يقترب العدوان على قطاع غزة من دخول شهره السادس وسط استمرار تعثّر مفاوضات وقف إطلاق النار بين "إسرائيل" وحركة المقاومة الإسلامية "حماس"، رغم ما يُشاع في وسائل الإعلام الأمريكية، وما يصرّح به المسؤولون الأمريكيون أيضًا، عن اقتراب التوصل إلى صفقة لتبادل الأسرى والمحتجزين ووقف إطلاق النار قبل حلول شهر رمضان.
وصباح اليوم الأربعاء، أعلنت "حركة حماس" أنها ستواصل التفاوض عبر الوسطاء للوصول إلى اتفاق لوقف إطلاق النار يحقق مطالب الشعب الفلسطيني ومصالحه.
وقالت الحركة، في بيان عبر "تلغرام"، إنها أبدت: "المرونة المطلوبة بهدف الوصول إلى اتفاق يقضي بوقف شامل للعدوان على شعبنا".
وأضافت: "غير أن الاحتلال لا زال يتهرب من استحقاقات هذا الاتفاق، وخاصة ما يحقق الوقف الدائم لإطلاق النار وعودة النازحين والانسحاب من القطاع وتوفير احتياجات شعبنا"، مؤكدةً أنها ستواصل: "التفاوض عبر الإخوة الوسطاء للوصول إلى اتفاق يحقق مطالب شعبنا ومصالحه".
الأونروا: الرضع في غزة يموتون ببطء أمام أنظار العالم، و17 ألف طفل أصبحوا أيتامًا في القطاع
ويأتي البيان بعد دعوة كل من الرئيس الأمريكي جو بايدن، ووزير خارجيته أنتوني بلينكن، الثلاثاء، إلى القبول بوقف فوري لإطلاق النار في قطاع غزة قبل حلول شهر رمضان.
وكان القيادي في "حركة حماس"، أسامة حمدان، قد اتهم "إسرائيل"، مساء أمس الثلاثاء، بـ"المماطلة" بشأن التوصل إلى اتفاق لوقف إطلاق النار في قطاع غزة.
وقال حمدان، في مؤتمر صحفي في بيروت، إن: "إسرائيل ليست معنية بوقف العدوان ولا بإطلاق سراح الأسرى"، مضيفًا: "نؤكد للصهاينة وللولايات المتحدة أن ما عجزوا عن فرضه في الميدان، لن يأخذوه بمكائد السياسة، مهما كانت أشكال التحايل والضغوط التي يوظفونها".
وتابع: "لن نسمح بأن يكون مسار المفاوضات مفتوحًا بلا أفق مع استمرار العدوان وحرب التجويع ضد شعبنا، أو غطاء لمواصلته ارتكاب المزيد من جرائمه بحق المدنيين العزل، أو لكسب الوقت للمضي في حرب الإبادة ضد شعبنا".
جيش الاحتلال يرفع وتيرة القصف
في غضون ذلك، يواصل جيش الاحتلال الإسرائيلي، لليوم الـ152، عدوانه على قطاع غزة المحاصر والمنكوب الذي تعرّض منذ ما بعد منتصف الليلة الماضية وحتى صباح اليوم الأربعاء لقصف عنيف ومكثّف أسفر عن استشهاد وإصابة العشرات.
وتركّز القصف الإسرائيلي خلال هذه المدة على المنطقة الوسطى من قطاع غزة، حيث شنّت طائرات الاحتلال عدة غارات على مدينة دير البلح استهدفت إحداها منزلًا لعائلة "العطار" مخلّفةً ما لا يقل عن 3 شهداء وعشرات الجرحى.
واستشهد 3 مواطنين، وأُصيب آخرون، في قصف طال منزلًا لعائلة "أبو عرب" في مخيم البريج وسط القطاع. كما تعرّض مخيم النصيرات لقصف مدفعي وجوي عنيف تزامن مع اشتباكات عنيفة دارت بين فصائل المقاومة الفلسطينية وقوات الاحتلال في منطقة المغراقة.
