يأخذنا كتاب الإماء الشواعر لأبي الفرج الأصبهاني في رحلة ممتعة داخل عالم النساء الجواري اللواتي كتبن شعرًا وتمتعن بالثقافة الواسعة والفكر الثاقب. حيث يقدم لنا صورًا نادرة عن مجالس السمر القديمة والمناقشات الأدبية التي تدور فيها. يضم الكتاب نوادر ثلاث وثلاثين شاعرة أموية وعباسية، وهن حسب ترتيب الكتاب: عنان ودنانير وفضل وتيماء وسكن وفنون وصرف ونسيم وعارم وسلمى ومراد ومتيم وسمراء وهيلانة وظلوم وعريب وعامل، وريا جارية المتوكل، وظمياء ومحبوبة وبنان، وريا جارية الموصلي، وأمل ومثل ونبت ورائقة وصاحب وقاسم وبدعة الكبرى ومها وجلنار وخنساء وغصن.
وقد تفاوتت أخبارهن بين ما جاء في نصف صفحة، وما استوعب ثلاثًا وعشرين صفحة، كأخبار فضل وعنان.
أما أبو الفرج الأصبهاني صاحب هذا الكتاب فهو علي بن الحسين بن محمد، من أئمة الأدب والأعلام في معرفة التاريخ والأنساب والسير واللغة، ولد في أصبهان سنة 284هـ وتوفي في بغداد سنة 356 هـ، وهو صاحب كتاب الأغاني المشهور.
القصائد المنتقاة هنا أُخذت من نسخة الكتاب التي حقّقها جليل العطية.
ريا جارية إسحق الموصللي:
يا لذيذ المعانقة يا كريه المفارقةْ
جزت يا منتهى المنى بي حدَّ الموافقةْ
وأنا دون من ترى لك ولله عاشقةْ
رابعة جارية إسحاق بن إبراهيم:
أدر المدامة بكرةً واشربْ على الوجه الحسنْ
واغنمْ سرورك عاجلًا من قبل أحداث الزمنْ
إن لم تكن فطنًا لما قد قلت من هذا، فمن؟
عيش الفتى شرب المدام وترك ذاك من الغبن!
عريب المأمونية:
أجاب الوابل الغدق وصاح النرجس الغرقُ
فهات الكأس مترعةً كأن حبابها حدقُ
تكاد بنور بهجتها حواشي الكأس تحترقُ
فقد غنى بنان لنا جفونٌ حشوها الأرق