30-أغسطس-2024
الناخبون المسلمون

(AP) متظاهرة تحمل لافتة كتب عليها "التخلي عن هاريس" في شيكاغو

أظهر استطلاع جديد للرأي أُجري هذا الأسبوع أن غالبية الناخبين المسلمين في الولايات المتحدة منقسمون بالتساوي حول من يخططون للتصويت له كرئيس في الانتخابات الرئاسية المقررة في تشرين الثاني/نوفمبر المقبل، حيث يخطط حوالي 60 بالمئة لاختيار إما المرشحة المستقلة جيل ستاين، أو نائبة الرئيس كامالا هاريس، وفقًا لموقع "ميدل إيست آي" البريطاني.

وبحسب الموقع، فإن الاستطلاع الجديد الذي أجري ونشر في تقرير صادر عن مجلس العلاقات الأميركية الإسلامية "كير"، أمس الخميس، أظهر أن غالبية الناخبين المسلمين الأميركيين قرروا عدم التصويت للمرشح الجمهوري دونالد ترامب، أو نظيرته الديمقراطية كامالا هاريس.

وقال 29 بالمئة من الناخبين المسلمين الذين شملهم الاستطلاع إنهم يخططون للإدلاء بأصواتهم لصالح زعيمة حزب الخضر ستاين، التي جعلت من إنهاء العدوان الإسرائيلي على غزة، واحتلال الضفة الغربية أولوية سياسية رئيسية.

غالبية الناخبين المسلمين في الولايات المتحدة منقسمون بالتساوي حول من يخططون للتصويت له كرئيس في الانتخابات الرئاسية المقبلة

في المقابل، قال 29 بالمئة أيضًا إنهم يخططون للتصويت لصالح هاريس، التي يزعم بعض المسلمين والمؤيدين للفلسطينيين أنها أكثر تعاطفًا مع الفلسطينيين، لكنها قالت حتى الآن إنها ستحافظ على دعمها لـ"إسرائيل"، ورفضت المطالبات بفرض حظر على الأسلحة على إسرائيل.

وأظهر الاستطلاع أيضًا أن نحو 11 بالمئة من الناخبين المسلمين الذين شملهم الاستطلاع يخططون للتصويت لصالح ترامب، في حين اختار أربعة بالمئة المرشح المستقل، كورنيل ويست، وما زال 16 بالمئة غير متأكدين.

وشمل الاستطلاع مشاركة أكثر من ألف  ناخب مسلم مسجل، وأُجري بعد المؤتمر الوطني الديمقراطي في شيكاغو، الأسبوع الماضي، وهو جزء من تقرير أكبر صادر عن "كير" يوثق المواقف السياسية للناخبين المسلمين، فضلًا عن أن هذا التقرير تضمن استطلاعًا إضافيًا شمل 2850 ناخبًا مسلمًا بين أيار/مايو وتموز/يوليو الماضيين، قبل انسحاب الرئيس الأميركي جو بايدن من السباق الانتخابي.

وقال المدير الوطني لـ"كير"، نهاد عوض، في بيان: "يكشف أحدث استطلاع أجريناه أن الناخبين المسلمين الأميركيين منخرطون بشدة في الانتخابات الرئاسية المقبلة، ومنفتحون على دعم مجموعة متنوعة من المرشحين والأحزاب السياسية".

وأضاف عوض أن الاستطلاع أظهر أن الناخبين المسلمين: "غير راضين بشدة عن الحالة الحالية للأمة، وخاصة الدعم الأميركي للحرب على غزة"، مشيرًا إلى أن الاستطلاع كشف أيضًا: "أن عددًا مرتفعًا بشكل غير عادي من المسلمين الأميركيين يخططون للتصويت لمرشحين من أطراف ثالثة".

ويكشف التقرير عن الفجوات الانتخابية الواضحة بشكل متزايد داخل المجتمع الأميركي المسلم، حيث اختار المزيد من المسلمين عدم التصويت للمرشح الرئاسي الديمقراطي مقارنةً بالسنوات السابقة، فقد أظهر استطلاع للرأي أجرته "كير" في عام 2020 أن 69 بالمئة من المسلمين صوتوا لصالح بايدن في الانتخابات الرئاسية السابقة.

ومع ذلك، وجد الاستطلاع الذي أجري قبل انسحاب بايدن أن 26 بالمئة فقط من المشاركين يخططون للتصويت للحزب الديمقراطي في الانتخابات المقبلة، وأن 60 بالمئة يخططون للتصويت إما لمرشح من حزب ثالث أو مستقل، وهذا يمثل انخفاضًا بنسبة 43 بالمئة في دعم المسلمين للحزب الديمقراطي.

وكان دعم إدارة بايدن للعدوان الإسرائيلي على غزة، والذي أسفر عن استشهاد أكثر من 40 ألف فلسطيني، غالبيتهم من النساء والأطفال، وهو ما وصفته جماعات حقوق الإنسان بأنه إبادة جماعية؛ قد أثار غضب المجتمعات المسلمة والعربية الأميركية.

وقد برز هذا الغضب بعدة طرق، بما في ذلك الاحتجاجات التي شهدتها الجامعات في المدن الأميركية الكبرى، فضلًا عن جهود التواصل مع الناخبين، ومن بين هذه الجهود، حملة "التخلي عن هاريس"، التي كانت سابقًا تعرف بـ"التخلي عن بايدن".

وتهدف الحملة إلى حث المسلمين والعرب والناخبين المعارضين للعدوان على غزة على الإدلاء بأصواتهم لمرشح آخر غير هاريس، وهو تصويت احتجاجي لإظهار استنكارهم الواسع النطاق لدعم إدارتها وحملتها لـ"إسرائيل".

وقالت "كير" إن هذا هو أول استطلاع وطني للناخبين المسلمين يتم إجراؤه منذ حلت هاريس محل بايدن في بطاقة الرئاسة الديمقراطية. وعندما كان بايدن لا يزال في سباق الانتخابات، أظهر استطلاع لـ"كير" غير منشور، أن 61 بالمئة من الناخبين يخططون التصويت للمرشحيّن المستقليّن، ستاين وويست، فيما حصل بايدن على سبعة بالمئة من أصوات الناخبين المسلمين، من أصل 2500 شاركوا في الاستطلاع.

وكانت "كير" قد ذكرت سابقًا أنه يوجد أكثر من 2.5 مليون ناخب مسلم أميركي مسجل في الولايات المتحدة، وهو ما يفوق التقديرات السابقة التي بلغت 1.2 مليون ناخب.