كان البابُ خربًا
يبحث عن يدٍ ترمم هيئته العابسة،
لكنني فضّلتهُ مكسورًا لأرى من شقوقه وجه العالم.
الشجرة الّتي كانت تقف بشموخٍ انحنت معترضةً طريق النهر
والحائط ذو اللون الليلكي بقيَ كذلك،
لكنّه لم يعد صالحًا للاتكاء!
والعصفور الّذي كان يزقزقُ قرب نافذتي مطولًا..
مات.
هكذا ببساطة فضّل الموت على أن يأكل دودة وحيدة.
البيوت الّتي تحيطني بدت منهارةً
تمامًا مثل مقابرٍ مهجورة
بلا حارسٍ يواسي وحشة ليلها
والأصدقاء الّذين عوّلت عليهم كثيرًا،
أغلقوا الأبواب بوجهي.. تاركين ليّ علبًا من الذكريات الصدأة
أبلغُ فيها الضفة الأخرى من البداية، أيُ بداية؟
إنها النهاية الّتي أرفضُ أن يكون لها اسمًا جليًا..
النَّاسُ يسيرون إلى الخلف
على خشبةِ الحياةِ بلا تأهبٍ للعرض الأخير.
والحياة تجازف في استقبالِ المزيدِ منهم دون أن تكترث لذائقة الوجود.
وذاتي،
لا تزال تكبر وتكبر بسرعةٍ مخيفةٍ
دون أن تشغل حيزًا من الفراغ
مثل قشةٍ تتقلبُ في كفِ الريحِ كلّما حاولت أن تصير طيرًا ارتطمت بغيمة،
والزورق الَّذي حلمت به مذ كنت طفلةً
صار سفينة الآن
لا تحمل سوى الكبار
وأنا لا زلت طفلة ترى العالم من شقوق بابها المكسور!
اقرأ/ي أيضًا: