طالبت منظمة العفو الدولية، قوات النظام السوري برفع الحصار المفروض على المدنيين في حي الشيخ مقصود والأشرفية، الذي تقطنه أغلبية الكردية شمالي حلب، ووفقًا للتقرير الذي نشرته المنظمة، فإن الحصار الذي وصفته بـ"الوحشي"، يعيق إمكانية حصول السكان على الإمدادات الأساسية.
طالبت منظمة العفو الدولية، قوات النظام السوري برفع الحصار المفروض على المدنيين في حي الشيخ مقصود والأشرفية، الذي تقطنه أغلبية الكردية شمالي حلب
وتسيطر قوات النظام على الطرق المؤدية إلى حي الشيخ مقصود والأشرفية، وتمنع دخول الإمدادات الأساسية كالوقود والطحين، في ظل مناشدات الأهالي للمنظمة من عدم قدرتهم الحصول على المواد الأساسية.
ووفق المنظمة فإنه منذ أن فرض النظام السوري الحصار في آب/ أغسطس 2022 "واجه عشرات الآلاف من المدنيين، بمن فيهم النازحون داخليًا، نقصًا حادًا في الوقود والمساعدات"، مضيفةً: "توشك الإمدادات الطبية الآن على النفاذ، ويقوم الناس بحرق الأدوات المنزلية والبلاستيك في محاولة للتدفئة في درجات الحرارة شديدة البرودة".
وتخضع المناطق المحاصرة، بما فيها الشيخ مقصود والأشرفية في شمال مدينة حلب، وأكثر من 50 قرية في منطقة شهبا لسيطرة "المجلس المدني الكردي التابع للإدارة الذاتية لشمال وشرق سوريا".
وأجرت المنظمة مقابلات مع سبعة من السكان والنازحين من الأحياء المحاصرة، بالإضافة إلى صور نشرت في مصادر إعلامية، بالإضافة إلى تحليل المنظمة صورًا التقطتها الأقمار الصناعية أظهرت نقاط تفتيش في ثمانية مواقع حول الطرق الرئيسية المحيطة بالأحياء المحاصرة.
كما قال الأشخاص الذين أجرت المنظمة مقابلات معهم، إنه منذ نهاية شهر آب/أغسطس من العام الماضي، قيّدت قوات النظام السوري، بما في ذلك الفرقة الرابعة، من "دخول الوقود إلى المناطق المتضررة، ونتيجةً لذلك، لا تحصل تلك الأحياء إلّا على ساعتين من الكهرباء يوميًا، بينما كانت تحصل على سبع ساعات قبل الحصار"، كما تحدثوا عن أن "الوقود ينفذ من المستشفيات، والمخابز وغيرها من المرافق الأساسية، فيما تواجه خطر الإغلاق الوشيك إذا استمر الحصار".
وأبلغ أربعة من سكان الشيخ مقصود وشهبا، منظمة العفو الدولية أن قوات الفرقة الرابعة فتحت طريقًا للتهريب، حيث تباع كميات ضئيلة من الوقود بأسعار باهظة.
وفي مطلع كانون الأول/ ديسمبر من العام الماضي، أضاف النظام وعناصره المنتشرة على الحواجز، مواد جديدة على قائمة المواد الممنوعة من دخول إلى الأحياء المحاصرة، كالطحين والمواد الغذائية والأدوية.
وأكدت منظمة العفو الدولية أنه من الصعب تحديد متى أقيمت نقاط التفتيش لأول مرة، فيما تظهر صور الأقمار الصناعية أن ثلاثة من نقاط التفتيش هذه قد تم توسيعها في عام 2022. ودعت المنظمة الدولية، النظام السوري إلى اتخاذ "إجراءات فورية لمعالجة الأزمة الإنسانية الأليمة، من خلال السماح بدخول الوقود والإمدادات الأساسية الأخرى، وكذلك دخول منظمات الإغاثة، إلى المناطق المتضررة، دون قيود".
بدأت قوات النظام السوري بحصار حي الشيخ مقصود والأشرفية فعليًا منذ آذار/ مارس 2020، حيث قامت بتقنين كميات المواد الغذائية التي يسمح بإدخالها إلى هذه الأحياء
وبدأت قوات النظام السوري بحصار حي الشيخ مقصود والأشرفية فعليًا منذ آذار/ مارس 2020، حيث قامت بتقنين كميات المواد الغذائية التي يسمح بإدخالها إلى هذه الأحياء، كما كانت في بعض الأحيان تمنع دخول المواد الغذائية والأدوية بشكلٍ نهائي عبر الحواجز التابعة لها، وهو الإجراء المتبع في حاليًا في الحصار، وتشير الإحصائيات المحلية إلى وجود نحو 25 ألف مدني في المنطقة المحاصرة. ويلجأ النظام السوري إلى اعتماد سياسة الحرمان وتجويع المدنيين، عبر استخدامه سلاح الحصار، وقد تكرّر الأمر في الكثير من المناطق الخارجة عن سيطرته، التي حاصرها لمدة طويلة خلال سنوات الثورة السورية.