بمناسبة مرور 90 عامًا على بدء الإنتاج السينمائي المصري، أصدر الناقد المصري سامح فتحي كتابه الأخير "أهم مائة فيلم وفيلم في السينما المصرية" في 208 صفحات من القطع الكبير. قام سامح فتحي بتقسيم صفحات كتابه ليكون نصيب كل فيلم صفحتين، الصفحة جهة اليمين تحتوي على بوستر دعائي للفيلم "الأفيش"، وصفحة اليسار تضم صورة للفيلم مع عرض لكل المعلومات الخاصة عنه، مثل الأبطال والمخرج والمؤلف ومدة العرض وتاريخ العرض الأول.
جاء فريد شوقي كأكثر الممثلين الذين حضرت أفلامهم ضمن قائمة أهم 100 فيلم في السينما المصرية، ومحمود المليجي كأكثر ممثل مساعد
يلي ذلك قراءة شاملة لموضوع لفيلم وتقييم المؤلف له في إطاره الزمني والمجتمعي، ثم فقرة خاصة عن "الماستر سين" أو المشهد الأساسي الأكثر أهمية في الفيلم –من وجهة نظر المؤلف بالطبع- الذي كان اختياره لهذه القائمة المكونة من مائة فيلم خاضعًا لوجهة نظره الخاصة، حيث يراها أفضل إنتاجات السينما المصرية طوال عقودها التسعة.
على ذلك، يحتل أديب نوبل نجيب محفوظ قمة الكتاب المتواجدة أفلامهم في قائمة سامح فتحي، وكذلك علي الزرقاني في كتابة السيناريو، والسيد بدير في الحوار، وفؤاد الظاهري في تأليف الموسيقى، وماهر عبد النور في هندسة الديكور، بينما يأتي المصور السينمائي عبد الحليم نصر كأكثر الحضور في فئته.
اقرأ/ي أيضًا: أفلام الرعب في السينما المصرية.. "جن وعفاريت" فقط!
وجاء فريد شوقي كأكثر الممثلين الذين حضرت أفلامهم ضمن القائمة، ومحمود المليجي كأكثر ممثل مساعد حضورًا، فيما تفوقت سعاد حسني على زميلاتها. أما من ناحية صناعة السينما نفسها، فاحتلت المؤسسة العامة للسينما قمة الجهات الإنتاجية، بينما جاءت شركة "دولار فيلم" كأكثر شركات توزيع الأفلام حضورًا.
وقد أوضح سامح فتحي حيثيات تلك الاختيارات، وكان أهمها ألا يكون الفيلم مقتبسًا عن عمل أجنبي، وأن يكون صناعه والقائمون عليه من المصريين ولا يوجد به عنصر أجنبي، حيث كانت السينما المصرية دائمًا جاذبة لفنانين وفنيين عملوا بها وقدّموا الكثير من الأعمال.
باختصار، أن يكون الفيلم مصريًا 100%، وأيضًا أن يكون على مستوى كبير من الجودة في عناصره الفنية المتنوعة مثل التمثيل والإخراج وباقي الجوانب التقنية مثل التصوير والصوت والمونتاج وغيرها من المفردات الفنية للفيلم.
حاول المؤلف أن يكون هناك قدر من التنوع في اختيار الأفلام المائة بحيث تعكس واقع المجتمع المصري قديمًا وحديثًا، ولذلك تنوّعت موضوعات والرؤى لأصحاب تلك الأفلام، حيث اختار المؤلف أفلامًا من نوعية "العزيمة" (1939) و"الفتوة" (1957) و"سلامة في خير" (1937) و"حميدو" (1953) وغيرها من الأفلام الكلاسيكية، ومن التجار بالأحدث قدّم "عمارة يعقوبيان" (2006) و"طيور الظلام" (1995).
اقرأ/ي أيضًا: 7 أفلام مميزة شاركت في النسخة الأخيرة من مهرجان البندقية ننتظر عرضها بالسينمات
ومن ناحية أخرى، كان ضمن معايير اختيار المؤلف لأفلامه المائة التي قام بعرضها "معلوماتيًا ونقديًا" للقارئ، أن تكون هذه الاختيارات بمثابة استعراض أو بانوراما لواقع المجتمع المصري قديمًا وحديثًا من خلال شاشة السينما وطبيعة العلاقات الإنسانية والمهن المختلفة قديمًا وحديثًا، مثلما نرى المعلم "غزل البنات" (1949) وضابط المباحث في "زوجة رجل مهم" (1988) والصحفي في "اللص والكلاب" (1962) وسائق القطار في "لوعة الحب" (1960)، وغيرها العديد من المهن في إطارها الزمني والمجتمعي.
يحتل نجيب محفوظ قمة الكتاب المتواجدة أفلامهم في قائمة أهم 100 فيلم مصري، وعلي الزرقاني في السيناريو، والسيد بدير في الحوار
كما اختار سامح فتحي عدة أفلام مأخوذة عن أعمال أدبية مثل "الناصر صلاح الدين" (1963) و"رد قلبي" (1957) و"في بيتنا رجل" (1961) و"دعاء الكروان" (1959) و"أنا حرة" (1959)، وغيرها من الأعمال السينمائية ذات الأصول الأدبية لكبار الكتاب والأدباء.
لا يقوم سامح فتحي بترتيب أفلام قائمته، وبالطبع يضم الكتاب الكثير من المعلومات المهمة عن "مائة فيلم في السينما المصرية"، ولكن على القارئ أولًا معرفة أن اختيار هذه القائمة تخضع لاعتبارات المؤلف وشروطه الخاصة. ومن استعراض الأفلام المختارة سنجد أننا أمام أجيال عديدة من المخرجين الذين مروا على السينما المصرية طوال عقودها التسعة، بداية من جيل المؤسسين مثل محمد كريم وكمال سليم ويوسف وهبي، إلى جيل الرواد مثل هنري بركات وصلاح أبو سيف، مرورًا بجيل الوسط مثل حسين كمال وعلي عبد الخالق، وانتهاء بشريف عرفة ومروان حامد.
اقرأ/ي أيضًا: