في الثالث عشر من تموز/ يوليو الحالي، بدأ ممثلو هوليوود اضرابًا بُضاف إلى ذلك الذي ينفّذه كتّاب السيناريو منذ مطلع أيار/ مايو الفائت بعد فشل المفاوضات بين نقابة الممثلين والاستديوهات الكبرى حول مجموعة من القضايا التي تشمل زيادة الأجور، والحصول على ضمانات تحول دون استخدام برامج الذكاء الاصطناعي بديلًا عنهم في كتابة نصوص الأعمال، أو حتى استنساخ أصوات وصور الممثلين.
أدى الاضراب المشترك الذي يُعد الأول من نوعه منذ عام 1960 إلى توقف العمل في جميع استديوهات هوليوود، وتعليق العديد من الانتاجات السينمائية والتلفزيونية، بالإضافة إلى مَنعِ الممثلين من القيام بأي أعمال ترويجية لأفلامهم الجديدة، أو حضور المهرجانات الدولية الكبرى، مثل "البندقية" الذي سيُقام خلال الفترة من 30 آب/ أغسطس وحتى 9 أيلول/ سبتمبر، و"تورنتو" الذي سيُقعد بين 7 و17 أيلول/ سبتمبر المقبل.
أدى إضراب الممثلين والكتّاب في هوليود إلى تأجيل حفل توزيع جوائز "إيمي" التلفزيونية لهذا العام
يأتي هذا الاضراب في الوقت الذي تتعافى فيه صناعة السينما ودور العرض من تداعيات جائحة كورونا، ومن المتوقع أن يتسبب بخسائر هائلة تقدّر بمليارات الدولارات، ناهيك عن تأثيره على الأفلام المقرر عرضها خلال الأشهر القادمة، والمهرجانات السينمائية الكبرى، إذ دفع الاضراب بإدارة مهرجان "البندقية" إلى استبدال فيلم الافتتاح "Challengers" للإيطالي لوكا غوادانينو، بفيلم ""Comandanteلإيطالي آخر هو إدواردو دي أنجيليس. ورغم تأكيد المدير الفني للمهرجان ألبرتو باربيرا بأن تأثير الاضراب على برنامجه سيكون "متواضع جدًا"، لكنه أكد أيضًا بأن النجوم الحاضرين سيكونون أقل في هذا العام.
آخر تبعات الاضراب تأجيل حفل توزيع جوائز "إيمي" التلفزيونية من 18 أيلول/ سبتمبر إلى كانون الثاني/ يناير 2024 وفق ما أفادت وسائل إعلام أمريكية قالت إن الموزعين والمنتجين وغيرهم من المشاركين في الحدث قد أُبلغوا بالتأجيل الذي لم يُعلن رسميًا بعد.
وكانت ترشيحات جوائز إيمي لعام 2023 قد أُعلنت في الثالث عشر من تموز/ يوليو، قبل ساعات قليلة من فشل المفاوضات بين نقابة الممثلين والاستديوهات. وقد سيطرت منصة "إتش بي أو" (HBO) على الترشيحات، حيث حصد مسلسل "Succession" على 27 ترشيحًا، بينما نال "The Last of Us" 24 ترشيحًا، وحصل "The White Lotus" على 23 ترشيحًا.
في هذا السياق، أعلن "مهرجان لوكارنو السينمائي" في سويسرا أن دورته السادسة والسبعين المقرر إقامتها بين 2 و12 آب/ أغسطس المقبل، ستتأثر بإضراب الممثلين وكتّاب السيناريو، حيث أفاد المنظمون في بيان بأن: "بعض الشخصيات التي يُفترض حضورها لتسلّم جوائز أو لمواكبة أفلام لن تحضر في نهاية المطاف إلى المهرجان".
ويخشى المنتجون أن يؤدي الاضراب إلى تغيير مواعيد إطلاق بعض الأفلام المنتظرة، في حين يخشى آخرون من تبعات إطلاقها دون حضور أبطالها للترويج لها، فيما يحذر البعض من أن يؤدي استمرار الاضراب إلى إحداث تغييرات جذرية في صناعة السينما، خاصةً بعد تصعيد الاستديوهات الكبرى ضد الممثلين والكتّاب عبر إعلانها أنها تسعى لتوظيف مديرين وتنفيذيين للذكاء الاصطناعي.