خلص تقرير المخابرات الأمريكية بشأن التدخل الروسي في الانتخابات الرئاسية إلى أن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين أمر شخصيًا بـ"حملة تأثير" تهدف إلى مساعدة الرئيس المنتخب دونالد ترامب، وذلك حسبما نشرت يوم الجمعة وسائل إعلام أمريكية من بينها شبكة NPR.
المخابرات الأمريكية: هدف بوتين والحكومة الروسية "إلى تعزيز فرص ترامب في الفوز بالرئاسة عبر تشويه صورة هيلاري كلينتون
"كانت أهداف روسيا هي تقويض الثقة بالعملية الديمقراطية الأمريكية وتشويه صورة وزيرة الخارجية السابقة هيلاري كلينتون والإضرار بمصداقيتها وفرص فوزها بالرئاسة"، هكذا جاء في النسخة العلنية من التقرير الذي شارك في إعداده مكتب التحقيقات الفيدرالي (إف بي آي) ووكالة المخابرات المركزية (سي آي إيه) ووكالة الأمن القومي. وتابع التقرير: "تقييمنا هو أن بوتين والحكومة الروسية كان لديهما تفضيلٌ واضح للرئيس المنتخب ترامب".
اقرأ/ي أيضًا: أنجيلا ميركل..هدف روسيا القادم
وتعد هذه أول مرة توجه فيها الحكومة الأمريكية هذه الاتهامات مباشرةً لبوتين، كما تورد ماري لويس كيلي من شبكة NPR. "بالطبع توجيه اتهام من ذلك النوع إلى رئيس دولة أجنبية ليس بالأمر الهين"، تقول كيلي.
لا يحدد التقرير ما إذا كانت "حملة التأثير" تلك قد غيرت نتيجة الانتخابات الرئاسية الأمريكية. وفيما يلي بعض أهم الاستنتاجات التي خلص إليها التقرير:
- هدف بوتين والحكومة الروسية "إلى تعزيز فرص الرئيس المنتخب ترامب في الفوز بالرئاسة عبر تشويه صورة وزيرة الخارجية كلينتون وإبرازها بصورةٍ سيئة مقارنةً به".
- ينص التقرير على أن دافع بوتين لتشويه صورة كلينتون كان شخصيًا، على الأقل في جزءٍ منه. يقول التقرير إن بوتين "حملها علنًا منذ عام 2011 مسؤولية التحريض على احتجاجاتٍ خرجت ضد نظامه في أواخر عام 2011 وأوائل عام 2012، ولأنه يكن ضغينة تجاهها بسبب تعليقات من شبه المؤكد أنه اعتبرها تحط من قدره".
- قامت المخابرات الروسية بـ"تنفيذ عملياتٍ إلكترونية ضد أهدافٍ مرتبطة بالانتخابات الرئاسية الأمريكية لعام 2016، من بينها أهداف تابعة لكلا الحزبين الأمريكيين الكبيرين". تضمن ذلك حملات رئاسة ومراكز أبحاث وجماعات ضغط.
- يؤكد التقرير بـ"ثقةٍ كبيرة" أن مديرية المخابرات الرئيسية للأركان العامة الروسية "قد نقلت المواد التي حصلت عليها من اللجنة الوطنية للحزب الديمقراطي ومسؤولين كبار بالحزب إلى ويكيليكس".
- "استطاعت المخابرات الروسية الوصول إلى عناصر من عدة لجان انتخابات محلية وعلى المستوى القومي".
- بالنظر إلى كل ما سبق فإن تلك الجهود "مثلت تصعيدًا خطيرًا للجهود من حيث الاتجاه ومستوى النشاط والنطاق مقارنةً بالعمليات السابقة الموجهة ضد الانتخابات الأمريكية".
في السابع من تشرين الأول/أكتوبر، اتهمت الولايات المتحدة روسيا رسميًا لأول مرة بقرصنة حواسيب اللجنة الوطنية للحزب الديمقراطي ومؤسسات سياسية أمريكية أخرى. "نعتقد، بالنظر إلى نطاق وحساسية تلك الجهود، أنه لا يمكن لأحد أن يأمر بتلك الأنشطة إلا كبار المسؤولين الروس"، قال البيان المشترك لوزارة الأمن الداخلي ومكتب مدير الاستخبارات الوطنية.
المخابرات الأمريكية: قامت المخابرات الروسية بـتنفيذ عملياتٍ إلكترونية ضد أهدافٍ مرتبطة بالانتخابات الرئاسية الأمريكية لعام 2016
اقرأ/ي أيضًا: نهاية نهاية الحرب الباردة
منذ ذلك الحين، أكد مسؤولو الاستخبارات تلك الاتهامات وأضافوا إليها. "نحن نؤكد بحزمٍ أكبر على ذلك البيان"، قال مدير الاستخبارات الوطنية جيمس كلابر يوم الخميس خلال جلسة اجتماع للجنة القوات المسلحة بمجلس الشيوخ.
في كانون الأول/ديسمبر الماضي، ألقى مكتب التحقيقات الفيدرالي بثقله لدعم تقييم وكالة المخابرات المركزية، كما أورد كاري جونسون من شبكة NPR آنذاك: "في الواقع فإن قطاع الاستخبارات بالكامل يتفق الآن على أن دافع القرصنة كان محاولة إيصال ترامب إلى مقعد الرئاسة".
يذكر أن الرئيس المنتخب دونالد ترامب قد رفض مرارًا ذلك التقييم. وتلقى ترامب يوم الجمعة إحاطة بشأن التقرير المخابراتي من كلابر وجون برينان مدير وكالة المخابرات المركزية وجيمس كومي مدير مكتب التحقيقات الفيدرالي في ترامب تاور بمدينة نيويورك.
وفي بيانٍ لاحق له، اعتبر ترامب أن اللقاء كان "بناءً"، وأضاف أنه يكن "احترامًا هائلًا" لعمل قطاع الاستخبارات. لم يوجه ترامب اللوم لروسيا تحديدًا، قائلًا إنها واحدة من بين عدة دول من بينها الصين "تعمل باستمرار على اختراق البنية التحتية الإلكترونية لمؤسسات وأعمال ومنظمات حكومتنا". كما صرح ترامب أيضًا بأنها "لم يكن لها أدنى تأثير على نتيجة الانتخابات".
جدير بالذكر أن التقرير يذكر تحديدًا أنه "لا يقيم تأثير الأنشطة الروسية على نتيجة الانتخابات الرئاسية". وقال التقرير إن وزارة الأمن الداخلي "ترى أن أنواع الأنظمة التي استهدفها الروس أو اخترقوها لم يكن لها علاقة بعملية فرز الأصوات".
قبل جلسة إحاطة يوم الجمعة، صرح ترامب لصحيفة نيويورك تايمز بأنه يعتقد أن استمرار التركيز على الهجمات الإلكترونية له دوافع سياسية.
"كانت خسارتهم فادحة في الانتخابات. لقد فزت بعددٍ أكبر من المقاطعات من التي فاز بها رونالد ريجان"، صرح ترامب للصحيفة. وأضاف: "إنهم محرجون بسبب ذلك. إن الأمر يشبه مطاردة الساحرات. كل ما يفعلونه هو التركيز على هذا الأمر".
وقد أعلن البيت الأبيض الشهر الماضي عقوبات ضد روسيا ردًا على الهجمات الإلكترونية.
اقرأ/ي أيضًا: