بينما تابع الملايين من الأميركيين المناظرة بين المرشح الجمهوري، دونالد ترامب، والمرشحة الديمقراطية، كامالا هاريس، على شاشات التلفزيون، أمس الثلاثاء، كانت هناك معركة جانبية تجري على وسائل التواصل الاجتماعي.
تشير وكالة "رويترز" للأنباء، إلى أن أطراف المعركة استخدموا مقاطع مصورة أصلية وأخرى محررة تناولت لحظات بارزة في المناظرة، فمنذ اللحظة الأولى للمناظرة، استغل الديمقراطيون صعود هاريس إلى منصة المناظرة لمصافحة ترامب وتقديم نفسها، ونشروا مقاطع فيديو وصورًا لتلك اللحظات.
وحصد أحد مستخدمي منصة "إكس"، ويدعى آدم جيمس سميث، على أكثر من 77 ألف إعجاب على منشوره الذي كتب فيه: "قالت كامالا خلال المناظرة، إنك ستصافحني.. اللعنة!".
أطراف المعركة استخدموا مقاطع مصورة أصلية وأخرى محررة تناولت لحظات بارزة في المناظرة
وبحسب محللين، كانت نائبة الرئيس الأميركي تستهدف استفزاز الرئيس السابق ليتفوه بما يمكن استخدامه في صنع مقاطع مصورة تنتشر على نحو سريع وكبير على وسائل التواصل الاجتماعي، ويبدو أن تلك الاستراتيجية حققت ما أرادت.
Kamala said you’re gonna shake my hand dammit! #Harris2024 #Debate2024 pic.twitter.com/E5dwyl7fS2
— Adam (@AdamJSmithGA) September 11, 2024
فقد تداول مؤيدون لهاريس صورًا لتعبيرات وجهها، أحيانًا تظهر مرتبكة وأحيانًا أخرى متشككة، بينما كان ترامب يتحدث عن أن المهاجرين القادمين من هايتي في سبرينغفيلد بولاية أوهايو يأكلون الحيوانات الأليفة والقطط، وهو ما دفع المذيع، ديفيد ميور، الذي يدير المناظرة إلى التدخل والتأكيد على أن هذا الكلام "مجرد أكاذيب".
وسرعان ما انتشرت عبارة "إنهم يأكلون الكلاب" عبر آلاف المنشورات على منصة "إكس"، بما في ذلك العديد من الأشخاص الذين شعروا بالارتباك إزاء أهمية الاقتباس في مناظرة رئاسية، وكانت تلك العبارة أكثر ما أثارت ردود الفعل على منصات التواصل الاجتماعي.
You can literally pinpoint the exact moment where Trump lost the debate. pic.twitter.com/yzNV9BCpu9
— Brian Tyler Cohen (@briantylercohen) September 11, 2024
وفي دفعة لحملة هاريس، قالت نجمة البوب، تيلور سويفت، لمتابعيها البالغ عددهم 283 مليونًا على منصة "إنستغرام"، في منشور بعد المناظرة مباشرة، إنها ستدعم هاريس، ومرشحها لمنصب نائب الرئيس، تيم والز، في انتخابات الخامس من تشرين الثاني/نوفمبر المقبل، وحظي المنشور بإعجاب ما يقرب من مليوني شخص في غضون 25 دقيقة، ليرتفع الرقم إلى أكثر من 4.3 مليون إعجاب بعد ساعتين من نشره.
في المقابل، ركز أنصار ترامب على رده الذي تناول خطة هاريس الاقتصادية، قائلًا إنها: "سطحية ومستنسخة من أجندة الرئيس جو بايدن"، وقالت حملة ترامب إن المناظرة التي خاضها ضد هاريس كانت "أفضل مناظرة له على الإطلاق".
واتهمت الحملة مذيعي الشبكة التلفزيونية اللذين أدارا الحوار بـ"التحيز ضده"، وكتب ترامب على وسائل التواصل الاجتماعي: "أعتقد أن هذه كانت أفضل مناظرة لي على الإطلاق، خاصة أنها كانت مواجهة بين ثلاثة ضد واحد!"، وسرعان ما حصل المنشور على 300 ألف إعجاب.
بدورها، نشرت حملة هاريس بيانًا، قالت فيه: "الليلة، سيطرت نائبة الرئيس هاريس على المسرح في كل قضية تهم الشعب الأميركي. رأى الأميركيون بالضبط ما هو نوع الرئيس الذي ستكون عليه كمالا هاريس: شخص يقدم طريقًا جديدًا إلى الأمام للبلاد، ستكون رئيسًا لجميع الأميركيين، وستطوي صفحة الظلام والانقسام الذي مثله دونالد ترامب، مرة واحدة وإلى الأبد"، وذكّرت حملة هاريس الشعب الأميركي بأنها "المرشحة الوحيدة في هذه السباق المستعدة لخدمة بلدنا كقائد عام".
ويقول خبراء استراتيجيون إن وسائل التواصل الاجتماعي تلعب دورًا أكثر أهمية في انتخابات العام الجاري مقارنة بالانتخابات الماضية، وحرص كل من الحزبين الديمقراطي والجمهوري على الاستعانة بصناع محتوى أو مؤثرين للترويج لسياسات حزبهم ومرشحيهم.
وفي هذا الإطار، تقول الأستاذة المساعدة في كلية هوسمان للصحافة والإعلام في جامعة كارولينا الشمالية، شانون ماكجريجور، "على وسائل التواصل الاجتماعي يعبر الناس عما يفكرون به، وتشكل آرائهم".
