ينتظر عشاق المنتخب الأرجنتيني بداية رحلة فريقهم المفضل في كأس العالم 2022، بعد أن وضعته القرعة في المجموعة الثالثة، التي تضم أيضاً منتخبات السعودية والمكسيك وبولندا.
حظوظ أصدقاء ميسي كبيرة جداً لتجاوز هذا الدور، إذ يعد منتخب التانغو أحد المرشحين لنيل اللقب، لكن هوية المنتخب المرافق للأرجنتين ستكون صعبة التكهن نوعاً ما، نظراً لتقارب مستوياتهم مع أفضلية بسيطة للمنتخب البولندي، فما هي حظوظ كل منتخب من هذه المجموعة؟
منتخب الأرجنتين
مرت 36 سنة على تتويج منتخب الأرجنتين بكأس العالم، بعد فوزه على ألمانيا بثلاثة أهداف لهدفين في البطولة التي جرت في المكسيك عام 1986، ويجد المنتخب الأرجنتيني في مونديال قطر فرصة للعودة لمنصة التتويج العالمية، مع وجود ليونيل ميسي برفقة عدد من اللاعبين النجوم.
يعتمد المدرب ليونيل سكالوني على الرسم التكتيكي 4-3-3، حيث يملك تشكيلة قوية تضم نخبة من اللاعبين النجوم، كأوتاميندي وباريديس ودي باول ودي ماريا ولاوتارور وليونيل ميسي، بالتالي سيسهم هؤلاء في تنفيذ خطط المدرب سكالوني.
نقطة ضعف الفريق الأرجنتيني في خط الدفاع، فالفريق يعاني أمام الفرق التي تلعب بنسق سريع، وخصوصاً تلك التي تعتمد على الهجمات المرتدة، لذلك نجد سكالوني يعتمد على لاعبي الوسط في مساندة الدفاع، وانتقال لاعب الإرتكاز نحو أحد الطرفين لتحقيق الزيادة العددية، أما بالنسبة للوسط والهجوم فمنتخب التانغو يملك زخماً كبيراً وخصوصاً الأجنحة، التي تمنح مساحة لليو ميسي أو لاوتارو لخلق الفرص.
منتخب الألبيسيليستي أمام امتحان ليس بالسهل في دور المجموعات، إلا أنه يملك أفضلية شبه مطلقة في مواجهاته ضد المكسيك، فسبق له مواجهتها في 20 لقاء كان 8 منهم على الصعيد الرسمي، فاز في 7 وتعادل في واحدة. فقد تواجه التانغو في أربع مناسبات ضد الأخضر السعودي فاز في اثنتين وتعادل بمثلهما، ومباراتين ضد بولندا على الصعيد الرسمي فاز في واحدة وخسر الأخرى.
أبطال كوبا 2021 بقيادة ميسي سيرفعون شعار (أكون أو لا أكون)، وسيكون المونديال الحالي فرصة لمنتخب الأرجنتين لتذكير المنتخبات الكبرى برقصة التانغو الشهيرة، التي غابت عن أعينهم لفترة طويلة.
منتخب المكسيك
يسعى المنتخب المكسيكي لتحقيق نتائج جيدة خلال مشاركته في مونديال قطر 2022، مدرب الفريق خيراردو مارتينو سيحاول الخروج بنتيجة إيجابية في مباراته الأولى ضد بولندا، معتمداً على تواجد الحارس أوتشوا الذي اعتاد على التألق في مثل هذه المحافل بالذود عن مرماه، إضافة لوجود المهاجمين راؤول خيمينيز (ولفرهامبتون) وهيرفينغ لوزانو(نابولي) وفي خط الوسط يتواجد أندريس خواردادو(ريال بيتيس ) وأديسون ألفاريز(أياكس الهولندي)، أما في الدفاع فيتواجد دومينيكيز (كروز أزول المكسيكي) وخيسوس غالاردو (مونتيري المكسيكي) وخورخي سانشيز (أياكس الهولندي).
تتنافس المكسيك مع الولايات المتحدة على زعامة القارة من خلال بطولة الكأس الذهبية، التي فازت الولايات المتحدة بنسختها الأخيرة 2021 عندما تغلبت على المكسيك في النهائي، وكانت المكسيك قد فازت بنسخة 2019 عندما تغلبت على الولايات المتحدة في المباراة النهائية بهدف مقابل لا شيء.
