم بالود، ويجيب بانفتاح مجرد على جميع الأسئلة التي توجه إليه خلال إطلالته على الجمهور للترويج لمسلسل "العبقري: بيكاسو"، وهي سلسلة من الحلقات، انتهى توًّا من تصويرها من إنتاج قناة "ناشيونال جيوغرافيك"، والتي سيتم إطلاقها في 26 من شهر نيسان/ أبريل. يضع بانديراس شعرًا مستعارًا رماديًا لتمثيل دور الفنان المولود في مدينة مالقة الإسبانية، وقد جاءت لهجته طبيعية، باعتباره أحد أبناء مدينة مالقة أيضًا.

ليس سرًا أن أنطونيو بانديراس يعشق تلك المدينة، ويأمل الآن في تكريمها من خلال عمله. وسيمضي الأيام القليلة القادمة في إجراء مقابلات على محطات الإذاعة المحلية، والقنوات التلفزيونية، والصحف الإقليمية، لمناقشة بيكاسو، ومدينة مالقة، والإثارة المحلية التي خلقها المسلسل. لكن خلال رحلته إلى الجنوب، توقف لإجراء مقابلة مع جريدة "إلبايس"، تحدّث فيها عن بعض الأمور الخاصة، حول عالم الفن الذي يعيش فيه، والاتجاه الخفي الذي ينطوي على القمع واستغلال السلطة، وحوادث الاعتداء الجنسي التي ظهرت مؤخرًا في أستوديوهات تينسلتاون.

اقرأ/ي أيضًا: 7 حقائق ممتعة قد لا تعرفها عن مسلسل "Game of Thrones"

يقول أنطونيو بانديراس: "ينبغي علينا دعم هذه التقارير. إنها إساءة هائلة في استغلال السلطة". ويضيف: "قد يدفع اليأس الذي ينتاب شخصًا ما للعثور على عمل، العديد من الأشخاص الآخرين الذين يتمتعون بالسلطة إلى الاعتقاد بأنهم 'يمكنهم التلاعب به وفعل ذلك. إنه بمثابة فيلم رعب بغيض". لكن على الرغم من أن وجهات نظره حول إساءة المعاملة لا لبس فيها، فهو يعتقد أن هذا الموضوع يحتاج إلى المعالجة الدقيقة. ويضيف قائلًا: "يُمكن أن يؤدي ذلك إلى الكثير من الظلم".

وأردف قائلًا: "في السنوات التي تلت وفاة فرانكو، من عام 1976 إلى عام 1978، خرج العديد من طلاب المدارس والجامعات للاحتجاج لأننا نعيش في بلد تكون فيه بريئًا إلى أن يثبت العكس. ويقول أنطونيو بانديراس متحدّثًا عن الإرث التاريخي لإسبانيا: "أما الآن، وبعد عدة سنوات، لا يُمكن لأحد أن يطلب مني توجيه إصبع الاتهام إلى شخص ما، دون أن تتوافر لدي جميع المعلومات. لا يُمكنني فعل ذلك. لا أستطيع أن أتوجه إلى فرانكو، وأقول هذا الرجل مُذنب لأن هناك رجلًا آخر يقول ذلك". ويضيف قائلًا: "لا يُمكن أن يكون الأمر بهذه البساطة، لأنه إذا كان الأمر كذلك، سيكون من السهل الانتقام من شخص ما عن طريق إقصاء مسيرته المهنية. ينبغي أن نحكّم عقولنا عندما يتعلق الأمر بتوجيه أصابع الاتهام، وإلا سوف نُصاب بالجنون".

تابع الممثل أنطونيو بانديراس بحرص عندما تحدث زملاؤه عن تجربتهم مع إساءة المعاملة، مثل صديقته المقربة الممثلة سلمى حايك. ويقول بشكل قاطع إن: "إساءة المعاملة هي أمرٌ غير مُبرر، والكثير من تلك الحالات التي تم الكشف عنها تُمثل انتهاكات واسعة النطاق للسلطة، ولا ينبغي المعاقبة عليها فقط من قبل المهنة نفسها، مثل قول لا أريد العمل مع هذا الشخص بعد الآن، بل أيضًا بموجب القانون. إذ ينبغي النظر في العديد من هذه القضايا أمام المحاكم الأمريكية".

في عام 2017، نشرت سلمى حايك مقالًا في صحيفة نيويورك تايمز، اتهمت فيه المنتج هارفي واينستين ووصفته بأنه تعامل معها بوحشية أثناء تصوير فيلم فريدا Frida. لم يتردد بانديراس في إظهار دعمه للممثلة على وسائل التواصل الاجتماعي.

يقول أنطونيو بانديراس "لقد عملت مع هارفي عدة مرات، ولم أكن أحبه لأسباب أخرى، لأسباب مهنية لن أتعرض إلى ذكرها الآن، ولكن لم يكن لدي أي فكرة أن مثل هذه الأمور تحدث". وأردف قائلًا: "عندما تحدثت مع سلمى، سألتها لماذا لم تخبرنا من قبل، فأجابت بنبل شديد أنها لم تُرد أن نتورط في الأمر. وقالت لم أخبر إدوارد نورتون، الذي كانت على علاقة عاطفية معه في ذلك الوقت، ولم أخبرك، ولم أخبر أصدقائي لأنه رجل ذو سلطة، وواسع النفوذ للغاية، وإذا أخبرتك، وقمت أنت بفعل شيء حيال ذلك الأمر، يمكن أن يصب جام غضبه عليك، وينهي حياتك المهنية، وأنا لم أرد أن أضعك في نفس الموقف الذي كنت فيه".

ومع ذلك، يعتقد أنطونيو بانديراس أنها لو أخبرته وغيره من الأشخاص الآخرين العاملين في هذه الصناعة في ذلك الوقت، كان من الممكن القيام بشيء ما حيال ذلك الأمر. وأكد: "لم نكن نعرف ما يجري. كنا سنفعل شيئًا، ولا سيما إذا علم عدد كافٍ منّا عن ذلك، لأن المجموعة تتمتع بنفوذ أكبر. ما حدث هو أمر مُحزن".

اقرأ/ي أيضًا: مسلسل "Mindhunter".. مالذي يدور في عقل القتلة المتسلسلين؟

وفقًا لما قاله المُمثل، ينبغي أن تساعد حركات مثل #أنا_أيضًا #MeToo، وتايمز أب Time’s Up المناهضة لسوء السلوك الجنسي في أماكن العمل، في منع المزيد من حالات التحرش الجنسي في هوليوود. ويقول "سيؤدي ذلك إلى أن نكون على أهبة الاستعداد، وآمل أن يساعدنا ذلك على التفكير المتأني، والعميق، ونقول، انتظر لحظة، لقد تعدى هذا الأمر الحدود".