يواصل جيش الاحتلال الإسرائيلي رفض وصول المساعدات إلى شمالي قطاع غزة، ضمن خطته لعزل شمال وادي غزة وإجبار سكانه على النزوح إلى جنوبي القطاع، في ظل مستويات عالية من انتشار المجاعة في الشمال.
وبحسب تحديث أخير لمكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية (أوتشا)، فإن دولة الاحتلال الإسرائيلي ترفض بشكل متزايد تسليم المساعدات إلى شمال ووسط غزة.
تم التخطيط لـ 51 مهمة لتوصيل المساعدات في الفترة من 1 إلى 25 كانون الثاني/يناير، ولكن تم السماح لـ8 فقط
وقال التحديث الأخير لـ"أوتشا"، في النصف الثاني من شهر كانون الثاني/يناير، يواصل الشركاء في المجال الإنساني ملاحظة اتجاه تراجعي في محاولاتهم للوصول إلى المناطق الشمالية والوسطى من غزة.
وتشمل الأسباب التأخير المفرط لقوافل المساعدات الإنسانية أمام نقاط التفتيش الإسرائيلية أو عندها، وزيادة النشاط العسكري في وسط غزة.
وقال تقرير "أوتشا" إنه تم التخطيط لـ 51 مهمة لتوصيل المساعدات في الفترة من 1 إلى 25 كانون الثاني/يناير، ولكن تم السماح لـ8 فقط ورفض 29 مهمة، في حين تم "تسهيل" أو تأجيل البعض الآخر. موضحةً أن معظم المهام المعتمدة تتعلق بإيصال المساعدات الغذائية، لكن الدعم المقدم للمستشفيات "تم رفضه إلى حد كبير".
وأضافت أنه في "نمط ناشئ"، تمت الموافقة في البداية على ثماني بعثات أخرى مخطط لها، ولكن تم "إعاقتها" بعد ذلك حيث تبين أن الطرق التي حددها الجيش الإسرائيلي غير سالكة أو تم تطبيق تأخيرات كبيرة على البعثات قبل المغادرة أو عند نقاط التفتيش.
وأوضحت أن إيصال المساعدات الإنسانية إلى وسط غزة تأجل بشكل متزايد منذ منتصف كانون الثاني/يناير بسبب ما وصفه التقرير بـ"النشاط العسكري المتزايد"، موضحةً: "لم يتم تسهيل أي من الطلبات الـ 22 التي قدمتها الأمم المتحدة إلى الجيش الإسرائيلي لفتح نقاط التفتيش في وقت مبكر للوصول إلى المناطق الواقعة شمال وادي غزة [في كانون الثاني/يناير]".
منع المساعدات بكل الطرق
ويتظاهر المئات من الإسرائيليين، منذ حوالي أسبوع على معبر كرم أبو سالم، الذي يُعد المنفذ الرئيسي التي تصل إليه المساعدات لقطاع غزة، إذ تصل إليه المساعدات من أجل تفتيشها، وذلك بدعم من وزير الأمن القومي المتطرف إيتمار بن غفير.
ويستمر منع وتعطيل دخول المساعدات إلى غزة، في الوقت الذي يعاني فيه القطاع، والمنطقة الشمالية منه بشكلٍ أكبر، من مجاعة ومستويات مرتفعة من انعدام الأمن الغذائي، ومنع قوات الاحتلال معظم شاحنات المساعدات من الوصول إلى شمال القطاع المحاصر.
وبحسب المصادر الإسرائيلية، فقد تمكنت المجموعات الإسرائيلية، التي تغلق طريق المعبر، من إحباط وصول كافة الشاحنات يوم الخميس الماضي. فيما لم يدخل قطاع غزة، يوم أمس، إلّا 88 شاحنة.
وقال مسؤول سياسي إسرائيلي، لموقع "يديعوت أحرونوت"، إن شرطة الاحتلال لا تتدخل من أجل فتح الطريق، وذلك بناءً على قرار من المتطرف إيتمار بن غفير.
وتنظم الاحتجاجات، منظمة إسرائيلية تطلق على نفسها "تسو 9"، أي الأمر 9، في إحالة إلى أمر للتجنيد الفوري لجنود الاحتياط في جيش الاحتلال الإسرائيلي.
تجدد الاشتباكات العنيفة بين المقاومة الفلسطينية وجيش الاحتلال الإسرائيلي في مناطق شمال قطاع #غزة.. مراسل العربي إسلام بدر ينقل الواقع الميداني والإنساني @islambader1988 pic.twitter.com/xyOl51B1x1
— التلفزيون العربي (@AlarabyTV) January 28, 2024
جولة في شمال غزة.. بشروط إسرائيلية
وكشفت صحيفة "يديعوت أحرونوت" الإسرائيلية عن موافقة المجلس الحربي الإسرائيلي، يوم الخميس الماضي، على طلب الولايات المتحدة الأمريكية وصول وفد أممي إلى شمال القطاع المحاصر، من أجل "معاينة الوضع هناك وتحديد الاحتياجات من أجل السماح للسكان بالعودة إلى الشمال".
وبحسب الصحيفة، فقد وزير الأمن الإسرائيلي يوآف غالانت، عدة شروط على الوفد الأممي، تجبره على الوصول إلى مستوطنات غلاف غزة بداية، والتوضيح بأن الموافقة على الجولة "لا تهدف إلى إعادة سكان قطاع غزة إلى الشمال"، بالإضافة إلى وجود مجموعة أمريكية ضمن الوفد.
وتأتي الزيارة، بناءً على توافق نتنياهو مع وزير الخارجية الأمريكي أنتوني بلينكن في 9 كانون الثاني/يناير. وحينها، قال بلينكن: "اتفقنا على أن يأتي وفد أممي إلى شمال قطاع غزة لفحص الوضع هناك من حيث إمكانية العودة إلى الإقامة. كل هذه الأمور ستدرسها الأمم المتحدة، وبعد التوصل إلى استنتاجات، نريد أن نرى السكان الفلسطينيين يعودون إلى منازلهم".
وقال نتنياهو لبلينكن في لقاء عقد بينهما إنه من غير الممكن في هذه المرحلة إعادة الأهالي إلى شمال قطاع غزة، لكن اتفقا على الترويج لزيارة وفد أممي إلى المنطقة لتقييم الأضرار وفحصها وإمكانية إقامة مباني مؤقتة يمكنهم العودة إليها في المستقبل.