ينتظر أن تفصل قمة الاتحاد الأفريقي على مستوى الرؤساء، المزمع عقدها السبت المقبل في العاصمة الإثيوبية أديس أبابا، مسالة بقاء إسرائيل كعضو مراقب في المنظمة الأفريقية.
وفي هذا الإطار، قالت مصادر دبلوماسية رفيعة تعمل في الاتحاد، لصحيفة العربي الجديد، إن مفوضية الاتحاد ألغت دعوة كانت وجهتها سابقًا إلى إسرائيل لحضور افتتاح أشغال القمة السبت المقبل.
قررت قمة الاتحاد الأفريقي التي عقدت في شباط/ فبراير 2022، تعليق منح إسرائيل صفة مراقب
وأوضحت المصادر ذاتها، التي رفضت الكشف عن هويتها، أن مفوضية الاتحاد كانت وجهت دعوةً إلى السفير الإسرائيلي في أديس أبابا أليلي أدماسو، بصفته عضوًا مراقبًا ممثلًا لإسرائيل في الاتحاد، من دون استشارة مكتب القمة الذي تترأسه السنغال، وهو ما دفع الجزائر وجنوب أفريقيا ونيجيريا، للتدخل على مستوى مفوضية الاتحاد، وتذكيرها بقرار القمة الأخير بتعليق منح إسرائيل صفة مراقب. على إثر ذلك، ذهبت المفوضية إلى توجيه رسالة ثانية إلى السفير الإسرائيلي لتبليغه بإلغاء الدعوة الأولى.
في انتظار توصية "لجنة السبعة"
يذكر أن أدماسو لم يحضر جلسة افتتاح المجلس التنفيذي لوزراء خارجية الاتحاد الذي عقد الأربعاء 15 شباط/ فبراير، في انتظار الفصل النهائي في مسألة منح إسرائيل صفة مراقب بالاتحاد، بشكلٍ نهائي. حيث ينتظر أن تقدم "لجنة السبعة" التي كلفت ببحث هذا الملف، وتشكلت في القمة السابقة، وضمت في عضويتها كلًا من الرئيس السنغالي ماكي سال، بصفته الرئيس الحالي للاتحاد الأفريقي، والرئيس الجزائري عبد المجيد تبون، ورئيس جنوب أفريقيا سيريل رامافوز، ورئيس رواندا بول كاغامي، ورئيس جمهورية الكونغو الديمقراطية فيليكس تشيسكيدي، والرئيس النيجيري محمد بوخاري، والرئيس الكاميروني بول بيا، بصياغة توصية حول القرار.
مساعي الجزائر لتعليق منح إسرائيل صفة مراقب
وفي سياق هذا الملف، أجرى وزير الخارجية الجزائري رمطان لعمامرة، سلسلة لقاءات مع مسؤولين من جمهورية السنغال بصفتها رئيس الدورة الحالية للاتحاد، كما اجتمع بوزراء خارجية عدد من الدول الأفريقية، بالإضافة إلى الاجتماع مع رئيس مفوضية الاتحاد الأفريقي موسى فقي، لمناقشة البنود المدرجة على جدول أعمال القمة، من بينها بند عضوية إسرائيل في الاتحاد.
يذكر أن قمة الاتحاد الأفريقي التي عقدت في شباط/ فبراير 2022، قررت تعليق منح إسرائيل صفة مراقب، وهو القرار الذي اتخذه مفوض الاتحاد موسى فكي، بشكلٍ منفرد في 22 تموز/يوليو 2021، من دون العودة للدول الأعضاء.
فقد أعلن فكي حينها قراره اعتماد تمثيل إسرائيل في الاتحاد الأفريقي، مبررًا ذلك بكون أكثر من ثلثي دول الاتحاد الأفريقي تعترف بـإسرائيل، وتقيم علاقات دبلوماسية معها، لكنه اضطر تحت ضغط من الجزائر وجنوب أفريقيا، إلى إدراج هذه القضية في جدول أعمال اجتماع المجلس التنفيذي للاتحاد، في آب/أغسطس 2021، الذي قرر تعليق منح إسرائيل صفة مراقب، وإحالة الملف إلى مؤتمر القمة القادم.
رغم رفض المغرب وتشاد وتوغو والغابون قرار تعليق عضوية إسرائيل في الاتحاد الأفريقي، إلا أن المساعي التي قادتها الجزائر نجحت في تحقيق هدفها
وعلى الرغم من رفض المغرب وتشاد وتوغو والغابون قرار تعليق عضوية إسرائيل في الاتحاد الأفريقي، إلّا أن المساعي التي قادتها الجزائر نجحت في تحقيق هدفها، إذ اعتبرت، أن منح صفة مراقب لإسرائيل في الاتحاد الإفريقي "خطأ مزدوج".
كما طرحت الجزائر هذا الملف في أجندة مؤتمر قمة الرؤساء ورؤساء الحكومات الأفارقة، رفقة سبع دول عربية عضوة في الاتحاد الأفريقي، هي مصر وجزر القمر وتونس وجيبوتي وموريتانيا وليبيا، مذكّرة بأن قرار موسى فكي، هو قرار منفرد، لم يتم النظر فيه وفق نظم الاتحاد، ولم يطرح للنقاش أو التشاور بين أعضاء دول الاتحاد. ونسقت الجزائر المواقف مع 24 دولة إفريقية للدفع بقرار إلغاء منح صفة مراقب لإسرائيل في الاتحاد الأفريقي.
