دعا مكتب الأمم المتحدة لحقوق الإنسان، اليوم الجمعة، الاحتلال الإسرائيلي إلى العدول عن تعليماته بشأن ضرورة انتقال جميع سكان شمالي غزة إلى جنوب القطاع.
وقالت المتحدثة باسم المكتب، رافينا شامداساني، إن هذه التعليمات: "تؤثر على أكثر من مليون فلسطيني، من بينهم أطفال وكبار في السن ومرضى، وتجبرهم على الانتقال بوسائل نقل قليلة أو معدومة وبضمانات ضئيلة لسلامتهم في ظل استمرار الأعمال العدائية"، داعيةً إلى إلغاء القرار لتجنب وضعٍ كارثي.
وأضافت شامداساني: "شددنا من قبل يجب ألا يُستخدم المدنيون أبدا كورقة مساومة، إلا أننا ما زلنا نتلقى رسائل تفطر القلب من أناس لا حول لهم ولا قوة في غزة، يتنقلون من منزل لآخر يشعرون بالذعر، يسعون إلى أمان بعيد المنال".
وأكدت المتحدثة باسم مكتب حقوق الإنسان أن القصف الإسرائيلي أدى إلى تدمير أجزاء كبيرة من أحياء قطاع غزة. كما قالت إن الحصار الشامل الذي فرضه الاحتلال على القطاع سيؤدي إلى كارثة إنسانية، وإن منع دخول الوقود أو الغذاء والماء والإمدادات الطبية، يعرّض سكان غزة للخطر. وأضافت: "مثل هذا العقاب الجماعي للمدنيين محظور بموجب القانون الدولي".
وفي سياق متصل، قال المفوض العام لوكالة إغاثة وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين "الأونروا"، فيليب لازاريني، إن: "دعوة القوات الإسرائيلية لنقل أكثر من مليون مدني يعيشون في شمال غزة خلال 24 ساعة أمر مروع"، مؤكدًا أن هذا: "لن يؤدي إلا إلى مستويات غير مسبوقة من البؤس ويدفع الناس في غزة إلى الهاوية".
وأضاف لازاريني: "إن حجم وسرعة الأزمة الإنسانية التي تتكشف، أمر تقشعر له الأبدان. إن غزة تتحول بسرعة إلى حفرة من الجحيم، وهي على شفا الانهيار".
وكانت منظمة الصحة العالمية قد دعت، اليوم الجمعة، إلى وضع حد للأعمال العدائية وحماية مرافق الرعاية الصحية والمدنيين من الهجمات، إضافةً إلى: "فتح ممر إنساني فورًا لضمان عدم وجود أي عوائق أمام دخول الإمدادات الصحية والإنسانية، والعاملين الصحيين وفي مجال المساعدات الإنسانية، وإجلاء المرضى والمصابين".
ويواصل جيش الاحتلال الإسرائيلي، لليوم السابع على التوالي، قصفه المكثف على قطاع غزة. وبحسب آخر إحصائية لوزارة الصحة الفلسطينية لضحايا العدوان الإسرائيلي على القطاع، فقد وصل عدد الشهداء إلى 1799 شهيدًا، و6388 مصابًا بجراح مختلفة.
