13-يوليو-2023
شدد حلف الناتو على أنه لن يتراجع أو يتساهل في الدفاع عن أوكرانيا (GETTY)

شدد حلف الناتو على أنه لن يتراجع أو يتساهل في الدفاع عن أوكرانيا (GETTY)

اختتمت أمس الأربعاء، أعمال قمة حلف الناتو بالعاصمة الليتوانية فيلنيوس، بحضور قادة دول الحلف، وحَظِيَ الملف الأوكراني بالنصيب الأكبر من أعمال القمة، حيث أكدت دول الحلف على التزامها بتقديم الدعم العسكري لأوكرانيا، خلال السنوات.

أكد قادة دول حلف الناتو التزامهم بالدعم العسكري لأوكرانيا يمتد لسنوات

هجوم على الرئيس الروسي

من جهته، قال الرئيس الأمريكي جو بايدن في المؤتمر الصحفي، الذي جمع قادة مجموعة الدول السبع، إن دول حلف الناتو ستصبح 32 دولة، بعد أن أعطى الرئيس التركي رجب طيب أردوغان موافقته على انضمام السويد للحلف، مؤكدًا أن "مستقبل أوكرانيا أيضًا سيكون في الحلف"، حيث اتفق "قادة حلف شمال الأطلسي على خطة عمل شاملة بشأن انضمام أوكرانيا إلى حلف شمال الأطلسي، وأن تكون عضوًا فيه بعد الحرب". 

وعن الحرب في أوكرانيا، شدد الرئيس الأمريكي أن "الحلف لن يتراجع أو يتساهل في الدفاع عن أوكرانيا"، مؤكدًا أن "الأوكران لم يستسلموا وظلوا صامدين، في وقت كانت روسيا تنتظر أن ينكسر الحلف"، وأضاف "حرصنا على جاهزية حلف الناتو للدفاع عن أي من أعضائه"، مشددًا على أن "قوة الحلف لا يمكن الاستهانة بها".

زكي وزكية الصناعي

وقال بايدن: إن إدارته "حذرت العالم مما كان يخطط له الرئيس الروسي فلاديمير بوتين عند حشد قواته قرب أوكرانيا في 2022"، وأضاف "نتطلع إلى أن تنتهي هذه الحرب المخالفة لمواثيق الأمم المتحدة التي انتهكتها روسيا بهجومها على أوكرانيا"، وتابع " قيم الحرية والسلام كانت مهددة بسبب حرب بوتين".

وأشار الرئيس الأمريكي، إلى أن "روسيا أظهرت أنها لا تؤمن بالعلاقات الدبلوماسية، وأن بوتين ظن بإمكانه قيادتنا إلى حرب"، واتهم الرئيس الأمريكي جو بايدن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين بأن لديه "شهوة جبانة للأرض والسلطة".

هاجم الرئيس الأمريكي نظيره الروي بعنف في ختام أعمال قمة دول حلف الناتو

رفع متطلبات خطة العمل

بدوره، أعلن أمين عام حلف شمال الأطلسي ينس ستولتنبرغ، أنه تم الاتفاق بين أعضاء حلف على الوقوف بجانب أوكرانيا لتحرير أراضيها "طالما تطلب الأمر ذلك"، مضيفًا أنه "سيتم تحديث معدات أوكرانيا الدفاعية حتى تتماهي مع قوات حلف الناتو".

وأوضح ستولتنبرغ أن "أعضاء الحلف وافقوا على رفع متطلبات خطة العمل"، وهذا يعني أن مسار عضوية أوكرانيا في حلف الناتو  اختصر من عملية تتكون من خطوتين إلى عملية من خطوة واحدة، وأشار الأمين العام للحلف إلى أن "أوكرانيا أقرب إلى الانضمام إلى حلف الناتو من أي وقت مضى"، مؤكدًا "عندما يتفق الحلفاء على أن الشروط قد استوفيت، ستكون أوكرانيا عضوًا في الحلف".

ويعني تخلي حلف الناتو عن شرط وفاء أوكرانيا بخطة العمل بشأن العضوية في الحلف، إزالة عقبة كبيرة أمام انضمام أوكرانيا للحلف، مع تأكيد الرئيس الأمريكي على أن هذه العضوية لن تحصل خلال الحرب.

وكشف ستولتنبرغ، إن أعضاء حلف الناتو التزموا بتقديم دعم أمني لأوكرانيا ليكون "رادعًا لروسيا بعد الحرب".

حزم دعم جديدة

من جانبه، اعتبر الرئيس الأوكراني فلودومير زيلينسكي أن نتائج قمة حلف شمال الأطلسي جيدة، وكانت ستصبح مثالية لو تلقت أوكرانيا دعوة للانضمام للحلف.

