ألترا صوت- فريق التحرير
نقلت صحيفة "نيويورك تايمز" عن المتحدث باسم وزارة الدفاع الأمريكية جون كيربي قوله أن وزير الدفاع لويد أوستن أمر بإجراء تحقيق جديد رفيع المستوى في الغارة الجوية الأمريكية على سوريا في آذار/مارس 2019، والتي أسفرت عن مقتل عشرات النساء والأطفال.
قررت واشنطن إجراء تحقيق جديد بطلب من وزير الدفاع الأمريكي
وأضاف كيربي أن أوستن قرر إجراء تحقيق جديد بعد أن طلب إحاطة من قائد القيادة المركزية الجنرال كينيث ماكنزي بخصوص الغارة في وقت سابق من هذا الشهر، وأشار المتحدث باسم البنتاغون إلى أن التحقيق سيتضمن تحديد ما إذا كان ينبغي اتخاذ إجراءات محاسبة ضد المتورطين في الهجوم أم لا.
وقالت الصحيفة أن رئيس قيادة قوات الجيش من فئة الأربع نجوم الجنرال مايكل غاريت سيحقق في الغارة التي نفذتها وحدة عمليات الخاصة السرية التي تسمى Task Force 9، وسيشارك في التحقيق فرقة العمل من القيادة العسكرية العليا والمفتش العام بوزارة الدفاع. وسيكون أمام غاريت 90 يومًا لمراجعة التحقيقات التي تم إجراؤها بالفعل ومواصلة التحقيق في تقارير الضحايا المدنيين، وما إذا كانت هناك أي انتهاكات لقانون الحرب، وأخطاء حفظ السجلات، وما إذا كان قد تم تنفيذ أي توصيات من مراجعات سابقة.
ومن المتوقع أن تعلن وزارة الدفاع البدء في التحقيق بعد إخطار الكونغرس. وقالت لجنتا القوات المسلحة في مجلسي النواب والشيوخ إنهم يحققون في الواقعة.
تأتي هذه المراجعة الجديدة بعد التحقيق الذي أجرته صحيفة "نيويورك تايمز" في وقت سابق من هذا الشهر والذي عرض تفاصيل الغارة الجوية الأمريكية التي قتلت حوالي 70 مدنيًا في منطقة الباغوز السورية، ومزاعم بأن كبار الضباط والمسؤولين الأمريكيين حاولوا إخفاء خسائر الضربة التي نفذتها وحدة العمليات الخاصة السرية المعروفة باسم فرقة Task Force 9 الغير معروفة إلى حين نشر هذا التقرير.
وأثار التحقيق وما كشف عنه دعوات لمزيد من الشفافية من البنتاغون بشأن الطريقة التي تنفذ بها مثل هذه العمليات العسكرية وما إذا كان ينبغي تغيير السلطات أو الإجراءات أو العمليات والضربات التي تستخدم فيها طائرات بدون طيار، وكان أوستن قد ظهر أمام المراسلين في 17 تشرين الثاني/نوفمبر وأخبرهم بأنه يتعين على البنتاغون المزيد من العمل للكشف للأمريكيين "كيف ننفذ المهام نيابة عنهم وكيف نتحدث عنها بعد ذلك".
ولم يعترف الجيش الأمريكي علنًا بالضربة حتى وقت سابق من هذا الشهر، وقد ذكرت "نيويورك تايمز" أن الجيش الأمريكي التزم الصمت بشأن الغارة التي قتلت عشرات المدنيين ولم يتم إجراء تحقيق شامل في هذا الحادث، وأشارت الصحيفة إلى أن الهجوم في منطقة الباغوز كان الأكبر من حيث عدد الضحايا المدنيين في القتال المستمر منذ سنوات ضد تنظيم "الدولة الإسلامية"، ونقلت عن مسؤول عسكري أمريكي لم يكشف عن اسمه قوله إنهم في مركز العمليات المشتركة للقوات الجوية الأمريكية شاهدوا ما كان يحدث بذهول وعدم تصديق وذلك لأن الطائرة المسيرة قامت بتصوير الضربات على الهواء مباشرة.
التايمز: الجيش الأمريكي التزم الصمت بشأن الغارة التي قتلت عشرات المدنيين ولم يتم إجراء تحقيق شامل في هذا الحادث
وأصدرت القيادة المركزية الأمريكية في وقت لاحق بيان قالت فيه أنها حققت في العملية التي أسفرت عن مقتل ستة عشرة مسلحًا وأربعة مدنيين فقط أما بالنسبة للقتلى الباقين فمن غير الواضح ما إذا كانوا مدنيين أم لا، ويعود ذلك "جزئيًا إلى أن النساء والأطفال في داعش حملوا السلاح أحيانًا".
وخلص تحقيق القيادة المركزية بحسب البيان إلى أنها لم تجد أي مخالفات من قبل وحدة العمليات الخاصة، وأن الضربة تشكل دفاعًا مشروعًا عن النفس لدعم "قوات سوريا الديمقراطية" التي تتعرض لهجوم من تنظيم "الدولة الإسلامية"، لكن التايمز أوردت في تحقيقها بأن فرقة العمل عندما أرسلت النتائج التي توصلت إليها إلى مقر القيادة المركزية الأمريكية بفلوريدا في تشرين الأول/كتوبر 2019 لم يتابع المسؤولون هناك الأمر ولم يتم مراجعة كبار المسؤولين العسكريين في فلوريدا أو العراق بخصوص الضربة مطلقًا.
اقرأ/ي أيضًا:
بوليتيكو: هل رفعت الولايات المتحدة الفيتو عن التطبيع العربي مع نظام الأسد؟
الإنتربول ترفع الحظر عن النظام السوري وتزايد المخاوف الحقوقية من تبعات القرار