21-مايو-2024
هل تتحول السياسة الخارجية في إيران؟

(Getty) تعتبر السياسة الخارجية من القضايا التي يساهم فيها المرشد الإيراني بشكلٍ كبير

تحول سؤال السياسة الخارجية الإيرانية، إلى سؤال أساسي في كل النقاش الذي يرتبط في إيران، ما بعد وفاة الرئيس الإيراني ووزير خارجيته حسين أمير عبد اللهيان، في حادث تحطم طائرة مروحية. ويبرز هذا السؤال في حالة إيران، نظرًا لعدة ملفات ترتبط بها أو تتفاعل معها، مثل المشروع النووي الإيراني والتصعيد المتواصل في المنطقة نتيجة عدوان إسرائيل على غزة.

وفي هذا السياق، أشار مراسل "الغارديان" للشؤون الدولية بيتر بومونت إلى أن "السياسة الخارجية في إيران، بما في ذلك ما يتصل بالقضية النووية الرئيسية، يتحدد بواسطة المرشد الأعلى علي خامنئي، والمجلس الأعلى للأمن القومي. وقد مثل رئيسي وعبد اللهيان، بطرق مختلفة، تشريعًا للسياسات المتشددة التي برزت إلى الواجهة منذ وصول رئيسي إلى مكتب الرئيس في عام 2021 بمساعدة كبيرة من خامنئي ومجلس صيانة الدستور".

قال مدير برنامج الشرق الأوسط وشمال أفريقيا في تشاتام هاوس: "شخصيًا لا أتوقع تغييرًا أو تحولًا في اتجاه السياسة الخارجية الإيرانية"

وأضاف بومونت "خلال تلك الفترة، اقتربت إيران -مع الحفاظ على موقفها من الغموض بشأن الغرض من برنامجها النووي- من الخطوط الحمراء للغرب مع مستويات أعلى من التخصيب النووي ومناقشة عامة أكثر حول ما إذا كانت الفتوى الدينية التي استمرت لعقود من الزمن ضد الأسلحة النووية لا تزال صالحةً".

أمّا على صعيد المنطقة، فقد أشار إلى انخراط إيران في شبكة حلفاء واسعة، بالإضافة إلى استهداف إسرائيل. وبعيدًا عن قليلًا، ذكر مسألة دعم طهران لروسيا في الحرب في أوكرانيا.

وقال مدير برنامج الشرق الأوسط وشمال أفريقيا في تشاتام هاوس سانام فاكيل لـ"الغارديان": "أنا شخصيًا لا أتوقع تغييرًا أو تحولًا في اتجاه السياسة الخارجية الإيرانية. يتم صنع السياسة الخارجية في المجلس الأعلى للأمن القومي، حيث كان رئيسي يتمتع بدرجة معينة من النفوذ. وأتوقع أن يستمر النهج نفسه، أي الحفاظ على العلاقات الثنائية في جميع أنحاء المنطقة؛ الاستمرار في دعم وبناء قدرات المحور الذي تنخرط فيه، وتطوير الفرص الاقتصادية مع روسيا والصين أثناء ممارسة سياسات مثيرة للانقسام مع أوروبا والولايات المتحدة".

ويرى فاكيل أن طهران تحافظ على نهج مماثل تجاه الملف النووي، وتحافظ على الغموض أثناء العمل على بناء "القدرة"، والتي يمكن بعد ذلك نشرها كجزء من عملية التفاوض الدولية.

واعتبر بيتر بومونت، أن وفاة وزير الخارجية عبد اللهيان قد يكون له أهمية على الدبلوماسية الإيرانية، مضيفًا: "كان عبد اللهيان، الذي يُنظر إليه على أنه مقرب من الحرس الثوري الإسلامي، الذي شكل اهتمامه بالسياسة الخارجية خامنئي، وصار عبد اللهيان شخصية تواصل رئيسية بين دول الخليج وحزب الله".

وأضاف: "أحد المؤشرات على المسار المحتمل هو أن الشخصيات المعينة لتحل محل رئيسي وعبد اللهيان في الفترة الانتقالية مع الاستعداد للانتخابات لها خلفيات مماثلة: محمد مخبر، أحد الموالين لخامنئي من المعسكر المحافظ، وسيصبح رئيسًا مؤقتًا، وعلي باقري كاني سيتولى وزارة الخارجية التي تقوم بالفعل بإجراء محادثات عبر القنوات الخلفية مع الولايات المتحدة بشأن القضايا النووية".

وأعرب بيان صادر عن المجلس الاستراتيجي الإيراني للعلاقات الخارجية، يوم الإثنين، إلى الرغبة في استمرارية السياسات الحالية. وقال البيان: "مما لا شك فيه أن مسار السياسة الخارجية الإيرانية سيستمر بقوة بتوجيهات من المرشد الأعلى".

واستمر مراسل "الغارديان" في القول: "كل هذا يجعل أي سؤال حول اتجاه جديد في سياسة طهران الخارجية قضية أطول أمدًا، وهي قضية مرتبطة في نهاية المطاف بمن يخلف خامنئي في منصب المرشد الأعلى، وخاصة بعد وفاة رئيسي".

وكتب مؤلف كتاب "حروب الطموحات المقبلة: الولايات المتحدة وإيران والصراع من أجل الشرق الأوسط" أفشون أوستوفار، في مقال في وقت سابق من هذا الشهر أن المحددات الرئيسية للمرشد الإيراني القادم من المرجح أن تكون مزيجًا من خلافة خامنئي و"السلطة الضخمة" وتأثير الحرس الثوري الإيراني.

وكتب أوستوفار: "على الرغم من أن خامنئي كان المانح الأول للحرس الثوري الإيراني، إلا أنه عمل في بعض الأحيان على تقييد طموحاته. وينطبق هذا بشكل خاص على السياسة الخارجية، حيث فضل خامنئي بشكل عام اتباع نهج تدريجي، وهو النهج الذي سعى إلى تحقيق التوازن بين تأكيد إيران والرغبة في الحد من التصعيد. إن كبار ضباط الحرس الثوري الإيراني يشيدون بانتظام بخامنئي لحكمته في المسائل الاستراتيجية، ولكنهم أيضًا أقل صبرًا، ومن المرجح أن يتبنوا موقفًا أكثر عدوانية، ويستخدموا القوة العسكرية بسهولة أكبر، إذا كان القائد مطيعًا".

من غير المتوقع حدوث أي تحول أو تغير في إيران، خلال المدى المنظور

وفي سياق آخر، عن طبيعة الوضع في المنطقة، قال مدير مشروع إيران وكبير المستشارين في مجموعة الأزمات الدولية علي فايز، لقد انتهت قواعد اللعبة القديمة القواعد الجديدة لم يتم وضعها بشكل كامل.

وأشار إلى أن وفاة رئيسي أضافت "حالة من عدم اليقين إلى الغموض القائم بين إيران وإسرائيل، مما يزيد من مخاطر سوء التقدير".

يترافق ما سبق، مع حديث المدير العام للوكالة الدولية للطاقة الذرية رافائيل غروسي، الذي أبلغ أنه "يشعر بالقلق إزاء العدد المتزايد من التصريحات الصادرة عن كبار المسؤولين الإيرانيين بأن البلاد قد تكون أكثر انفتاحًا على القنبلة النووية".