تتزايد التكهنات في البرازيل، بشأن قرب اعتقال الرئيس اليميني السابق جايير بولسونارو، وذلك نتيجة مجموعة متشابكة من التحقيقات الجنائية والفضائح المتعلقة بالساعات الفاخرة، وسجلات التطعيم المزيفة، سرقة البيانات، وانقلاب عسكري فاشل.
استجوبت الشرطة الفيدرالية في البرازيل، يوم الخميس، بولسونارو وسبعة من مساعديه المقربين –بما في ذلك زوجته وساعده الأيمن السابق– بشأن مخطط اختلاس وغسل أموال مشتبه به، حيث يعتقد المحققون أنه تم تهريب هدايا باهظة الثمن وصلت من حكومات أجنبية من داخل البرازيل خلال الانتخابات الرئاسية، حيث تباع في الولايات المتحدة.
تقول صحيفة "الغارديان": "بعد ثمانية أشهر من ترك بولسونارو السلطة، أصبح الأصدقاء والأعداء على حد سواء مقتنعين بشكل متزايد بأن اعتقاله مسألة وقت فقط"
وكانت هذه هي المرة الخامسة التي يتم فيها استجواب بولسونارو -الذي تم منعه بالفعل من الترشح لمنصب الرئاسة حتى عام 2030- منذ تنحيه في كانون الثاني/ يناير بعد هزيمته في الانتخابات أمام اليساري لويز إيناسيو لولا دا سيلفا.
وتقول صحيفة "الغارديان": "بعد ثمانية أشهر من ترك بولسونارو السلطة، أصبح الأصدقاء والأعداء على حد سواء مقتنعين بشكل متزايد بأن اعتقاله مسألة وقت فقط".
وقال سيلسو روشا دي باروس، الكاتب اليساري الذي كان من بين أولئك الذين يشجعون اعتقاله، مازحًا: "لقد اشترى الناس بالفعل البيرة والشمبانيا للاحتفال وهم ينتظرون فقط [اعتقاله]".
وفي إشارة إلى أن عائلة بولسونارو تنتظر الحدث نفسه، وإن كان بقلق أكبر، تذمر ابنه، كارلوس بولسونارو، مؤخرًا على وسائل التواصل الاجتماعي، بالقول: "توقفوا عن الاستمرار في أعمال الاعتقال هذه".
وتضيف الصحيفة البريطانية: "سيكون الاعتقال بمثابة تطور مثير للسخرية في حياة بولسونارو. لقد أمضى عقودًا من الزمن يتظاهر بأنه سياسي بارز في مجال القانون والنظام على الرغم من التكهنات الطويلة الأمد حول علاقات عائلته بالمافيا".
وأعلن الرئيس السابق في عام 2019، أن المجرمين يجب أن "يموتوا في الشوارع مثل الصراصير" ، وهو العام الأول لإدارة ادعى أنها خالية من الفساد.
وفي عام 2014، أثناء مناقشة حول سجن مكتظ للغاية حيث قُتل عشرات السجناء، قال بولسونارو: "إذا كنت لا تريد أن ينتهي بك الأمر هناك، فكل ما عليك فعله هو عدم الاغتصاب أو الاختطاف أو السرقة".
ولطالما طالب منتقدو بولسونارو بسجنه بسبب ما يعتبرونه سلوكه المتهور والإجرامي كرئيس، مثل "انفجار الدمار البيئي والأخبار الكاذبة، وتأخره في شراء اللقاحات خلال جائحة كوفيد- 19، ممل أودى بحياة 700 ألف شخص، ودوره في أحداث 8 كانون الثاني/ يناير في برازيليا".
أمّا التهديد الأبرز حاليًا للرئيس السابق، فهو يتمثل فضيحة سريعة الانتشار تطلق عليها الصحف البرازيلية اسم "المجوهرات غيت" (Jewellerygate).
وبحسب صحيفة "الغارديان"، تصدر الحديث عن هذه الفضيحة، في آذار/ مارس، بعد ثلاثة أشهر من ترك بولسونارو منصبه، عندما كشفت صحيفة أنه في عام 2021 صادر مسؤولو الجمارك زوجًا من الأقراط الماسية بقيمة 3 ملايين يورو (2.6 مليون جنيه إسترليني) حاول أحد المسؤولين استيرادها دون الإعلان عنها، كما حاول موظفو بولسونارو استعادة الأقراط دون جدوى، وهي هدية من السعودية يُقال إنها كانت مخصصة للسيدة الأولى في حينه، ميشيل بولسونارو.
وقادت التحقيقات اللاحقة الشرطة إلى استنتاج أن مساعد بولسونارو السابق واليد اليمنى، اللفتنانت كولونيل ماورو سيد، الذي تم القبض عليه في أيار/ مايو كجزء من تحقيق منفصل في شهادات كوفيد- 19 المزيفة، كان يساعد في اختلاس هدايا رئاسية باهظة الثمن من دول أجنبية.
وتشمل هذه الهدايا ساعة رولكس مرصعة بالألماس وساعة باتيك فيليب قدمتها السعودية والبحرين، ويعتقد أن ماورو سيد باعها في مركز تسوق في بنسلفانيا مقابل 68 ألف دولار، ووصلت إلى حاسبه والده، فيما تشتبه الشرطة أن الأموال تم تحويلها بعد ذلك إلى بولسونارو.
ونفى بولسونارو ارتكاب أي مخالفات، ومارس يوم الخميس حقه في التزام الصمت، إلى جانب ثلاثة من السبعة الآخرين الذين يتم استجوابهم. لكن التكهنات المنتشرة بأن مساعد بولسونارو السابق، الذي قيل إنه قضى 24 ساعة في التحدث إلى الشرطة خلال الأسبوع الماضي، يساعد المحققين ويتفاوض على "اعتراف جزئي" كجزء من صفقة إقرار بالذنب محتملة. وتشير التقارير إلى أن الاتفاق قد يتضمن تفاصيل المؤامرة لإلغاء فوز لولا في الانتخابات، بما في ذلك تفاصيل حول أن بولسونارو طلب من أحد المخترقين، الوصول إلى نظام التصويت الإلكتروني في البرازيل.
نفى بولسونارو ارتكاب أي مخالفات، ومارس حقه في التزام الصمت، إلى جانب ثلاثة من السبعة الآخرين الذين يتم استجوابهم. لكن التكهنات المنتشرة بأن مساعد بولسونارو السابق، الذي قيل إنه قضى 24 ساعة في التحدث إلى الشرطة خلال الأسبوع الماضي، يساعد المحققين ويتفاوض على "اعتراف جزئي"
وفي مقابلة مع شبكة جلوبو نيوز التلفزيونية، لم يستبعد وزير العدل في حكومة لولا، فلافيو دينو، أن تقوم الشرطة بإبرام مثل هذه الصفقة.
ويشعر بعض اليساريين بالقلق من أن اعتقال بولسونارو قد يأتي بنتائج عكسية، مما يسمح له بالظهور كضحية للاضطهاد السياسي مثل حليفه دونالد ترامب.