لليوم الـ198، تواصل "إسرائيل" عدوانها على قطاع غزة وسط استمرار خذلان المجتمع الدولي للقطاع وأهله المحاصرين بين الموت والجوع، ومواصلة الولايات المتحدة دعمها للاحتلال الذي أقر مجلس النواب الأمريكي، مساء أمس السبت، حزمة مساعدات له بقيمة 26.4 مليار دولار.
ودخل العدوان يومه الـ198 على وقع مجزرة مروعة في مدينة رفح، جنوب قطاع غزة، معظم ضحاياها من الأطفال، حيث أسفر قصف طائرات الاحتلال لمنزلين وسط وشرقي المدينة عن استشهاد 8 فلسطينيين بينهم 5 أطفال.
وقالت المديرية العامة للدفاع المدني بغزة إن طواقهما ما زالت تحاول انتشال عدد من الشهداء، والبحث عن مفقودين، بعد استهداف طائرات الاحتلال لبناية سكنية من عدة طوابق لعائلة "عبد العال" في شارع جورج شرق مدينة رفح.
انتشلت فرق الدفاع المدني بغزة، أمس السبت، 50 جثة شهيد من مختلف الفئات والأعمار في مجمع ناصر الطبي بمدينة خانيونس
وشنّت طائرات الاحتلال عدة غارات على منطقتي الزهراء والمغراقة شمال مخيم النصيرات وسط قطاع غزة، بينما تعرّضت مدينة دير البلح لقصف مدفعي مكثّف استمر عدة ساعات.
وفي مدينة غزة، شنّت طائرات الاحتلال عدة غارات عنيفة طالت المناطق الشرقية والغربية من المدينة الأكثر تضررًا من العدوان المتواصل على القطاع منذ أكثر من ستة أشهر، لم يتوقف الاحتلال خلالها عن قتل المدنيين وتجويعهم.
وأعلنت المديرية العامة للدفاع المدني في غزة أن فرقها ستقوم، عند الساعة التاسعة من صباح اليوم الأحد، بعملية انتشال لعدد كبير من جثامين الشهداء التي تم اكتشافها في مقبرة جماعية، بعد دفن قوات الاحتلال لهم داخل مجمع ناصر الطبي في خانيونس، جنوب القطاع.
وكانت المديرية قد أعلنت، أمس السبت، أنها انتشلت 50 جثة شهيد من مختلف الفئات والأعمار: "كانت قد جمعتهم قوات الاحتلال ودفنتهم بشكل جماعي داخل مجمع ناصر الطبي، وما زالت طواقمنا مستمرة في عمليات البحث وانتشال باقي الشهداء خلال الأيام المقبلة، حيث ما زال هناك عدد كبير منهم".
أما بالنسبة لعدد ضحايا العدوان المتواصل على القطاع منذ أكثر من 6 أشهر، فلا يزال في ارتفاع مستمر، حيث أعلنت وزارة الصحة الفلسطينية بغزة، أمس السبت، ارتفاع عدد ضحايا العدوان إلى 34.049 شهيدًا و76.901 إصابة.
وقالت الوزارة، في تقريرها الإحصائي اليومي، إن قوات الاحتلال ارتكبت خلال الساعات الـ24 الماضية 4 مجازر بحق المدنيين في قطاع غزة وصل من ضحاياها إلى المستشفيات 37 شهيدًا و68 مصابًا.
وأضافت أنه لا يزال هناك العديد من الضحايا تحت الركام وفي الطرقات لا تستطيع طواقم الإسعاف والدفاع المدني الوصول إليهم.
مراسل التلفزيون العربي أحمد البطة: غارات إسرائيلية على منطقة المغراقة شمالي مخيم النصيرات وسط قطاع #غزة@Bata99m pic.twitter.com/OsOEkHtXZS
— التلفزيون العربي (@AlarabyTV) April 21, 2024
حرب التجويع لا تزال مستمرة
إنسانيًا، أكد المكتب الإعلامي الحكومي في قطاع غزة استمرار "إسرائيل" في حرب التجويع ومنع إدخال المساعدات الإنسانية إلى القطاع، مؤكدا تناقض وعدم دقة تصريحات الولايات المتحدة بشأن هذه المسألة.
