وصل الرئيس الأرجنتيني خافيير مايلي إلى إسرائيل، يوم الثلاثاء، لبدء أول زيارة دولة له كرئيس، ووعد على الفور بنقل سفارة بلاده إلى القدس المحتلة، ولاقى إعلانه إشادة من الحكومة الإسرائيلية.
وقال مايلي لوزير الخارجية الإسرائيلي، يسرائيل كاتس، في مطار تل أبيب: "لقد جئت لدعم إسرائيل ضد إرهابيي حماس. أخطط لنقل السفارة إلى القدس الغربية"، وفق قوله.
لزيارة إسرائيل أهمية شخصية للرئيس الأرجنتيني، فقد أعرب عن اهتمامه بالتحول إلى اليهودية بعد انتهاء فترة ولايته
وكان مايلي، وهو محافظ كبير تولى منصبه في كانون الأول/ديسمبر، وتعهد بنقل السفارة خلال حملته الرئاسية العام الماضي، وأدى إعلانه يوم الثلاثاء إلى توجيه "الشكر له" من مكتب رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو.
وقال مكتب نتنياهو على منصة "إكس" (تويتر سابقًا): "تحدث رئيس الوزراء عن هذا الأمر مع الرئيس خافيير مايلي بعد انتخابه، ورحب بحقيقة أن الرئيس أوفى بوعده" .
وقد سعى مايلي إلى دمج الأرجنتين بقوة مع الولايات المتحدة وإسرائيل في القضايا الدبلوماسية. ويدعي الرئيس الأرجنتيني، الذي يصف نفسه بأنه كاثوليكي، أن لديه علاقة عميقة باليهودية، قائلًا إنه كثيرًا ما يتشاور مع الحاخامات بدلًا من الكهنة ويدرس التوراة.
وفي مقابلة أجريت معه مؤخرًا قال مايلي إنه سيفكر في التحول إلى اليهودية، لكن قواعدها المتعلقة بحفظ يوم السبت ستجعل من الصعب القيام بواجباته كرئيس.
ولم تحصل زيارة الرئيس الأرجنتيني إلى تغطية واسعة في الإعلام الإسرائيلي، لكن صحيفة "هآرتس" أفردت تقريرًا خاصًا للزيارة، أشارت فيه إلى أن زيارة مايلي، كرئيس لبلد يعاني من أزمة اقتصادية، تركز على الدين والسياسة.
الرئيس الأرجنتيني خافيير مايلي يزور حائط البراق في #القدس #الأرجنتين pic.twitter.com/GmRq7s7nWv
— التلفزيون العربي (@AlarabyTV) February 7, 2024
ويخطط مايلي للقاء رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو والرئيس الإسرائيلي يتسحاق هرتسوغ، بالإضافة إلى زيارة حائط المبكى ومتحف ياد فاشيم، المركز العالمي لإحياء ذكرى المحرقة.
ويرى محللون أرجنتينيون أن الزيارة، التي تعد ثاني رحلة خارجية يقوم بها مايلي كرئيس، هي "جهد رمزي للغاية لتشكيل تحالفات مع الولايات المتحدة وإسرائيل"، وتأتي في ظل ابتعاد معظم دول أمريكا اللاتينية عن إسرائيل.
ويخطط الرئيس الأرجنتيني أيضًا لزيارة كيبوتس نير عوز في منطقة حدود غزة والاجتماع بعائلات الإسرائيليين الأسرى.
وقال مدير برنامج أمريكا اللاتينية في مركز ويلسون ومقره واشنطن بنجامين جيدان، إن "نهج مايلي تجاه إسرائيل شخصي للغاية وليس من المستغرب أن يسافر إلى تل أبيب والقدس في وقت مبكر جدًا من رئاسته. حساسيته تجاه التحديات الأمنية الإسرائيلية نادرة في أمريكا اللاتينية، ويظهر مايلي أنه مستعد بوضوح للسباحة ضد التيار".
وقال خبير السياسة الخارجية في جامعة يوسيما، فابيان كالي، ومقرها بوينس آيرس: "مما لا شك فيه أن هذه الرحلة تحمل ثقلًا رمزيًا وسياسيًا، خاصة وأن المشاعر في الغرب تتحول بشكل متزايد ضد إسرائيل".
وأضاف التقرير: "من الواضح أن لزيارة إسرائيل أهمية شخصية للرئيس الأرجنتيني: فقد أعرب عن اهتمامه بالتحول إلى اليهودية بعد انتهاء فترة ولايته، وغالبًا ما يحضر الشوفار في المناسبات العامة ويشير في كثير من الأحيان إلى التوراة في المناقشات السياسية. ومن خلال المقارنة بين انتصاره الانتخابي في تشرين الثاني/ نوفمبر الماضي وانتصار المكابيين، كثيرًا ما يستشهد بمقطع من سفر المكابيين الأول 3: 19: لا يعتمد النصر في المعركة على عدد الجنود، بل على قوة القوات القادمة من السماء".
قال مدير برنامج أمريكا اللاتينية في مركز ويلسون ومقره واشنطن بنجامين جيدان، إن "نهج مايلي تجاه إسرائيل شخصي للغاية وليس من المستغرب أن يسافر إلى تل أبيب والقدس في وقت مبكر جدًا من رئاسته"
وسيرافق مايلي شقيقته السياسية كارينا مايلي ووزيرة الخارجية ديانا موندينو، على الرغم من أن أبرز أعضاء الوفد هو الحاخام أكسل واهنيش. الذي "أصبح مرشدًا روحيًا للرئيس الأرجنتيني".
وقال المتخصص في العلاقات الدولية إستيبان أكتيس: "لا تبدو هذه استراتيجية مدروسة بدقة بالنسبة للأرجنتين، والتي ينبغي أن تدور حول التجارة والاستثمارات. وبدلًا من ذلك، يبدو أنها تتماشى مع معتقدات الرئيس الخاصة".