28-أبريل-2023
Getty

تتواصل الاشتباكات رغم الإعلان تمديد الهدنة (Getty)

تتواصل الاشتباكات في السودان، رغم سريان اتفاق تمديد الهدنة لـ72 ساعة إضافية بين الجيش السوداني وقوات الدعم السريع. وشهدت شوارع مدينة الخرطوم صباح اليوم اشتباكات متبادلة في محيط القصر الجمهوري، كما سقطت قذائف في جزيرة توتي وسط الخرطوم. وأطلقت مضادات الدعم السريع النيران على طائرات الجيش شرقي الخرطوم بحري مع أولى ساعات الهدنة.

https://t.me/ultrasudan

وأعلنت قيادة الجيش السوداني في بيان، أن الدعم السريع هاجم قواتها صباح اليوم في منطقة جبل أولياء، موضحةً أن الجيش قام بصد الهجوم.

من جهتها، اتهمت قوات الدعم السريع في بيان الجيش السوداني بـ"خرق الهدنة" المعلنة بعد شن هجمات على مواقعها في جبل أولياء وأم درمان بالطائرات والمدفعية.

كما نفى الدعم السريع، مسؤوليته عن الهجوم الذي تعرضت له طائرة إجلاء تركية في قاعدة وادي سيدنا بأم درمان، مشددًا أن "الوقائع على الأرض تكذب هذه الادعاءات"، واتهم الدعم السريع، الجيش السوداني بكامل المسؤولية عن الهجوم، مؤكدًا على التزامه "الصارم" بالهدنة.

وكان بيان للجيش السوداني تحدث عن تعرض طائرة إجلاء تركية من طراز C130، لهجوم صباح اليوم في قاعدة وادي سيدنا العسكرية، مما أسفر عن إصابة أحد أفراد طاقمها. وأضاف بيان الجيش، أن إطلاق النار تسبب في "تضرر خزانات الوقود بالطائرة وإصابة أحد أفراد طاقمها"، محذرًا "قوات الدعم السريع من محاولات عرقلة جهود الإجلاء بمثل هذه التصرفات الخطيرة".

.

ونشر الجيش صورًا للطائرة التركية، وقال "الطائرة هبطت بقاعدة وادي سيدنا العسكرية بسلام. أصابتها نيران المتمردين صباح اليوم في محاولة فاشلة لإسقاطها لعرقلة لجهود الإجلاء". 

وأمام هذا الخرق المتكرر للهدنة، طالب الاتحاد الأفريقي، من البرهان وحميدتي "الكف عن  السلوك غير المسؤول واحترام حياة المدنيين والتفاوض دون إبطاء".

وحذرت منظمة الصحة العالمية من أن "العنف وتوقف عمل العديد من المستشفيات والقدرة المحدودة على التزود بالمياه ونقص المواد الغذائية واضطرار السكان إلى النزوح، كلها عوامل تشكل أخطارًا كبيرة على الصحة في السودان". 

وأضافت المنظمة، أن "50 ألف طفل في دارفور يعانون من سوء تغذية حاد، ومحرومون من أي مساعدات غذائية"، نتيجة توقف نشاط منظمات الأمم المتحدة بعد مقتل خمسة من موظفيها.

Getty

وفي حصيلة جديدة لضحايا الاشتباكات، أعلنت نقابة أطباء السودان، عن ارتفاع عدد القتلى في صفوف المدنيين إلى 387 حالة، وتسجيل 1928 حالة إصابة. وأشارت النقابة إلى أن عددًا من المرافق الصحية تعرضت للاعتداءات واحتلال من قبل قوات عسكرية لكن من دون أن تسمها. 

في سياق متصل بالأحداث التي  شهدتها مدينة الجنينة بولاية غرب دارفور، قالت النقابة أن عدد القتلى وصل إلى 74 قتيل دون أن تستطيع حصر الإصابات. مشيرةً إلى أن مستشفيات المدينة خارج الخدمة.  وذكرت النقابة في بيانٍ سابق حمل عنوان "الجنينة تنزف"، بأن "الاشتباكات تجددت في مدينة الجنينة ونهب مستشفى الجنينة التعليمي وسط عمليات نهب وحرق واسعة طالت الأسواق والمرافق الحكومية والصحية ومقرات منظمات طوعية وأممية والبنوك". 

وأضاف البيان أن "الأحداث الدموية لا تزال جارية في مدينة الجنينة مخلفة عشرات القتلى والجرحى ولم نتمكن من حصرهم لتوتر الأوضاع الأمنية واستمرار الهجمات على المدنيين".

ومنتصف الليلة الماضية أعلنت قيادة الجيش السوداني وقوات الدعم السريع قبولهم بالهدنة الخامسة لمدة 72 ساعة أخرى بطلب من الآلية الثلاثية واللجنة الرباعية، لإجلاء المقيمين الأجانب، وتيسير النواحي الإنسانية للمواطنين السودانيين.

وفي بيان مشترك، رحب أعضاء الآلية الثلاثية "الاتحاد الأفريقي والهيئة الحكومية للتنمية والأمم المتحدة"، والرباعية "السعودية والإمارات وبريطانيا والولايات المتحدة" باستعداد طرفي النزاع "الانخراط في حوار من أجل التوصل إلى وقف دائم للأعمال العدائية وضمان وصول المساعدات الإنسانية دون عوائق".

كما رحب وزير الخارجية الأمريكي أنتوني بلينكن بالهدنة الخامسة، وحث بلينكن في تغريدة على حسابه في تويتر، أطراف الصراع على "الالتزام بإنهاء القتال وضمان وصول المساعدات الإنسانية دون عوائق". وقالت الخارجية الأمريكية، في بيان، إن بلينكن تعهد خلال لقاء مع الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش بـ"الضغط من أجل وقف دائم للقتال في السودان، وحماية المدنيين وضمان وصول المساعدات الإنسانية".

يأتي تمديد الهدنة بعد يوم من مبادرة من المنظمة الإقليمية المعنية بالتنمية في شرق أفريقيا "إيغاد" التي قوبلت بعدم وضوح من قبل الأطراف المتصارعة بخصوص بند الجلوس إلى طاولة المفاوضات. إذ قالت وزارة الخارجية السودانية، في بيان، إنه "لا صحة لدخول القوات المسلحة في تفاوض مع قوات الدعم السريع". وأضافت الخارجية، أنه "لا خيار أمام قوات الدعم السريع سوى الاستسلام أو الفناء".