وحمّل المكتب، في بيان، أمس السبت، الإدارة الأمريكية والاحتلال الإسرائيلي استمرار تجويع أهالي قطاع غزة ومنع إدخال المساعدات بطريقة انسيابية.
وأضاف البيان: "ما زالت حرب الإبادة الجماعية التي يشنها الاحتلال الإسرائيلي متواصلة على قطاع غزة ضد المدنيين والأطفال والنساء، وما زالت الإدارة الأمريكية تنخرط في هذه الحرب من خلال إمداد الاحتلال بالصواريخ والقنابل القاتلة وتعطي جيش الاحتلال الضوء الأخطر لارتكاب المزيد من المجازر والجرائم ضد المدنيين، بل وتتماهى مع رواية الاحتلال الكاذبة، وتنشر أخبارًا زائفة ليس لها رصيد من الواقع، والتي كان آخرها بخصوص إدخال المساعدات إلى قطاع غزة".
وأوضح البيان أن وزير الخارجية الأمريكي، أنتوني بلينكن، ومديرة الوكالة الأمريكية للتنمية، سامانثا باور: "زعما أن عدد الشاحنات التي تدخل إلى قطاع غزة وصل إلى 400 شاحنة يوميًا وهذا غير صحيح، كما زعم الرئيس الأمريكي أن قطاع غزة دخله 3000 شاحنة خلال أسبوعين وهذا غير صحيح أيضًا".
وقال المكتب إن ما دخل إلى قطاع غزة منذ بداية شهر نيسان/أبريل الجاري وحتى أمس السبت، هو 3.814 شاحنة، بمعدل 200 شاحنة في اليوم الواحد، موضحًا أن: "غالبيتها مساعدات غير أساسية، أي أنها نصف ما تتحدث عنه الإدارة الأمريكية".
وتابع البيان: "إننا نحمل الإدارة الأمريكية والاحتلال "لإسرائيلي مسؤولية استمرار سياسة وحرب التجويع، وإخضاع المدنيين إلى الضغط من خلال منع إدخال المساعدات بطريقة انسيابية كما كفلها القانون الدولي والقانون الدولي الإنساني، والذي يعتبر استخدام التجويع كسلاح من أسلحة وأساليب الحرب؛ يعتبره جريمة من الجرائم ضد الإنسانية".
الولايات المتحدة تواصل تمويل العدوان على غزة
وفي سياق متصل، أقر مجلس النواب الأمريكي، مساء أمس السبت، وبأغلبية 366 صوتًا مقابل 58، حزمة مساعدات مالية جديدة لدولة الاحتلال بقيمة 26.4 مليار دولار تُساهم في إطالة أمد العدوان على قطاع غزة.
وذكرت صحيفة "هآرتس" الإسرائيلية، في وقت سابق، أن "إسرائيل" ستستخدم هذه المساعدات لتجديد أنظمة الدفاع الصاروخي "القبة الحديدية" و"مقلاع داود"، وشراء أنظمة أسلحة متقدمة، و"تحسين إنتاج وتطوير المدفعية والذخيرة".
تفاصيل تصويت الكونغرس الأميركي على حزمة مساعدات بقيمة 95 مليار دولار لـ #أوكرانيا وإسرائيل و #تايوان pic.twitter.com/RQ7MeNAYAV
— التلفزيون العربي (@AlarabyTV) April 20, 2024
وفي سياق آخر، أفاد موقع "واللا" الإسرائيلي، أمس السبت، نقلًا عن 3 مصادر أمريكية، بأنه: "من المتوقع أن يعلن وزير الخارجية الأمريكي، أنتوني بلينكن، خلال الأيام المقبلة عن عقوبات ضد كتيبة نيتسح يهودا الإسرائيلية، على خلفية انتهاك حقوق الإنسان في الضفة".
وبحسب المصادر، فإن هذه العقوبات، وهي الأولى من نوعها، ستمنع: "نقل مساعدات عسكرية أمريكية إلى كتيبة نيتسح يهودا، وستمنع جنودها وضباطها من المشاركة في التدريبات مع الجيش الأمريكي، أو المشاركة في أنشطة تتلقى تمويلًا أمريكيًا".