وفي جنوب قطاع غزة، شنّت طائرات الاحتلال عدة غارات على مدينة رفح، بالتزامن مع قصف مدفعي مكثّف استهدف المدينة التي فتحت آليات الاحتلال النيران تجاه المناطق الشرقية منها.
وتعرّضت مدينة خانيونس بدورها لقصف مدفعي وجوي عنيف. وأفادت وسائل إعلام محلية بنسف قوات الاحتلال مجمعًا سكنيًا بالمدينة، وقصفها لمدينة حمد السكنية التي فرضت عليها حصارًا مطبقًا.
غارة إسرائيلية تستهدف منطقة الشوكة شرقي مدينة #رفح.. مزيد من التفاصيل مع مراسل التلفزيون العربي أحمد البطة@Bata99m pic.twitter.com/VICkco7Fgs
— التلفزيون العربي (@AlarabyTV) March 6, 2024
وتحدّثت وسائل إعلام عن قصف مدفعية الاحتلال حي الزيتون جنوب شرق مدينة غزة، وفتح مروحياته النار تجاه المنطقة الشرقية من المدينة.
واليوم الأربعاء، قالت وزارة الصحة الفلسطينية في قطاع غزة إن عدد ضحايا العدوان الإسرائيلي المتواصل على القطاع، منذ السابع من تشرين الأول/أكتوبر الفائت، قد ارتفع إلى 30.717 شهيدًا و72.156 مصابًا.
وأضافت الوزارة، في تقريرها الإحصائي اليومي، أن قوات الاحتلال ارتكبت خلال الـ24 ساعة الماضية 9 مجازر ضد المدنيين في قطاع غزة راح ضحيتها 86 شهيدًا و113 مصابًا. فيما لا يزال العديد من الضحايا إما تحت الركام أو في الطرقات تمنع قوات الاحتلال وصول طواقم الإسعاف أو الدفاع المدني إليهم.
وكان المكتب الإعلامي الحكومي بغزة قد أعلن، أمس الثلاثاء، ارتفاع عدد الشهداء الصحفيين إلى 133 شهيدًا بعد ارتقاء المذيع والصحفي في قناة "الأقصى" محمد سلامة، في قصف استهدف منزلًا في مدينة دير البلح وسط قطاع غزة.
17 ألف طفل أصبحوا أيتامًا
أما على صعيد الأوضاع الإنسانية، فلا تزال المجاعة في قطاع غزة تشدد وتهدد حياة أهالي القطاع بعدما حصدت أرواح 16 طفلًا فقدوا حياتهم نتيجة الجفاف وسوء التغذية.
وقالت منظمة الصحة العالمية، أمس الثلاثاء، إن معظم الأطفال دون سن الثانية في شمال قطاع غزة يواجهون فقرًا غذائيًا حادًا.
وأفاد ممثل المنظمة في الأرض الفلسطينية المحتلة بأن سوء التغذية يمثّل: "تهديدًا كبيرًا لسكان غزة وخاصة الأطفال الصغار"، ويمكن: "أن يؤدي إلى هزال وعواقب لا يمكن علاجها".
وأضاف أن: "90 بالمائة من الأطفال دون سن الثانية و95 بالمئة من الحوامل والمرضعات بشمال غزة يواجهون فقرًا غذائيًا حادًا"، لافتًا إلى أن: "12 مستشفى فقط في غزة تعمل بشكل جزئي، 6 في الشمال و6 في الجنوب وإن 23 مستشفى توقف عن العمل بشكل كامل".
من جهتها، أعلنت وكالة الأمم المتحدة لغوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين "أونروا" أن الرضع في قطاع غزة يموتون ببطء أمام أنظار العالم.
وقالت الوكالة، في بيان عبر حسابها على منصة "إكس"، أمس الثلاثاء، إن 17 ألف طفل أصبحوا أيتامًا في غزة منذ السابع من تشرين الأول/أكتوبر الفائت.
ولفتت إلى أن واحد من كل ستة أطفال تحت الثانية، في شمال قطاع غزة، يعانون من سوء التغذية الحاد. كما أشارت إلى أن: "الرضع يموتون ببطء أمام أنظار العالم".