من الواضح أن الجمهور المكسيكي بات يطالب فريقه بشيء أكبر من ذلك، ربما كتكرار ذكرى فوزهم بكأس القارات 1999، فالظهور بمستوى عال خلال مونديال قطر والوصول لدور متقدم، يمكن له أن يشبع رغبات الجمهور المكسيكي، سيّما أنه سيواجه السعودية في المباراة الثالثة والتي سبق وفاز عليها في أربع مناسبات، وبولندا في المباراة الأولى التي ربما تكون في المتناول.
المنتخب السعودي
يحمل المنتخب السعودي آمال الجماهير العربية في مونديال قطر 2022، وعلى الرغم من تواجده في مجموعة صعبة نسبياً إلا أن الأخضر السعودي سيحاول جاهداً تكرار سيناريو مونديال 1994، عندما تأهل لثمن النهائي، قبل خروجه على يد السويد بثلاثة أهداف لهدف.
يملك مدرب الأخضر الفرنسي هيرفي رونار لاعبين مميزين ممن لديهم خبرة عالية، لذلك سيكون أسلوب لعب المنتخب السعودي يميل للدفاع نوعاً ما، معتمداً على ركائزه الخلفية كياسر الشهراني ومحمد البريك وعبد الله مادو، ثم خط الوسط الذي سيكون مفتاح الهجوم السعودي عبر الأطراف معتمداً على نواف العابد وفهد المولد وسالم الدوسري وسلمان الفرج وعبد الله عطيف.
تاريخ مواجهات الأخضر مع منتخبات مجموعته لا يدعو للتفاؤل، فهو لم يسبق له تحقيق أي انتصار على أي منهم، بالمقابل يجد بعض المحللون أن هذه الإحصائية ربما تكون نقطة انطلاق ورغبة للفريق لكتابة تاريخ جديد.
منتخب بولندا
لن يكون منتخب بولندا ضيفاً شرفياً في مونديال قطر 2022، بل من السذاجة وصف مبارياته بأنها محسومة حتى عندما يواجه الأرجنتين، فهذا البلد ذو المساحة الجغرافية المتوسطة يحمل حلم 38 مليون نسمة، وقادر على تغيير مسار المجموعة وحصوله على بطاقة تأهل للدور ثمن النهائي.
بولندا هي من أقدم الدول الأوروبية مشاركة في كأس العالم، حيث بدأت أولى مشاركاتها عام 1938، وخلال هذه الأعوام لعبت 8 مرات في كأس العالم، حققت من خلالها المركز الثالث مرتين عام 1974 و1982.
متابعي المنتخب البولندي على دراية عالية بمدربهم تشيسلاف ميخنييفيتش، هذا المدرب الي ينوع من خطته وأسلوبه حسب الخصم، فتارة يلعب برسم 3-5-2 كما فعل ضد ويلز في دوري الأمم الأوروبية وفاز عليهم بهدف وحيد، وتارة يلعب ب3-4-2-1 عندما خسر من هولندا بنفس البطولة، أو يلعب بخمسة مدافعين كما فعل ضد بلجيكا.
يملك المنتخب البولندي عناصر قوية ومهمة في أنديتها، كالحارس تشيزني وفي خط الدفاع بيرزنسكي وغليك وبيدنارك، وفي الوسط يتواجد زيلينسكي وكريشوياك وزالويسكي وكليش، أما في المقدمة فيملك المنتخب البولندي أسلحة دمار شامل تبدأ بروبرت لفاندوفسكي وتنتهي بميليك وبيونتك.
بالمجمل نجد أن هذه المجموعة تتصف بعدم قدرة الكثيرين بالتنبؤ بنتائج الكثير من مبارياتها، فمن الواضح أن منتخب التانغو سيواجه صلابة دفاعية أمام المكسيك واندفاع السعودية وتنظيم وانضباط بولندا، وفي حال سلّمنا بحسم أصدقاء ميسي بطاقة التأهل الأولى، فمن يكون صاحب المركز الثاني؟