أوضح ستولتنبرغ أن أعضاء حلف الناتو وافقوا على رفع متطلبات خطة العمل

وخلال المؤتمر الصحفي المشترك مع الأمين العام لحلف شمال الأطلسي، أكد زيلينسكي أن قرار حلف الناتو بأن "أوكرانيا لا تحتاج إلى اتباع خطة عمل بشأن العضوية في الحلف أمر مهم"، موضحًا أن كييف "أحرزت تقدمًا ملحوظًا في توافقها مع الحلف".

وكشف الرئيس الأوكراني أنه تلقى أنباء إيجابية عن حزم دفاعية جديدة أثناء مشاركته في قمة فيلنيوس، بعد اجتماعه مع قادة بريطانيا وألمانيا وفرنسا وأستراليا وهولندا.

دعم أوكرانيا غير محدود

هذا، وأصدرت دول مجموعة السبع على هامش قمة دول حلف الناتو، إطارًا للعمل الدولي يمهد الطريق لضمانات أمنية على المدى الطويل لأوكرانيا.

وجاء في بيان مجموعة السبع: "نعلن إطارًا متعدد الأطراف لتقديم الدعم الدائم لأوكرانيا في دفاعها عن سيادتها ووحدة أراضيها"، وأضاف البيان إن "الإطار يركز على ضمان قوة مستدامة قادرة على الدفاع عن أوكرانيا الآن، وردع أي عدوان روسي مستقبلًا"، وأشار البيان إلى أنه "سيتم إطلاق محادثات ثنائية فورًا مع أوكرانيا لتقديم التزامات وترتيبات أمنية"، وأكد البيان "الوقوف مع كييف في دفاعها عن نفسها ضد العدوان الروسي مهما طال الأمر".

ويشمل الدعم، توفير معدات عسكرية متطورة وحديثة، والتدريب، وتبادل معلومات الاستخباراتية، والدفاع الإلكتروني.

وترك البيان الذي وقعت عليهـ الولايات المتحدة، وألمانيا، واليابان، وفرنسا، وكندا، وإيطاليا، وبريطانيا، وكذلك الاتحاد الأوروبي، الباب مفتوحًا للدول الأخرى للانضمام إليه.

وفي المقابل، ستتعهد أوكرانيا بتحسين تدابير الحكم، بما في ذلك إجراء إصلاحات قضائية واقتصادية وتعزيز الشفافية، مقابل الدعم الممنوح لها، بحسب ما جاء في بيان المجموعة.

ضمانات أمنية على المدى الطويل لأوكرانيا

تحذير روسي

في المقابل، قال الكرملين، إن الضمانات الأمنية التي يعتزم الغرب تقديمها لأوكرانيا ستكون "خطأ فادحًا، من شأنه أن يؤثر على أمن روسيا، ويُعَرض أوروبا لمخاطر أكبر لسنوات عديدة قادمة".

وقال المتحدث باسم الكرملين دميتري بيسكوف، إن "الضمانات الأمنية المقترحة لأوكرانيا خطأ ستضطر موسكو إلى أخذه في الحسبان في صنع قراراتها المستقبلية"، وأضاف "بتقديمها لأي نوع من الضمانات الأمنية لأوكرانيا، ستتجاهل هذه الدول المبدأ الدولي الذي يقول إن الأمن غير قابل للتجزئة، وبتقديم ضمانات لأوكرانيا فإنها ستؤثر على أمن روسيا الاتحادية".

تنا

وأوضح بيسكوف أنه من "المستحيل لروسيا أن تتسامح مع أي شيء يهدد أمنها الخاص"، وأعرب المتحدث باسم  الكرملين عن أمله في أن "يدرك الغرب، المخاطر المرتبطة بتقديم هذه الضمانات لأوكرانيا".

اعتبر الرئيس الأوكراني فلودومير زيلينسكي أن نتائج قمة حلف شمال الأطلسي جيدة، وكانت ستصبح مثالية لو تلقت أوكرانيا دعوة للانضمام للحلف.

من جهته، حذر نائب رئيس مجلس الأمن الروسي دميتري ميدفيديف، من أن بلاده وحلف الناتو باتا "على شفا الحرب"، ونشر ميدفيديف تغريدة على حسابه في تويتر، كتب فيها: "مجلس أوكرانيا – الناتو الذي تم إنشاؤه، سينتهي وجوده بسبب زوال أحد الطرفين"، وأشار نائب رئيس مجلس الأمن الروسي، إلى أنه في عام 2002، تم إنشاء مجلس مشابه بين روسيا والناتو. وشدد على أن الحلف وروسيا الآن على شفا الحرب، أو بالأحرى، في خضمها.