تعرضت ناقلة نفط ترفع العلم الليبيري، للهجوم من قبل طائرة مُسيّرة قبالة خليج عُمان، يوم أمس الثلاثاء، بحسب ما نقلت وكالة أسوشيتد برس، التي أشارت إلى أن السفينة تديرها شركة مقرها في سنغافورة ويمتلكها رجل الأعمال الإسرائيلي عيدان عوفر.
تعرضت ناقلة نفط ترفع العلم الليبيري، للهجوم من قبل طائرة مُسيّرة قبالة خليج عُمان
وبعد وقتٍ قصير من الهجوم، نقلت إذاعة الجيش الإسرائيلي عن مسؤول أمني إسرائيلي رفيع، أن إيران تقف خلف الهجوم. وحول الحادث، قال القائد في الأسطول الخامس للبحرية الأمريكية تيموثي هوكين إنه على علم بالحادث الذي يتعلق بالسفينة التجارية في خليج عمان.
من جانبها، قالت الشركة التي تدير ناقلة النفط إن الناقلة تعرضت للإصابة بمقذوف، مما تسبب في إصابة طفيفة بجسم الناقلة دون أن يتسبب ذلك في إصابة الشحنة التي تحملها الناقلة أو طاقمها، مشيرةً إلى أن الحادث وقع على بُعد 150 ميلًا من السواحل العُمانية. وكانت السفينة، قد غادرت ميناء صحار العُماني، بعد ظهر الاثنين وكانت وجهتها القادمة ميناء بيونس آيرس الأرجنتيني.
يأتي هذا الحادث، بعد إعلان السلطات الأمنية الجورجية عن إحباط محاولة اغتيال إيرانية لرجل أعمال إسرائيلي، كان يتواجد في العاصمة الجورجية تبليسي، وأكدت مصادر أمنية إسرائيلية ذلك. وقالت ثلاثة مصادر لوكالة لرويترز إن الاشتباه الأساسي يدور حول قيام طائرة مُسيّرة بالهجوم. فيما أكد مسؤول إسرائيلي أن إيران مسؤولة عن الهجوم باستخدام الطائرة المُسيّرة شاهد -136.
أعاد استهداف ناقلة النفط، الحديث عن حرب الظل التي خاضتها إيران وإسرائيل، وأطلق عليها اسم "حرب السفن"، وهي مواجهة بحرية استهدفت خلالها ناقلات نفط وسفن تنقل الأسلحة بشكل مُتبادل بين طهران وتل أبيب، وكشف عنها لأول مرة في عام 2019، بعد إعلان إيران في تشرين ثاني/ نوفمبر 2019 عن تعرض ثلاث سفن تتبع لها للاستهداف في البحر الأحمر، فيما أعلن لاحقًا عن استهداف ما لا يقل عن 6 سفن إيرانية خلال العام 2020، بالإضافة إلى حوالي 12 سفينة إيرانية تحمل النفط والأسلحة كانت في طريقها إلى سوريا.
وردت إيران على هذه الاستهدافات خلال العام 2020 و2021، واستهدفت عدة سفن تجارية تعود ملكيتها إلى رجال أعمال إسرائيليين. كانت السمة الأبرز في هذه المواجهة البحرية، أنها حرب صامتة وغير معلنة، وتتم فيها الاستهدافات بشكلٍ دوري، دون أن يعلن أيّ طرف مسؤوليته عن الهجمات.
وتتداخل الأهداف الإسرائيلية من هذه الهجمات ما بين محاولة الإضرار بالعمل الاقتصادي الإيراني ورفع كلفته، وصولًا إلى منع وصول إمدادات السلاح إلى سوريا وحزب الله، خاصةً أن الكثير من التقارير قد أشارت إلى أن العقوبات على إيران ساهمت بالمس في العمليات المصرفية، لكنها لم تمنع قدرة إيران من بيع نفطها الخام نقدًا. أمّا إيران، فقد ظهرت معظم الهجمات التي نفذتها في سياق العمليات الانتقامية، وجاءت إمّا ردًا على استهداف إسرائيلي لسفنها أو على هجمات إسرائيلية نفذت ضد أهداف إيرانية.
مؤخرًا، تزايد النشاط الإسرائيلي الموجه ضد طهران، سواء بتكثيف القصف ضد الأهداف الإيرانية بسوريا، بالإضافة إلى مهاجمة طرق الإمداد الإيرانية التي ظهرت في الاستهداف الأبرز بضرب مطار دمشق الدولي، وصولًا إلى تنفيذ عدة عمليات داخل إيران، وهي عمليات قالت تقارير إسرائيلية إن طهران كانت تحاول الرد عليها باستهداف سياح إسرائيليين في تركيا، مما دفع بالمؤسسة الأمنية إلى رفع مستوى تحذيرات السفر إلى تركيا وإرسال قوات أمنية إليها من أجل إحباط العمليات الإيرانية.
على مدار ما يقارب الثلاثة أعوام من الهجمات المتبادلة ضمن "حرب السفن"، كانت كافة الهجمات تحت مستوى التصعيد
وعلى مدار ما يقارب الثلاثة أعوام من الهجمات المتبادلة ضمن "حرب السفن"، كانت كافة الهجمات تحت مستوى التصعيد، الذي لا يساهم في التوجه نحو الحرب المُعلنة، ولم يسقط فيها قتلى باستثناء استهداف سفينة تحمل العلم الليبيري وتعود ملكيتها إلى رجل أعمال إسرائيلي، في تموز/ يوليو 2021، مما تسبب في مقتل اثنين من طاقمها.