لليوم الـ107، تواصل "إسرائيل" تنفيذ مخططها الخبيث الهادف إلى تدمير الحياة في قطاع غزة بهدف دفع سكانه نحو الهجرة، سواء عبر تدمير البنية التحتية والمستشفيات وقتل المدنيين ومنع إدخال المساعدات، أو غيرها من الممارسات التي تعكس عزمها تحويل القطاع المنكوب إلى مكان غير صالح للعيش.
وكما في كل الأيام الماضية، منذ السابع من تشرين الأول/أكتوبر الفائت، قامت مدفعية وطائرات جيش الاحتلال، بعد منتصف الليل وحتى صباح اليوم الأحد، بقصف مناطق متفرقة في القطاع مخلّفةً عشرات الشهداء والجرحى، الذين لم تستطع طواقم الإسعاف والدفاع المدني الوصول إلى بعضهم بسبب القصف الشديد، وغياب الإمكانيات وعدم معرفة الأماكن المستهدفة بسبب انقطاع الاتصالات والإنترنت.
استُشهد عشرات الفلسطينيين، وأُصيب آخرون، جراء القصف الإسرائيلي المدفعي والجوي الذي طال مناطق متفرقة في شمال ووسط وجنوب قطاع غزة
وواصل جيش الاحتلال تصعيده ضد مناطق جنوب قطاع غزة، حيث نفّذت مدفعيته وطائراته الحربية قصفًا عنيفًا ومكثّفًا طال أحياء مدينة خان يونس، ووسط المدينة، وفي محيط مجمع ناصر الطبي، حيث خاضت فصائل المقاومة الفلسطينية اشتباكات ضارية مع قوات الاحتلال التي تسعى إلى التقدّم نحو المستشفى، الذي تعرّضت الأحياء السكنية المحيطة به لقصف عنيف دام ساعات.
واستهدفت مدفعية جيش الاحتلال كذلك بلدتي بني سهيلا وعبسان الجديدة، تزامنًا مع اندلاع اشتباكات عنيفة فيهما. وارتقى عدد من الشهداء، وأُصيب آخرون، في قصف طال مدينة رفح جنوب قطاع غزة، ومخيم الشاطئ غرب مدينة غزة، وحي الزيتون في قلب المدينة.
وتعرّضت عدة مناطق في شمال قطاع غزة لقصف مدفعي وجوي عنيف تركّز على مخيم جباليا، الذي قصفه جيش الاحتلال بالقنابل الفسفورية، ما أدى إلى اشتعال النيران في منازل المدنيين. وقد تزامن ذلك مع اندلاع اشتباكات ضارية بين المقاومة وقوات الاحتلال.
وبحسب آخر إحصائية صادرة عن وزارة الصحة الفلسطينية في قطاع غزة، فقد ارتفع عدد ضحايا العدوان المتواصل منذ السابع من تشرين الأول/أكتوبر الفائت، إلى 24.927 شهيدًا و62.388 مصابًا، أكثر من 70 بالمئة منهم نساء وأطفال.
وقالت الوزارة في بيان مقتضب عبر "تلغرام"، السبت، إن جيش الاحتلال ارتكب خلال الساعات الـ24 الماضية، 14 مجزرة راح ضحيتها 165 شهيدًا و280 مصابًا، ناهيك عمن لا يزال تحت ركام المباني المدمرة، لا تستطيع طواقم الإسعاف والدفاع المدني الوصول إليهم بسبب شدة القصف وغياب الإمكانيات.
ميدانيًا، تتواصل الاشتباكات بين قوات الاحتلال وفصائل المقاومة الفلسطينية في مختلف محاور القتال شمال ووسط وجنوب قطاع غزة، وسط حديث القناة الـ12 الإسرائيلية عن تغيير جيش الاحتلال لأسلوبه القتالي بالقطاع.
ونفّذت فصائل المقاومة، أمس السبت، العديد من العمليات العسكرية ضد قوات الاحتلال، حيث دمّرت "كتائب القسام"، الجناح العسكري لحركة المقاومة الإسلامية "حماس"، آليتين عسكريتين لجيش الاحتلال بشكل كلي أو جزئي، وأوقعت 15 ضابطًا وجنديًا بين قتيل وجريح، واستهدفت مقرات القيادة الميدانية والتحشدات العسكرية بقذائف الهاون، وخاض مقاتلوها 5 اشتباكات ضارية مع قوات الاحتلال دارت معظمها شرق جباليا، ومن نقطة صفر.
وفي سياق متصل، أفادت صحيفة "وول ستريت جورنال" الأمريكية بأن هناك تقديرات استخبارية أمريكية تُشير إلى أن "حركة حماس" تملك ذخائر تكفي لضرب "إسرائيل" لعدة أشهر. كما نقلت عن مسؤولين إسرائيليين قولهم إنه رغم العملية البرية، والقصف الجوي، فإن "إسرائيل" لم تستطع القضاء على "حماس".
إلى ذلك، أعلن جيش الاحتلال الإسرائيلي، صباح اليوم، مقتل جنديين في المعارك الدائرة مع المقاومة الفلسطينية في قطاع غزة، ليرتفع بذلك عدد القتلى المعلن عنهم رسميًا إلى 531 جنديًا منذ السابع من تشرين الأول/أكتوبر الفائت، بينهم 196 جنديًا منذ بداية الهجوم البري أواخر الشهر نفسه.