17-يونيو-2024
تستخدم النار كسلاح حرب في السودان

(Getty) احترقت مئات القرى والبلدات في السودان نتيجة حرائق أُشعلت عمدًا

تُستخدم النار كسلاح في الحرب الدائرة في السودان بين القوات المسلحة السودانية وميليشيات الدعم السريع، منذ منتصف نيسان/أبريل عام 2023.

وكشف تحقيق تقرير لشبكة "NBC" الأميركية عن احتراق مئات البلدات والقرى، وتسويتها بالأرض، في جميع أنحاء السودان، مشيرةً إلى أنه من المرجح أن تكون الحرائق من صنع الإنسان بحسب صور الأقمار الصناعية والتقرير مفتوحة المصدر، وذلك نتيجة للحرب الأهلية التي تدور في البلاد منذ 2023.

وإلى جانب تدمير جزء كبير من البلاد، ومقتل الآلاف، وتشريد 10 ملايين شخص من منازلهم، ما خلق أكبر أزمة نزوح في العالم وفق الأمم المتحدة؛ فقد دخلت النار كسلاح جديد في الحرب، حيث احترقت مئات المنازل والمخيمات ومستودعات المساعدات الإنسانية بسبب الحرائق التي أُشعلت عمدًا.  

احترقت مئات القرى والبلدات في السودان نتيجة حرائق أُشعلت عمدًا، ما يشير إلى استخدام النار كسلاح في الحرب المستمرة منذ أكثر من عام

وقال مارك سنوك، المحقق مفتوح المصدر، لشبكة "NBC"، الإثنين، إنه: "عندما نرى تقارير عن قتال يتزامن مع مجموعات من الحرائق، فهذا يشير إلى أنه ربما يتم استخدام النار كسلاح حرب".

وأضاف أن أكثر من 50 بلدة قد احترقت بشكل متكرر، مما يشير إلى نية التهجير القسري المحتمل لدى من يشعل الحرائق، عدا عن جرائم الحرب.

ووثّق سوناك وفريق من الباحثين، بالاعتماد جزئيًا على أقمار استشعار حرارة طورتها وكالة ناسا لرصد حرائق الغابات في جميع أنحاء العالم، أكثر من 235 حريقًا اندلعت في البلدات والقرى في جميع أنحاء السودان منذ اندلاع الحرب قبل أكثر من عام.

وأشارت الشبكة إلى أنه، من خلال الجمع بين ما سبق والتقارير مفتوحة المصدر، والتحقق من وسائل التواصل الاجتماعي والخرائط وغيرها من البيانات المتاحة للجمهور، فإنه من الممكن تحديد نطاق الدمار في مختلف أنحاء السودان بدقة.

وما يتضح من خلال ما سبق أن أعمال العنف كانت تتركز في إقليم دارفور، في أقصى غرب السودان. وتُظهر أحدث البيانات أن الحرائق تقترب من الفاشر، عاصمة ولاية شمال دارفور التي يسكنها 1.5 مليون شخص، بينهم نازحون من مناطق أخرى.

وأصبحت الفاشر ساحة الاشتباكات الرئيسية في الحرب السودانية، إذ تعرضت المدينة خلال الأسابيع الأخيرة الماضية لقصف مدفعي عنيف من قِبل قوات الدعم السريع التي تسعى إلى السيطرة على المدينة.

وتستمر المعارك بين الجيش والدعم السريع وسط تحذيرات محلية ودولية من سقوط المدينة في يد الميليشيات، ما يضع حياة أكثر من 1.5 مليون شخص في مواجهة خطر الموت قتلًا وجوعًا.

وكان مجلس الأمن الدولي قد اعتمد، في 13 حزيران/يونيو الجاري، قرارًا يطالب بأن توقف قوات الدعم السريع حصارها لمدينة الفاشر، ويدعو إلى وقف فوري للقتال وخفض التصعيد في المدينة ومحيطها، إضافةً إلى سحب جميع المقاتلين الذين يهددون سلامة وأمن المدنيين.

وفي منتصف أيار/مايو الفائت، أكدت كبيرة مسؤولي الشؤون الإنسانية التابعين للأمم المتحدة في السودان، أن الشعب السوداني "محاصر في جحيم من العنف الوحشي" في ظل اشتداد المجاعة وانتشار الأمراض واستمرار القتال دون نهاية في الأفق.

وقالت كليمنتين نكويتا سلامي، في مؤتمر صحفي للأمم المتحدة، إن: "الفظائع المروعة تُرتكب بتهور، وتتدفق تقارير عن الاغتصاب والتعذيب والعنف بدوافع عرقية"، لافتةً إلى تمزق المجتمعات والأسر، ونزوح أكثر من 9 ملايين شخص من منازلهم.