أحبّ أبطالًا من رواياته
صلّى لهم وعزفَ برفقتهم
اللحنَ بسعادة
من يشتري أزهارًا؟
بدا كما لو أنّه صنعهم لنفسه
لا لتسليته،
وعلى الرّغم من أنهم لم يكونوا
يشبهونه بشيء
إلا أنه ظل يتتبع مصائرهم.
أراد لأبطاله
حياة مثل حياته
أراد للكتابة في بعض الأحيان
أن تصبحَ تذكيرًا بالموت!
*
إنني أضجر وأنا أحبُّ،
وأود أن أغادر
دون كلامٍ فمن يحبونني سيرفعون التحية
لصمتي المبجل أيضًا.
إنني أطمح أن أربت
على الأكتاف بسلاسة كنبتة لبلاب،
ألا يبقى مني
سوى ذلك الخيط الهزيل من البراءة فحسب.
إنني أعرف ماذا سيقع
ذات يوم،
كيف سيبعد بيتنا بين قدمينا
كيف سنعلق
قصائدنا الأثيرة جرسًا للباب!
*
الآلة لا تعمل مع أن همي الوحيد
أن أكتب لك شيئًا الآن،
البريد معطلٌ
والطرق كما لو أنها وعرة
كغيوم سوداء،
كيف يرتقي المرء
نحو الجوَ
ليعبر عما في خلده؟
كيف تمطر السماء بغزارة
دون أن نرسل طردًا؟!
*
منزلكم بعيدٌ تشقى دونه العينان
وتهرم القدم،
في النهار أو في الليل
لا أعرف أي توقيت
أصلح للأسفار.
وعلى افتراض أن أضواء المنزل
من ثلج
فستشرق الشمس لا محالة
وتذوب القناديل لقاءَ أن نصمد أعوامًا مثل الأجراس!
*
تعالي ليطبخ أحدنا للآخر،
ليحمل أحدنا دموع
أحد كقطع حلوى،
لنصافح ونشجب،
نفقز كالأرانب ونتأرجح كقردة السيرك،
لننزل للشارع
كرفيق واحد أضاع شيئًا من نفائسه
على الطاولة
ثم نعود إلى الغرفة
نفسها كرفيقين!
*
هممتُ بالرحيل آخر الفجر
ثم تطلعتُ نحوك
وأنت ساطعة بقميص نوم أبيض،
لا بد أنني بكيتُ أيضًا
متخيلًا نفسي في فضاء بريٍ،
صحتُ كأني فقدتُ الكلام فجأة
ثم صمتتُ مطولًا
لأتذكر آخر كلماتي!
*
لن يبقى من قصصي
سوى ما لم يحدث لي، لن يبقى
من دهوري
سوى النجمات
التي أتعلق بآثارها،
ومن الآن فصاعدًا سأحرص
على أن أكون مؤلفًا
بارعًا
لا إنسانًا يجول طوع قدرهِ،
على أن أعيش
بين الذين غطوا قلوبهم بقبعاتهم
وأدفن بين العشاق!