30-يناير-2024
حي تل الهوى جنوب غزة بعد الغارات الإسرائيلية

(Getty) يواجه النازحون أوضاعًا صعبة تتفاقم يومًا بعد آخر

تدخل الحرب الإسرائيلية العدوانية على قطاع غزة يومها الـ116 وسط الحديث عن تقدّم محادثات وقف إطلاق النار في القطاع، حيث أعلن رئيس الوزراء وزير الخارجية القطري الشيخ محمد بن عبد الرحمن آل ثاني، الإثنين، أن محادثات باريس التي جمعت مسؤولين أمريكيين وقطريين وإسرائيليين ومصريين، أفضت إلى مقترح سيُعرض على "حركة حماس" قد يؤدي إلى وقف دائم لوقف إطلاق النار بغزة.

ويستمر جيش الاحتلال في اليوم الـ116 من عدوانه في استهداف المدنيين وقصف منازلهم إلى جانب استهداف مراكز الإيواء وحصاره لمستشفيات خانيونس، جنوب قطاع غزة، التي تواجه سيناريو مستشفيات شمال القطاع.

وقصف طائرات الاحتلال منذ منتصف الليلة الماضية وحتى صباح اليوم الثلاثاء، مناطق متفرقة من قطاع غزة. وقد تركّز القصف على مدينة خانيونس والمناطق المحيطة بها، حيث استهدفت مدفعية الاحتلال وطائراته الحربية وسط المدينة، وشارع المدرسة في حي الأمل غربًا، ومحيط مقر جمعية الهلال الأحمر الفلسطيني التي أعلنت أن قوات الاحتلال تمنع تحرك السيارات التابعة لها.

رصدت وزارة الصحة الفلسطينية في غزة نحو 700 ألف إصابة بالأمراض المعدية بين النازحين نتيجة الاكتظاظ وهشاشة المأوى وعدم توفر الأطعمة والمشروبات المناسبة والرعاية الطبية

وفي وقت سابق، الإثنين، أعلنت الجمعية عن توقف قسم الجراحة في مستشفى الأمل التابع لها، بخانيونس، بشكل كامل بسبب نفاد مخزون الأوكسجين. وقالت، في بيان مقتضب نُشر على صفحتها في "فيسبوك"، إن جيش الاحتلال يواصل استهدافه وحصاره للمستشفى وسط استمرار القصف وإطلاق النار في محيطه.

وأضاف البيان: "تعامل المستشفى مع ثلاثة شهداء وأربع إصابات حتى اللحظة من النازحين، ولا يزال عدد من الإصابات والشهداء في محيط المستشفى وتعجز طواقمنا عن الوصول إليهم"، وأكد أن الاحتلال يستهدف كل من يتحرك بمحيطه.

ولفت البيان إلى نزوح الكثير من العائلات باتجاه مقر الجمعية ومستشفى الأمل بسبب تهديدات الاحتلال بأوامر اخلاء للقاطنين في محيط المستشفى وحي الأمل.

وطال القصف الإسرائيلي أيضًا حي الجنينة بمدينة رفح جنوب قطاع غزة، ومخيم النصيرات وسط القطاع، وبلدة بيت لاهيا شمالًا حيث تدور اشتباكات عنيفة بين فصائل المقاومة الفلسطينية وقوات الاحتلال التي كثّفت قصفها على المناطق الغربية من البلدة.

وأدى القصف الإسرائيلي المتواصل إلى استشهاد وإصابة عشرات الفلسطينيين لم تستطع طواقم الإسعاف والدفاع المدني من الوصول إلى معظمهم بسبب القصف المتواصل. وأفاد "مراسل التلفزيون العربي"، نقلًا عن مراسله في غزة، بسقوط 20 شهيدًا إثر قصف طائرات الاحتلال منزلًا في حي الصبرة جنوب مدينة غزة.

وكانت وزارة الصحة الفلسطينية في قطاع غزة قد أعلنت، أمس الإثنين، ارتفاع عدد ضحايا العدوان الإسرائيلي المتواصل من السابع من تشرين الأول/أكتوبر الفائت، إلى 26.637 شهيدًا و65.387 مصابًا أكثر من 70 بالمئة منهم نساء وأطفال.

وقال المتحدث باسم الوزارة أشرف القدرة، خلال مؤتمر صحفي، إن جيش الاحتلال ارتكب خلال الساعات الـ24 الماضية 15 مجزرة ضد المدنيين في قطاع غزة راح ضحيتها 215 شهيدًا و300 مصاب، فيما لا يزال عدد من الضحايا تحت الركام وفي الطرقات تمنع قوات الاحتلال طواقم الإسعاف والدفاع المدني من الوصول إليهم.

وأكد القدرة أن قوات الاحتلال تشدّد حصارها على: "مجمع ناصر الطبي ومستشفى الأمل، مما يشل قدرات المنظومة الصحية في إنقاذ الجرحى نتيجة الحصار ونفاد العديد من أدوية التخدير في العناية المركزة ومثبتات العظام ووحدات الدم"، لافتًا إلى أنها ترتكب إعدامات ميدانية بحق المواطنين في خانيونس.

كما أشار إلى أن أوضاع النازحين تفاقمت بشكل كارثي لا يمكن وصفه مع اشتداد الشتاء، وأن الوزارة رصدت نحو 700 ألف إصابة بالأمراض المعدية والجلدية ونزلات البرد والإسهال والتهاب الكبد الوبائي بين النازحين نتيجة الاكتظاظ، وهشاشة المأوى، وعدم توفر الأطعمة والمشروبات المناسبة، والرعاية الطبية المطلوبة.