بدأ الرئيس الأمريكي جو بايدن جولة أوروبية تستمر لخمسة أيام يزور خلالها 3 دول هي بريطانيا وليتوانيا وفنلندا. وتأتي جولة بايدن في ظل صعوبات متفاقمة يتعرض لها في الداخل والخارج على حد سواء.
كان بايدن قد استبق بايدن جولته الأوروبية بتصريحات لشبكة ’سي إن إن’ حث فيها على توخي الحذر في الوقت الحالي بشأن مساعي أوكرانيا للانضمام إلى الناتو
ففي الداخل تتجه أصوات في مجلس النواب نحو الدفع بضرورة إجبار أوكرانيا على مناقشة شروط السلام مع موسكو من جهة ورفع زخم معارضة استمرار واشنطن بدعم كييف ماليًا وعسكريًا وسط معاناة الاقتصاد الأمريكي من التضخم وارتفاع الأسعار، أما خارجيًا فتتزايد الشكوك بشأن نتائج الهجوم الأوكراني المضاد الذي يعتقد الكثيرون بفشله، كما تتزايد الضغوط من طرف الأمم المتحدة والفاتيكان ودول الجنوب لوقف إطلاق النار والتوجه نحو المفاوضات.
وانطلاقًا مما سبق ترى تقديرات أن جولة بايدن الأوروبية وفي القلب منها قمة الناتو بليتوانيا تهدف في المقام الأول إلى "إنقاذ صورته وحظوظه في الانتخابات الرئاسية المقررة العام المقبل"، وتروم في المقام الثاني إلى تعزيز العلاقات مع الدول التي يزورها بشكل منفصل ومع التحالف المناهض لروسيا ككل، ووفقا لرويترز فإن مسألة تقديم الدعم العسكري لأوكرانيا وإظهار المزيد من التضامن مع كييف -في ظل فشل الهجوم مضاد- ستهيمن على جميع المفاوضات التي سيجريها بايدن خلال جولته الأوروبية، فضلًا عن ملف انضمام السويد لحلف شمال الأطلسي حيث من المرتقب أن يلتقي بايدن وجهًا لوجه مع الرئيس التركي رجب طيب أردوغان بعد اتصال هاتفي أمس الأحد خصص لملف السويد.
وستكون المحطة الأولى لبايدن في لندن، حيث سيلتقي برئيس الوزراء البريطاني ريشي سوناك اليوم الإثنين قبل أن يغادر نحو قلعة وندسور للقاء الملك تشارلز.
وبحسب صحيفة إزفيستيا الروسية فإن هدف بايدن زيارة لندن يتمثل في "تعميق الحوار بين البلدين، حيث يريد بايدن أن يظهر للمملكة المتحدة أن واشنطن لا تزال ملتزمة بالعلاقة مع حلفائها".
يرجح متابعون أن يبحث بايدن مع سوناك "تسليم مقاتلات إف-16 وأنظمة الصواريخ التكتيكية من طراز ’إم جي إم-140’ لأوكرانيا وفرض مزيد من العقوبات على روسيا وسبل عزلها".
بعد محطة لندن يتوجه بايدن ليلة الثلاثاء إلى فيلنيوس بليتوانيا لإجراء محادثات مع قادة الناتو، في قمة الحلف، يومي الثلاثاء والأربعاء.
ويهدف بايدن وحلفاؤه في الناتو إلى إظهار الدعم لأوكرانيا ومنح الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي فكرة عما يجب القيام به للحصول على عضوية الناتو في وقت ما في المستقبل حسب رويترز.
وكان بايدن قد استبق بايدن جولته الأوروبية بتصريحات لشبكة ’سي إن إن’ حث فيها على توخي الحذر في الوقت الحالي بشأن مساعي أوكرانيا للانضمام إلى الناتو، قائلاً إن التحالف يمكن أن ينجر إلى الحرب مع روسيا بسبب اتفاق الدفاع المشترك بين الناتو.
وقال بايدن: "لا أعتقد أن هناك إجماعًا في الناتو حول ما إذا كان سيتم ضم أوكرانيا إلى أسرة الناتو أم لا في هذه اللحظة، في خضم الحرب".
يشار في هذا الصدد إلى التصريحات التي أدلى بها زيلينسكي في وجه قمة حلف شمال الأطلسي حيث قال إن دعوة أوكرانيا للانضمام إلى الناتو سترسل رسالة مفادها أن تحالف الدفاع الغربي ليس خائفًا من موسكو. معتبرًا أنه يجب أن تحصل أوكرانيا على ضمانات أمنية واضحة عندما لا تكون في الناتو، وقال زيلينسكي إن هذا سيكون أحد أهدافه في فيلنيوس، في مقابلة أذيعت يوم الأحد.
وقال زيلينسكي في برنامج "هذا الأسبوع" على شبكة ABC "سأكون هناك وسأفعل كل ما بوسعي من أجل الإسراع بهذا الحل، إذا جاز التعبير، للحصول على اتفاق مع شركائنا".
وستكون عضوية السويد في الناتو، جزءًا من جدول الأعمال في فيلنيوس، وما تزال تركيا تعرقل انضمام السويد إلى الحلف.
وكان مكتب أردوغان أفاد بأنّ بايدن ناقش خلال اتصال هاتفي مع الرئيس التركي أمس الأحد بحثا خلاله مسعى السويد للانضمام إلى حلف شمال الأطلسي، وبحسب البيان الصادر عن مكتب أردوغان فإن على السويد بذل المزيد من الجهد في ملف أنصار حزب العمال الكردستاني الذين يواصلون التظاهرات في ستوكهولم.
وبحسب ذات البيان فقد اتفق الرئيسان التركي والأمريكي "على اللقاء وجهًا لوجه في فيلنيوس وبحث العلاقات الثنائية والقضايا الإقليمية بالتفصيل".
ومن المنتظر أن يلقي بايدن خطابًا قويًا في فيلينيوس مساء الأربعاء، وفي هذا الصدد قال مستشار الأمن القومي للبيت الأبيض جيك سوليفان للصحفيين إن الخطاب سيغطي رؤية بايدن "لأمريكا قوية وواثقة يحيط بها حلفاء وشركاء أقوياء واثقون من أنفسهم لمواجهة التحديات الكبيرة في عصرنا، من العدوان الروسي في أوكرانيا إلى أزمة المناخ".
سيختتم بايدن جولته الأوروبية في هلسنكي حيث سيجري مع قادة أحدث عضو في الناتو، فنلندا
وسيختتم بايدن جولته الأوروبية في هلسنكي حيث سيجري مع قادة أحدث عضو في الناتو، فنلندا، ولحضور قمة لزعماء الولايات المتحدة ودول الشمال.