رحلة صحو
ما نفع عام جديد
دون أن يقرع السماء
يتشبث بهرم شاهق
لينزع المخالب عن ظنون تكالبت
قبل أن ينخره الخذلان
ويتشظى في دخان الوهم..
كان يهرول وحيدًا
صوب الضوء
بساق دون قدم
كراقص على حافة الهاوية
يجره العنفوان عنوة
إلى شرفة العالم..
اليوم استعاد عافيته
لم يستأجر له كذبة عاهرة
تستبيح خجله البكر
وتراود فحولته السخية
لقد سبقه ظله الفولاذي
إلى محطة تعج بأنفاسه المهدورة
حتى الرمق الأخير
ليسابق الحلم
يركض دون هوادة
كمن يعلن في كل خطوة نصره اليافع
فيسحق خيبته المستديمة.
أدركته أجنحته أخيرًا
التحمت بضلوعه المنهكة
فأطلق العنان لصفوف امنياته
لتزين مقاعد شاغرة
في رحلة صحو
أقلعت من مدرج القيامة.
حفيف الخطيئة
حين يطفح الكيل
تتصلب شرايين اللحظة
تأبى الانحياز الى شق الغواية
وتتصدر واجهة القرار
لتدحر ما جاد به الوهم
طوال خدعه المتكررة.
لقد أسرجت آخر ما تبقى
من التوقعات الآيلة للسقوط
إلى موطنها الأم
هناك... سيتم إجهاض جنينها المشوه
الذي تزامن مع إرهاصات الرؤية
وركب الافتراء..
وحده المنطق الشاهق
يبطل مفعول النميمة المتفشية
في أطراف جمدتها برودة الحواس
فتجثو على رواياتها المبتورة
لتعترف بما اقترفته
من مكائد رخيصة
حين التهمت الحقيقة
حتى أخمص قدميها.
اقرأ/ي أيضًا: