أكد الأمين العام للأمم المتحدة، أنطونيو غوتيريش أنه لا بديل لوكالة الأمم المتحدة لغوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين "الأونروا"، مشيرًا إلى أن 118 دولة داعمة لها ترى أنه لا يمكن الاستغناء عنها في وقت تكثف إسرائيل الجهود لتفكيكها وإيجاد بديل لها.
جاء حديث غوتيريش خلال المؤتمر السنوي حول إعلان التعهدات لوكالة "الأونروا" الذي عقد، أمس الجمعة، في نيويورك، ووجه الأمين العام للأمم المتحدة نداءً جاء فيه: "احموا الأونروا وموظفيها وتفويضها، بما في ذلك من خلال التمويل"، وأضاف: "لأكن واضحًا.. لا بديل للأونروا".
ونبه غوتيريش إلى أنه "بدون توافر الدعم والتمويل اللازمين للأونروا، سيفقد اللاجئون الفلسطينيون شريان الحياة الحرج وآخر بصيص أمل في مستقبل أفضل".
وجه الأمين العام للأمم المتحدة نداءً جاء فيه: "احموا الأونروا وموظفيها وتفويضها، بما في ذلك من خلال التمويل
وأشار الأمين العام للأمم المتحدة إلى أن "هذا العام يختلف عن غيره. فصحيح أننا نواجه فجوة واسعة في التمويل. لكن الفلسطينيين أيضًا يواجهون فجوات صارخة في جميع المجالات".
وعن سكان قطاع غزة، قال غوتيريش: "أما فلسطينيو غزة، فلا يواجهون فجوات فحسب، بل يكتوون بنار تعطُّل القانون والنظام تمامًا. وعندما ظننا أن الوضع في غزة لا يمكن أن يزداد سوءًا عما هو عليه، إذ بالمدنيين يُدفعون بصورة مروعة في أتون دوامات جهنمية أكثر عمقًا من أي وقت مضى".
ولفت الأمين العام إلى الثمن الذي دفعه موظفو الوكالة في غزة، وهم يحاولون القيام بدورهم في تقديم المساعدات للشعب الفلسطيني، قائلًا: "منذ إنشاء الوكالة وكما ندرك جميعًا بشكل مؤلم، فإن الرعب لم يسلم منه زملاؤنا في الأونروا. لقد قُتل 195 من موظفي الأونروا، وهو أعلى عدد من القتلى في تاريخ الأمم المتحدة. وقد قُتل العديد منهم مع عائلاتهم وأحبائهم. كما يتم استهداف الأونروا بطرق أخرى"، وأضاف: "لقد تعرض الموظفون لاحتجاجات عنيفة بشكل متزايد وحملات تضليل وتضليل شرسة. واعتقلت قوات الأمن الإسرائيلية بعضهم، وأفادوا فيما بعد عن سوء المعاملة وحتى التعذيب، وفي الضفة الغربية المحتلة، فرضت السلطات الإسرائيلية قيودًا شديدة على تواجد موظفي الأونروا وتحركاتهم. ومع ذلك، وعلى الرغم من هذه العقبات وغيرها، وفي ظروف مستحيلة، وفي خضم حزنهم، فإن النساء والرجال في الأونروا واصلوا عملهم بشجاعة وبأي طريقة ممكنة إنهم العمود الفقري للعمليات الإنسانية في غزة. هل يمكنك أن تتخيل كيف يجب أن تكون في هذه الحالة بدون الأونروا؟".
ووصف غوتيريش موظفي الأونروا بأنهم "أطباء وممرضون ومستشارون ومهندسون وسائقون وغيرهم الكثير، وجميعهم يظهرون شجاعة وتضامنًا لا يصدقان"، وتابع: "إنهم مستمرون في تنفيذ ولاية الأونروا في ظروف يائسة في غزة، في حين تسعى الأونروا أيضًا إلى تقديم الخدمات في وضع متزايد الصعوبة في الضفة الغربية المحتلة، بما في ذلك القدس الشرقية، وفي الأردن ولبنان وسوريا لدعم التنمية البشرية وحقوق الإنسان".
وكرر الأمين العام دعوته "لوضع حد لهذه الحرب الرهيبة، بدءًا بإعلان وقف إطلاق نار إنساني فوري في غزة والإفراج الفوري وغير المشروط عن جميع الرهائن".
وصف غوتيريش موظفي الأونروا بأنهم "أطباء وممرضون ومستشارون ومهندسون وسائقون وغيرهم الكثير، وجميعهم يظهرون شجاعة وتضامنًا لا يصدقان
وخلال المؤتمر تم الإعلان عن "مبادرة الالتزامات المشتركة"، التي تهدف إلى دعم وكالة "الأونروا" في مواجهة التحديات السياسية والمالية، والتأكيد على دورها الحيوي في تقديم الخدمات للاجئين الفلسطينيين، حيث انضمت 118 دولة للمبادرة التي أطلقتها الأردن والكويت وسلوفينيا.
جاء الإعلان خلال مؤتمر صحفي مشترك، عقد صباح الجمعةـ في مقر الأمم المتحدة في نيويورك، بمشاركة وزيرة خارجية سلوفينيا والمفوض العام لوكالة "الأونروا" فيليب لازاريني والعديد من مندوبي الدول الأعضاء.