22-أبريل-2024
جنود أوكرانيون يطلقون قذائف المدفعية تجاه القوات الروسية

(epa) يعوّل الأوكرانيون على المساعدات الأمريكية لوقف تقدّم القوات الروسية

نشرت وكالة "رويترز"، اليوم الإثنين، تقريرًا يستعرض التأثيرات المحتملة لحزمة المساعدات الأمريكية الأخيرة لأوكرانيا على المعارك الدائرة مع القوات الروسية في المناطق الشرقية من البلاد.

وقالت الوكالة إنه بالنسبة لرماة المدفعية الأوكرانية الذين يتصدون لتقدّم القوات الروسية بالقرب من بلدة كوبيانسك الشرقية، فإن حزمة المساعدات الأمريكية التي من المتوقع أن يتم تمريرها خلال الأسبوع الحالي، بمثابة شريان حياة وخطوة فارقة قد تغيّر قواعد اللعبة شرق البلاد، على الرغم من أن ذلك قد يستغرق بعض الوقت.

وأدى نقص القذائف إلى انخفاض نيران التغطية لجنود المشاة، ما أسفر عن خسائر في الأرواح والأراضي بحسب جندي أوكراني. ومن المتوقع، وفق محللين عسكريين ووزير دفاع سابق ومسؤول أمني أوروبي، أن يحسّن تدفق الأسلحة إلى كييف من فرصها في تجنب حدوث اختراق روسي كبير شرقًا.

تتيح هذه الحزمة من المساعدات لكييف تجديد محزونها المنخفض للغاية من قذائف المدفعية والدفاعات الجوية

رغم ذلك، لا تزال كييف تواجه نقصًا في القوى البشرية في الجبهة، ولا يزال السؤال حول قوة تحصيناتها على طول خط أمامي مترامي الأطراف يبلغ طوله ألف كيلومتر، قبل الهجوم الروسي المُحتمل في الصيف، دون إجابة واضحة حتى هذه اللحظة.

وبحسب كونراد موزيكا، مدير شركة روشان للاستشارات العسكرية في بولندا، فإن: "أهم مصدر للضعف الأوكراني هو نقص القوة البشرية"، وهو ما يدركه أيضًا الأوكرانيون الذين يعوّلون على قانون إصلاح القواعد التي تحدِّد كيفية تعبئة أوكرانيا للمدنيين في الجيش، الذي وقّعه الرئيس فولوديمير زيلينسكي في 16 نيسان/أبريل الجاري، ويدخل حيز التنفيذ في أيار/مايو المقبل، لتعويض النقص البشري الحاصل في الجيش الأوكراني.

لكن موزيكا يرى أن المجندين الجدد سيحتاجون إلى عدة أشهر من التدريب قبل إرسالهم إلى الجبهات، الأمر الذي سيخلق فرصة لروسيا لن تتردد في استغلالها.

وقال موزيكا: "أتوقع أن يستمر الوضع على الأرجح في التدهور خلال الأشهر الثلاثة المقبلة، ولكن إذا سارت التعبئة وفقًا للخطة وتم رفع الحظر عن المساعدات الأمريكية، فمن المتوقع أن يتحسن الوضع اعتبارًا من الخريف فصاعدًا".

وأضاف أن الجيش الأوكراني يحتاج إلى تدفق "ضخم" للأفراد لإيقاف القوات الروسية عبر الجبهة بأكملها، لافتًا إلى أن حملة تجنيد منفصلة لتجنيد المقاتلين المتطوعين لن تكون كافية لتغطية العجز القائم.

وأشار كذلك إلى أنه من غير الواضح مدى عمق التحصينات الأوكرانية. وكان الجيش الأوكراني قد قال، مؤخرًا، إنه يعمل على مدار الساعة لتحسينها. فيما أعلن زيلينسكي، الشهر الجاري، أن أعمال البناء اكتملت بنسبة تصل إلى 98 بالمئة في بعض المناطق.


جنود أوكرانيون يطلقون قذائف المدفعية على القوات الروسية

ويرى ماثيو سافيل، مدير العلوم العسكرية في المعهد الملكي للخدمات المتحدة (RUSI)، في لندن، أن: "ما نتطلع إليه في عام 2024 هو في الأساس موقف دفاعي قوي بما فيه الكفاية قدر الإمكان، ولكن مع قبول أن الأوكرانيين من المحتمل أن يخسروا بعض الأراضي أمام الروس".

وأعاد هذا الاحتمال إلى فشل الهجوم المضاد الذي شنته أوكرانيا في العام الفائت في اختراق الخطوط الروسية، والتأخير الطويل في الموافقة على المساعدات العسكرية الأمريكية.

وقال موضحًا: "هذا متأخر كثيرًا وهو موقف أقل إيجابية بكثير مما كان يأمله الأوكرانيون في الشتاء فيما يتعلق بهذا الدعم وأشكال الدعم الأخرى"، وأضاف: "التحدي الكبير الآن هو تقديم دفاع قوي في نفس الوقت ثم الاستعداد للهجوم في عام 2025".

وكان مجلس النواب الأمريكي، وبعد ستة أشهر من الجدل، قد وافق على حزمة مساعدات جديدة لأوكرانيا بقيمة 61 مليار دولار، ومن المتوقع أن يوافق مجلس الشيوخ على الحزمة خلال الأسبوع الحالي، على أن يوقعها الرئيس جو بايدن بعد ذلك مباشرةً.

وتتيح هذه الحزمة من المساعدات لكييف تجديد محزونها المنخفض للغاية من قذائف المدفعية والدفاعات الجوية. وتأتي في وقت تمكنت فيه القوات الروسية من التقدّم شرقًا والسيطرة على عدة قرى وبلدات، إضافةً إلى مدينة أفدييفكا التي سيطرت عليها في شباط/فبراير الفائت.

وتحاول القوات الروسية في الوقت الحالي الاستيلاء على بلدة تشاسيف يار بحيث تكون أقرب إلى مدن دونباس المتبقية تحت سيطرة القوات الأوكرانية، التي قال جنرال أوكراني إن عدد القوات الروسية يفوق عددها بنسبة 7 إلى 10 مرات في الجبهة الشرقية.

وبحسب أندريه يوسوف، المتحدث باسم المخابرات العسكرية الأوكرانية، فإن موسكو تركز على السيطرة الكاملة على منطقتي دونيتسك ولوهانسك الشرقيتين. وأوضح أنها تشن هجومًا متزامنًا على ثلاث جبهات: غرب أفدييفكا، ومن كوبيانسك إلى ليمان، وغرب باخموت.