الترا صوت – فريق التحرير
أعلن الجيش الأردني الإثنين الماضي تغيير قواعد الاشتباك المعمول بها على الحدود الشمالية مع سوريا للتصدي لعمليات التهريب التي ازدادت حدتها في السنوات العشر الماضية، لدرجة دفعت وزير الخارجية الأردني، أيمن الصفدي، الأربعاء للتصريح بأن بلاده أصبحت "مستهدفة" من قبل المهربين.
أعلن الجيش الأردني الإثنين الماضي تغيير قواعد الاشتباك المعمول بها على الحدود الشمالية مع سوريا للتصدي لعمليات التهريب التي ازدادت حدتها في السنوات العشر الماضية
القرار الجديد، الذي أُعلن عنه على لسان رئيس هيئة الأركان المشتركة، اللواء الركن يوسف الحنيطي، صدر بعد يوم واحد من مقتل الجنديين النقيب محمد ياسين خضيرات والوكيل محمد حامد المشاقبة وجرح آخرين من حرس الحدود في اشتباك مع مهربين مسلحين كانوا قادمين من الأراضي السورية.
اقرأ/ي أيضًا: الأردن: مقتل ضابط وإصابة 3 أفراد بالجيش في اشتباك مع مهربين على الحدود السورية
قرار تغيير قواعد الاشتباك الذي رأى فيه البعض محاولة لتخفيف حدة غضب الشارع الأردني المأزوم اقتصاديًا وسياسيًا، جاء على وقع زيادة نشاط المهربين الذين يتخذون الأردن ممرًا لتهريب المخدرات من سوريا إلى دول الخليج والذين اتهمهم مسؤولون أردنيون، وفقًا لرويترز، بالعمل لصالح حزب الله.
شاهد: تغطية لهذا الملف والملفات الإخبارية الراهنة عربيًا ودوليًا على شاشة التلفزيون العربي أخبار
ما الذي يعنيه تغيير قواعد الاشتباك على الأرض؟
يقول اللواء الركن المتقاعد من الجيش الأردني، محمود ارديسات، لـ"ألترا صوت"، إن عمليات التهريب عبر الحدود إلى الأردن ليست بالأمر الجديد، إذ ازدهرت نتيجة للأحداث في سوريا، وقد حرص الجيش الأردني طوال تلك الفترة على ضبط الحدود بأقصى درجة ممكنة، آخذًا بعين الاعتبار مضاعفة جهوده خاصة وأن بعض الثغرات في الجانب السوري لم تكن محمية من قبل قوات النظام.
إلا أن الجديد في هذا السياق، كما يقول ارديسات، هو اختراق مهربين مسلحين للحدود، وهو ما أدى أخيرًا إلى الاشتباك مع القوات الأردنية. يؤكد ذلك تصريح للجيش الأردني نهاية العام الماضي أكد فيه إسقاطه طائرة من دون طيار كانت تحمل كميات كبيرة من المخدرات بهدف تهريبها عبر الحدود من سوريا.
في هذا الصدد يقول الخبير الاستراتيجي اللواء المتقاعد، مأمون أبو نوار، في تصريحات صحفية، إن الأسلحة التي تستخدمها عصابات المخدرات هي من النوع الخفيف الثقيل الذي يصلح أحيانًا لإسقاط الطائرات، ولذلك فإن تعديل قواعد الاشتباك يأتي أيضًا من باب الدفاع عن النفس. ولم يقدم الجيش أي معلومات مفصلة حول قواعد الاشتباك الجديدة، إلا أن ارديسات يؤكد أنها تقع في سياق "تشديد الإجراءات على الحدود بحيث لا يعطى المهربون الفرصة لإطلاق النار ويتم التعامل معهم بشكل مبكر".
ويُشار إلى أن وصول ميليشيات مدعومة من إيران لمناطق في الداخل السوري قريبة من الحدود مع الأردن، كان قد شكل محورًا أساسيًا في المفاوضات التي سبقت اتفاق فتح معبر جابر-نصيب، إذ وضع إبعادها عن الحدود على رأس قائمة الشروط الأردنية لتطبيع العلاقات مع النظام السوري في ذلك الحين.
وتمتد الحدود الأردنية- السورية على طول 375 كم، يخضع بعضها في الجانب السوري لسيطرة النظام في حين توجد عدة ثغرات ونقاط هشة عادة ما يستخدمها المهربون لتهريب مخدر الكبتاغون بالدرجة الأولى، بالإضافة إلى أنماط تهريب أخرى، وفقا للمحلل السياسي وأستاذ العلاقات الدولية، حسن المومني.
وقد أكد الجيش الأردني أنه في عام 2021 ضبط أكثر من 15 مليون حبة مخدرة و760 كلغ من مادة الحشيش، وأحبط 361 عملية تسلل وتهريب، كما ضبط كميات من الأسلحة والذخائر عبر الحدود البرية للبلاد.
في السياق ذاته، يشير تحقيق لنيويورك تايمز إلى أن ما يجري تهريبه عبر الأردن ما هو إلا قمة جبل الجليد لصناعة المخدرات التي حولت سوريا إلى مكان يدير فيه تجار المخدرات مفاصل الدولة،، وتشرف فيه الفرقة الرابعة من الجيش بقيادة ماهر الأسد على معظم مهام إنتاج المخدرات وتوزيعها.
تجارة المخدرات أضحت أهم صادرات النظام السوري بعد أن تجاوزت كميات المهرب منها كميات صادرات المنتجات المشروعة
يؤكد التحقيق أن تجارة المخدرات أضحت أهم صادرات النظام السوري بعد أن تجاوزت كميات المهرب منها كميات صادرات المنتجات المشروعة، وذلك بعد أن مزق ما يربو عن العقد من القمع اقتصاد البلاد، وألقى بمعظم السوريين في مستنقع الفقر، وفتح أمام جنود وسياسيين ورجال أعمال أبوابًا جديدة للربح السريع المقترن بالعملة الصعبة التي تتجاوز العقوبات الأمريكية على البلاد.