قصيدة جديدة
لم أكتب قصيدة جديدة منذ كورونا.
هل تقدمت؟
هل تراجعت؟
لا أدري.
إلى رسامة
أنتِ في المرسمِ المعتمِ
ثمّةَ ضوءٌ يشعُّ من اللونِ
من امرأةٍ تستريحُ على لحظةٍ فارقةْ
امرأةٍ من خيالٍ يجرّدُ عالمنا
من أكاذيبهِ،
يستردّ قماشةَ من يشعرونَ بوحشتهمْ
مثلما ترسمينَ سماءً على الأرضِ
هذا هو الفنُّ
تجريدكِ الواقعيِّ اختزالُ المكانِ الذي ضدّ هذا الزمانْ،
لكأنَّ الحياةَ اندلاعُ الذي لا يُعبَّرُ عنهُ
بما يستردُّ الخريفُ
قليلًا من الصيفِ
أو لحظةٍ مشرقةْ
قليلًا من الأمنياتِ الصغيرةِ
أو بعضَ أحلامنا،
.. ولديّ اقتراحْ:
ارسمي لحظةَ ما يعتريكِ من الفرحِ المستحيلٍ
لكي أكتبَ ما يعتري السفنَ الغارقةْ.
في الوحدة ومشتقاتها
مثل أي إنسان أحلم وحيدًا،
مثلكم، أتناول الكلمات بحذر شديد
الكلمات هويتنا التي لا يشاركنا فيها أحدٌ
لكلٍّ منا كلماته
وفي الكلماتِ استنطاق الوجود ليعبر عن نفسه
ولكن كيف لوحيدٍ مثلي استنفار الكلام بلا آخر؟
الغرفة صندوق فارغٌ إلا منّي.
وفي المطبخ يغلي الحليب ليحترق.
جدران غرفتي خشبٌ
سيحترقُ
افتشّ عن مخلوقٍ يسألُني
أو أسأله:
أما زلت مصابًا بالإنفلونزا؟
سلامتك.
كيف حال أولادك؟
اللغة ثرثرة جميلة بين شخصين أو أكثر.
الحياة داخل الصندوق قاسيةٌ جدًا…
الحياة خارج الصندوق جميلة جدًا.
قصائد من ساحة التحرير
السلام عليكم
السلام على أمي الحافية
السلام على عمتي
في تمام مجاعتها
وبأسمالها الزاهيةْ
بدموع المساء تبلل فوطتها
وانتظاراتها عند بوابةِ السجنِ
عند ضريح الشهيدْ
تقبلّه في نزيف الوريدْ
السلام على طفلتي النائمةْ
بينما في الشوارع
يركض الدم منتفضًا
كغزالٍ عنيدْ.
*
في ساحة التحرير
أولادنا
يجترحون المعجزةْ
في ساحة التحريرْ
العلم الأبيض ضد المفرزة.
*
وحفيدي قال لي:
نحن صغار الله قد نُضربُ يوميًا
وقد نختبئُ
وصغارُ الله من عادتهم
عندما يبتدئُ القتلُ بهم يبتدئُ.