ألترا صوت - فريق التحرير
قد تكون الديمقراطية الأكبر في أمريكا اللاتينية، أي البرازيل، في خطر حقيقي مع انطلاق الانتخابات الرئاسية يوم الأحد، مع معطيات واستطلاعات ترشح تقدم جاير بولسونارو، ممثل الشعبوية، وصاحب خطاب شبيه بذلك الذي يتبناه الرئيس الأمريكي دونالد ترامب.
بشعارات تحاكي أسلوب الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، تعهد مرشح الرئاسيات البرازيلية القادم من أقصى اليمين، جاير بولسونارو، بأن يجعل البرازيل "عظيمة من جديد"، مرددًا أسلوب ترامب في شعاره الانتخابي
فبشعارات تحاكي أسلوب الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، تعهد مرشح الرئاسيات البرازيلية القادم من أقصى اليمين، جاير بولسونارو، بأن يجعل البرازيل "عظيمة من جديد"، مرددًا أسلوب ترامب في شعاره الانتخابي، ومنطلقًا من لهجة قوة وتفاؤل بفضل استطلاعات الرأي التي تشير إلى تقدمه بفارق كبير في الانتخابات الأهم في تاريخ البلد الذي يعدّ الديمقراطية الأكبر في أمريكا اللاتينية.
وردد جاير بولسونارو (63 عامًا) شعارات "فلنجعل البرازيل عظيمة من جديد! فلنستعد فخرنا بوطننا!"، ومن المعروف عن جاير بولسونارو عداؤه للسود ومثليي الجنس وقضايا الحفاظ على البيئة وناشطي الحريات العامة والصحفيين. وقد تكلم جاير بولسونارو عن كل ذلك في بث مباشر "ترامبي اللهجة" على صفحته في موقع التواصل الاجتماعي فيسبوك والتي يتابعها 7 ملايين شخص. وأضاف جاير بولسونارو في كلمته قائلًا: "معًا سنغيّر البرازيل".
اقرأ/ي أيضًا: من البرازيل إلى القاهرة.. قصة زواج المال والسلطة
من المرتقب اليوم الأحد أن يتوجه الناخبون البرازيليون والذين يقدر عددهم بحوالي 147 مليونًا لاختيار رئيسهم الجديد. ووفق الاستطلاعات فإن جاير بولسونارو متقدمٌ 15 نقطة على منافسه الأبرز مرشح حزب "العمال" البرازيلي لبناني الأصل فرناندو حداد، بتوقعات بحصوله على 40% من الأصوات. علمًا أن ولاية الرئيس الحالي، لبناني الأصل أيضًا، ستنتهي بعد أشهر قليلة.
لكن هذه النسبة لن تكون كافية لو تحققت لحسم الانتخابات من الجولة الأولى لصالح جاير بولسونارو، وعندها ستكون هنالك جولة أخرى في يوم 28 تشرين الأول/أكتوبر الجاري، ذلك أنه يلزم الحصول على أغلبية الأصوات من أجل إعلان فوز المرشّح بالرئاسة، مع أنه يصعب وفق العديد من التحليلات حسم هذه الانتخابات من الجولة الأولى.
لكن ليس ثمّة ما هو مستبعد في سياق مشهد بالغ التعقيد في البرازيل. ففي ظل التقدم القوي الذي يحققه جاير بولسونارو في استطلاعات الرأي وما يشهده الشارع البرازيلي من تقلبات شديدة، فإنه ليس هنالك ما يقطع باستحالة حدوث مفاجأة تتمثل بفوز جاير بولسونارو بالأغلبية من الجولة الأولى في الانتخابات البرازيلية، إذ يصعب التنبؤ بما يمكن أن يحدث في البرازيل في ظل حالة من الاستقطاب الشديد بين أبرز مرشّحين الانتخابات، والتأثير الكبير لوسائل التواصل الاجتماعي على توجهات الناخبين وآرائهم.
يبقى الأمر الوحيد المؤكّد هو تخوّف الأقليّات والناشطين في البرازيل من فوز اليميني الشعبوي جاير بولسونارو في الانتخابات، إذ يخشى قطاع واسع من الشارع البرازيلي من صعود سياسي شعبوي من أمثال جاير بولسونارو صاحب السجل الطويل وغير المشرّف من مواقف وآراء تعادي الأقليّات وتبثّ الكراهية في المجتمع. ومن أبرز المقاطع التي ينشرها مناوئو المرشح اليميني جاير بولسونارو قوله في مقابلة عام 2002 بأنه لو رأى رجلين يقبل أحدهما الآخر في الشارع فإنه سينهال عليهما ضربًا!
كما يعرف عن جاير بولسونارو، الذي اختار مجموعة من الجنرالات السابقين من الجيش البرازيلي كفريقه الانتخابي، موقفه الذي لا يجد مشكلة في الاستبداد، حيث قال مرّة: "أنا أفضل الدكتاتورية.. لن نكون قادرين على حل المشاكل المعقدة على مستوى الوطن بالاعتماد على هذه الديمقراطية غير المسؤولة"!
في المقابل حذّر المرشحون الآخرون عشية يوم الانتخابات من خطورة فوز جاير بولسونارو، حيث قال سيرو غوميز، مرشح حزب العمال الديمقراطي، الذي حلّ ثالثًا حسب استطلاعات الرأي، إن البلاد مقبلة على كارثة أكيدة في حال نجاح جاير بولسونارو في الرئاسة، بينما قالت مارينا سيلفا مرشحة حزب "شبكة الاستدامة" إن البرازيل "على شفا شرخ لا يمكن إصلاحه".
أما مؤيدو جاير بولسونارو فيعتقدون بأن البلاد مقبلة على تحوّل تاريخي مع هذا الرجل الذي يرون أنه سيجتثّ الفساد والذي سيكون قادرًا على الخروج بالبرازيل من مستنقع الكساد الاقتصادي، و"التحلل" الأخلاقي الذي ضرب البلاد حسب تعبير بولسونارو نفسه.
اقرأ/ي أيضًا:
هل ستصمد الديمقراطية أمام شعبوية ترامب؟
شعبوية ترامب وصراع الحضارات.. مسارات تفكك "الغرب"