السينما الفرنسية هي سينما حوار في المقام الأول، هذا كان وسيظل رأيي فيها. وذلك ليس عيب على الإطلاق، لأن إخراجًا متوسطًا، على سبيل المثال، مع سيناريو قوي سيصنع فيلم جيد بالتأكيد.
لذلك ستجد معظم مخرجي فرنسا قد كتبوا أفلامهم بأنفسهم، وخير مثال على ذلك "جان لوك جودار" و"إريك رومير". بالرغم من أنك قد لا تجد "مخرج" مبتكر في فرنسا من ناحية الإخراج، ستجد بالطبع ذلك "المخرج" كاتب السيناريو العبقري.
معظم مخرجي فرنسا قد كتبوا أفلامهم بأنفسهم، وخير مثال على ذلك "جان لوك جودار" و"إريك رومير"
رومير
الكلام عن عبقرية "إريك رومير" كثير ولا نهاية له. في البداية يجب أن تعرف أنك أمام أديب في الأصل، الذي يفسر أنك تشعر بأنك تقرأ رواية وأنت تشاهد أي من أفلامه، حيث درس التاريخ والآدب والفلسفة وعلم اللاهوت. فعمل كمدرس، لكنه ترك التدريس وعمل بالصحافة وبعد ذلك نشر روايته الأولى عام 1949.
السينما
لم يكن "رومير" في بداية حياته مهتم بالسينما بقدر اهتمامه بالأدب، وفي رأيي ذلك هو السبب الأساسي لكون إخراجه عادي وسيناريوهاته عظيمة.
اقرأ/ي أيضًا: أفضل 10 أفلام لهذا العام حسب مجلة دفاتر الفرنسية
تعرف "رومير" على مخرجي فرنسا الكبار وقتها "جان لوك جودار" و"فرانسوا تروفو” وكان ذلك بداية الإهتمام بالسينما.
الإخراج والسيناريو
بالنسبة لي يُعتبر "إريك رومير" أحد أعظم كُتاب السيناريو في التاريخ، فأفلامه في المقام الأول هي أفلام حوار، ثم يأتي عنصر مهم في معظم أفلامه وهو اختيار أماكن التصوير.
فمعظم أماكن التصوير في أفلامه هي أماكن طبيعية خلابة. إخراج "رومير" عادي، ليس ضعيف بل بسيط، وكأنه يقول لك أن الحوار القائم الآن بين الممثلين أهم من أن أصنع لك كادرات عبقرية.
لم يكن رومير بداية حياته مهتمًا بالسينما بقدر اهتمامه بالأدب، وذلك هو السبب الأساسي لكون إخراجه عادي وسيناريوهاته عظيمة
عنصر آخر بديع في أفلامه هو أن الموسيقى التصويرية قليلة جدًا، وربما تُلعب في بداية أو نهاية الفيلم فقط. وعوضًا عن ذلك هناك مؤثرات طبيعية وأصوات حية تضيف واقعية على أفلامه.
النساء
في الغالب نحن الرجال لا نقدر أن نصف ما تشعر به المرأة، أو ما تفكر فيه، أو ما تريده. القليل فقط منا استطاع أن يفهم عقل المرأة ويعبر عنه في رواياته أو أفلامه. خير مثال على ذلك روايات "ميلان كونديرا" وأفلام "إريك رومير".
فمعظم أفلام الرجل تناقش فكرة واحدة بتنويعات مختلفة، وهي إغراء المرأة للرجل ومقاومة الرجل لهذا الإغراء، إغراء بأنواع مختلفة، بداية من الإغراء العقلي ووصولًا للإغراء الجسدي.
نساء "رومير" تميل في الغالب إلى التخبط ونبذ الاستقرار، لكن ينكرون ذلك. لو هناك مخرج استطاع أن يعرف مشاعر المرأة الدفينة حقًا فهو بالطبع "إريك رومير".
اقرأ/ي أيضًا:
غودار: السينما خسرت المعركة
إنغمار برغمان.. المتشفّي من "تروما" الطفولة