الطّفلُ الّذي كنتُهُ
الطفلُ الذي راهنتِ على سقوطِه
يقفُ الآنَ على المنصّة.
الّذي حَرصتِ أن يبقى كذلكَ
نالَ الجائزة
ورغمَ أنّه لا يقول،
ارتفع
رغم أنّكِ قُلتِ أنّه بلا ساق
اتّسع.
*
الرَّجل الّذي لطالما أخفيتهِ عنِ الآخرين
وحَرصتِ على ألّا يُصافحونه
وأكّدتِ أنّه بِلا حُنجرة
ولا يصلحُ للدّور
وسارعتِ برميهِ منَ النّافذة.
*
ها هوَ
يقفُ الآن
وينحني لكلّ تجاهلكِ العظيم
الّذي منحُه الفرصةَ
وأعطاه الأهمية.
*
الرّجل الّذي لطالما لعبتِ بأقدارهِ
وظننتِ أنّهُ دميتكِ المفضّلة
تلكَ الّتي تكسرينها حين ترغبين
رهينةُ مزاجكِ المتقلب.
*
رغمَ حقدكِ
وعُصابكِ
ورغبتكِ المتأصّلة بسَفكِ الدّم
نجا
فلتَ من أنيابكِ.
*
هوَ
ذلكَ الطّفلُ الّذي راهنتِ على سقوطِه
حينَ سألوهُ لماذا فاز
أشار إليكِ.
أنا
متأخّرًا جدًا عنهُ
كأنّني صادفتهُ في رواية
كأنّني التقيتهُ في فيلم
أحافظُ على مسافةٍ معهُ
كلُّ مرّة يعدُني أن نلتقي
كلُّ مرّة
يتخلّف عن المجيء
بسببه
عرفتُ كلَّ المقاهي المجاورة
لأجلِهِ قطعتُ مسافات غير قليلة
أبتسمُ كلّما قالَ لي
غدًا
أضحكُ حينَ "يؤكّدُ لي"
أعرفُ ببساطة
أنَّه بذلكَ يفرّ.
ارتجاف
ها أنا ذا
لا أملكُ إلّا التعثُّر
لا أملكُ إلّا التّواري
أسمعُ الدويّ في مسرحِ الآخرين
أسمعُ الحياةَ ترنُّ من بعيد.
*
لا قدمَ لي لأعبُر
ولا ساقَ كي أطير
*
أرتجِف
أسترقُ النّظر إلى العالمِ بقربي
يمرُّ
أجراسُ المحطّات
المقاعدُ الّتي تتأهَّبُ
الكلُّ يغادر إلى اتجاهه.
*
أرتجفُ لأنّ وجهي لي
ولا يمكنني أن أنكر صوتي الألثغ
صوتي الّذي لا يعكسه المجاز
جسدي الذي أشدّ من يقين.
*
لا تذكرةَ لي
الله حينَ تعمّدني بلا مظلّة
القساوسةُ الّذين ختنوني بالاعتراف
الذّنوب الّتي لا أقدرُ إلّا أن أرتكب.
زهايمر
أحرثُ نصف قرن من الزّحف
مقابل عشر سنين
بقامة منتصبة
أقضيها في الزهايمر
وسجل الالتهابات
عملية تجميل افتراضيّة
تغيّرتُ كثيرًا
أنفي ليسَ كما كان
وشفتايَ متورّمتان بسائل غامض
لديّ حاجبان مرسومان بعناية دون خطأ
وعدسات لامعة مثلَ كريستال سائل
أجريت كلّ التّعديلات اللازمة (لأكون)
كلّ ما يشبه حلمك بامرأة أخرى.
*
غدوتُ
أرشق وأجمل وأرق
كل ما هو مصطنع وزائف وغير حقيقي
كي ترضى
كي تنتبه
فقط لعبوري
ذلكَ الذي يُلهمكَ
لوحات وقصائد.
اقرأ/ي أيضًا: