01-فبراير-2024
الكاتبة البوسنية لانا باستاسيتش

(CRISTINA CALDERER) الكاتبة البوسنية لانا باستاسيتش

ألغت مؤسستان ثقافيتان نمساويتان دعوة الكاتبة البوسنية لانا باستاسيتش لحضور مهرجان أدبي كانت قد دُعيت إليه سابقًا، وإقامتها الأدبية أيضًا، بسبب إنهاء عقدها مع دار النشر الألمانية "S. Fischer" احتجاجًا على صمتها إزاء جرائم "إسرائيل" في قطاع غزة من جهة، وقمع المؤسسات الثقافية الألمانية لأصوات الفلسطينيين والدعوة لمقاطعتها من جهة أخرى.

وقالت باستاسيتش في منشور على حسابها في موقع "إنستغرام"، الثلاثاء، إنها أُبلغت عبر بريد إلكتروني بإلغاء فعاليتها في مهرجان الأدب في سالزبورغ وإقامتها الأدبية في "Literaturhaus NÖ"، بسبب إنهاء عقدها مع ناشرها الألماني "S. Fischer"، وموقفها مما يحدث في غزة.

وقالت المؤسستان في رسالتهما المشتركة: "تابعنا عن كثب النقاش الذي أحاط بقرارك مغادرة دار النشر S. Fischer، وشاركنا في مناقشات مكثفة حول هذه المسألة خلال الأيام الماضية. وبقدر ما نقدّر كتبك، في ظل الظروف الحالية، يجب علينا للأسف سحب دعوتنا".

أكدت لانا باستاسيتش أن المؤسسات الثقافية التي تقمع صوت المتضامنين مع غزة ترى أن الصمت والرقابة هما الرد الصحيح على الإبادة الجماعية

وأضاف ممثلا المؤسستين: "إن إقامتك في Literaturhaus NÖ والمشاركة في مهرجان الأدب في سالزبورغ ستعني حتمًا موقفًا من جانبنا لا نرغب فيه ويتعارض مع دورنا".

في المقابل، اعتبرت باستاسيتش قرار سحب دعوتهما وإقامتها من قِبل هاتين المؤسستين مثالًا واضحًا على موقفهما مما يحدث في غزة، لافتةً إلى أن رأيها السياسي والإنساني: "أنه لا ينبغي ذبح الأطفال، وأن المؤسسات الثقافية الألمانية يجب أن تعرف بشكل أفضل عندما يتعلق الأمر بالإبادة الجماعية".

وقالت في ردها على رسالتهما إنهما انضما: "إلى القائمة الطويلة وسيئة السمعة من المؤسسات الثقافية التي تُلغي الفنانين الذي يرفضون التزام الصمت عندما يصرخ العالم".

وأضافت مخاطبة الكاتبة التي دعتها للمشاركة بالمهرجان: "لا أعرف ماذا يعني لك الأدب خارج نطاق التواصل والمنح. بالنسبة لي هذا يعني، أولًا وقبل كل شيء، الحب الذي لا يتزعزع للبشر وقدسية الحياة البشرية. بما أنك دعوتني إلى إقامتك ومهرجانك، فلا بد أنك على دراية بعملي الذي يتعامل بشكل وثيق مع عواقب الحرب على الأطفال. ربما تكون الأعمال الأدبية بالنسبة لك منفصلة عن الحياة الواقعية، ولكن مرة أخرى، ربما لم تعرف الحرب بشكل مباشر من قبل".

كما شكرتها على إلغاء دعوتها مؤكدةً أنها لا تريد أن تكون جزءًا من مؤسسة أخرى لا تقوم بإلغاء الفنانين بسبب نشاطهم فحسب، بل ترى أن الصمت والرقابة هما الرد الصحيح على الإبادة الجماعية.

وتابعت قائلةً: "على الرغم من أنني أدرك حقيقة أن التمويل الذي تتلقينه داخل النظام الذي تعيشيه فيه لا بد أنه جعلك تنسين ما هو الفن حقًا، إلا أنني ما زلت أريد أن أذكرك (لحسن الحظ بالنسبة للكتاب غير المستقرين مثلي)، أنك لست الأدب. أموالك ليست الأدب. "S. Fischer" ليس الأدب. ألمانيا ليست الأدب. ونحن، الكتاب، سوف نتذكر".

وكانت لانا باستاسيتش قد أعلنت، منتصف كانون الثاني/يناير الفائت، إنهاء تعاقدها مع دار النشر الألمانية الشهيرة "S. Fischer" بسبب التزامها الصمت إزاء الإبادة الجماعية المستمرة في قطاع غزة، والقمع والرقابة المنهجية المفروضة على كل ما يتعلق بفلسطين في ألمانيا.

كما وقّعت على عريضة أطلقتها حملة تحمل اسم "قاطعوا ألمانيا"، تدعو إلى مقاطعة المؤسسات الثقافية الألمانية بسبب قمعها صوت الفلسطينيين خلال الحرب الإسرائيلية على غزة.