27-أبريل-2024
مخيم البريج

(epa) استُشهد ما لا يقل عن 14 فلسطينيًا خلال الساعات القليلة الماضية

يعيش أهالي قطاع غزة يومًا آخر من القصف والرعب، الذي يخيّم على حياتهم منذ 204 أيام شهدوا خلالها من المآسي ما تعجز الكلمات عن وصفه، وفقدوا أكثر من 34 ألفًا من أبنائهم، فيما أُصيب ما يزيد عن 76 ألفًا، وفُقد ما يقرب من 10 آلاف.

ولم يختلف اليوم الـ204 من العدوان عما سبقه، إذ واصل جيش الاحتلال قصف القطاع الذي سوّى منازله بالأرض، وجعل منه مساحة ممتدة من الخراب على مرأى ومسمع العالم، الذي لم يستطع إجباره على وقف الحرب.

وأسفر القصف الإسرائيلي على القطاع، خلال الساعات القليلة الماضية، عن استشهاد وإصابة عشرات الفلسطينيين، حيث استُشهد 8 أشخاص وأُصيب آخرون في قصف استهدف منزلًا لعائلة "الجد" في مخيم 2 بالنصيرات وسط قطاع غزة، حيث شنّت طائرات الاحتلال عدة غارات على مناطق متفرقة بينها منطقة الزوايدة.

قال مسؤول إسرائيلي إن نتنياهو يحاول عرقلة التوصل إلى اتفاق لوقف إطلاق النار وتبادل الأسرى والمحتجزين مع فصائل المقاومة الفلسطينية

وأفادت مصادر محلية بتضرر 9 منازل، بشكل كبير، جراء القصف الذي استهدف المنزل السابق في مخيم 2 بالنصيرات. وفي شمال غزة، أطلقت آليات الاحتلال نيران رشاشاتها تجاه جباليا وبيت لاهيا.

وفي جنوب قطاع غزة، استُشهد 6 أشخاص بينهم أطفال، وأُصيب آخرون، جراء غارة استهدفت منزلًا لعائلة "عوض الله" في الحي السعودي غرب مدينة رفح. كما قصفت طائرات الاحتلال مخيم يبنا، وسط رفح، وجنوب مدينة خانيونس.

وأفادت وزارة الصحة الفلسطينية في قطاع غزة، أمس الجمعة، بارتفاع عدد ضحايا العدوان المتواصل منذ السابع من تشرين الأول/أكتوبر الفائت، إلى 34.356 شهيدًا، و77.386 مصابًا.

وقالت، في تقريرها الإحصائي اليومي، إن جيش الاحتلال ارتكب خلال الساعات الـ24 الماضية، 5 مجازر ضد العائلات في قطاع غزة وصل من ضحاياها إلى المستشفيات 51 شهيدًا و75 مصابًا. فيما لا يزال هناك العديد من الضحايا إما تحت الركام أو وفي الطرقات لا تستطيع طواقم الإسعاف والدفاع المدني الوصول إليهم.

شاحنات المساعدات أقل من المطلوب

وفي الأثناء، تتفاقم الأزمة الإنسانية في قطاع غزة وسط تحذيرات من مجاعة وشيكة في شمال القطاع بحلول أيار/مايو المقبل. وذلك في الوقت الذي يواجه فيه الأهالي تحديات أخرى متعلقة بارتفاع درجات الحرارة وانتشار الأمراض والأوبئة.

وقال المكتب الإعلامي الحكومي بغزة، أمس الجمعة، إن عدد شاحنات المساعدات التي وصلت إلى القطاع، خلال هذا الأسبوع، بلغ 1063 شاحنة، بواقع 205 شاحنة دخلت من معبر رفح، و858 من معبر كرم أبو سالم، فيما لم يدخل إلى شمال قطاع غزة سوى 49 شاحنة فقط.

وأكد رئيس المكتب، سلامة معروف، أن هذا العدد: "هو أقل بكثير من احتياج شعبنا، سيما شمال غزة، وهو يتنافى مع التصريحات الأميركية والإسرائيلية التي تتحدث عن زيادة شاحنات المساعدات وتزعم إدخال 300 شاحنة مساعدات يوميًا".

وعلى الصعيد المحلي، أفادت بلدية بيت لاهيا، في شمال غزة، بأن الاحتلال دمّر 70 بالمئة من آبار المياه شمال غزة، و50 بالمئة من مضخات الصرف الصحي، بالإضافة إلى جميع المحاصيل الزراعية في المدينة، التي تعتبر السلة الغذائية الأولى في القطاع.

نتنياهو يريد عرقلة اتفق التهدئة

وفي ما يخص صفقة تبادل الأسرى والمحتجزين ووقف إطلاق النار بغزة، فقد ذكرت وسائل إعلام مصرية أن وفدًا أمنيًا مصريًا وصل إلى تل أبيب، أمس الجمعة، لبحث إطار شامل لوقف إطلاق النار في قطاع غزة.

وأفادت قناة "القاهرة الإخبارية"، نقلًا عن مصدر مصري رفيع المستوى، بأن وفدًا أمنيًا مصريًا يضم مجموعة من المختصين بالملف الفلسطيني قد وصل إلى تل أبيب، أمس الجمعة، لمناقشة: "إطار شامل لوقف إطلاق النار في غزة"، مشيرةً إلى حدوث: "تقدم ملحوظ في تقريب وجهات النظر بين الوفدين المصري والإسرائيلي" بخصوص ذلك.

في المقابل، قالت صحيفة "يديعوت أحرونوت" الإسرائيلية إن الوفد المصري: "يحمل مقترحًا لبلاده يتناول إطلاق سراح جميع الأسرى الإسرائيليين في غزة، وإطلاق سراح المئات من الأسرى الفلسطينيين، ووقف إطلاق النار لمدة عام". وذكرت قناة "كان" الإسرائيلية، نقلًا عن مسؤول إسرائيلي مشارك في المفاوضات، أن: "المحادثات مع المصريين جرت بروح طيبة، وكانت بناءة من حيث رغبة الطرفين في التوصل إلى اتفاق".

وأضاف أن مصر تسعى للتوصل إلى اتفاق، وقال إن "إسرائيل": "أعطت الضوء الأخضر لجميع الشروط المقدمة تقريبًا، وأصرت على إطلاق سراح 33 أسيرا في غزة".

وفي سياق متصل، نقلت "هيئة البث الإسرائيلية" الرسمية، عن مسؤول إسرائيلي، أمس الجمعة، أن رئيس حكومة الاحتلال بنيامين نتنياهو: "لا يريد التوصل إلى اتفاق على الإطلاق، ويوجد الصعوبات، ويضع العراقيل".

وقال المسؤول إنه: "من الممكن التوصل إلى اتفاق (مع الفصائل الفلسطينية) خلال الأيام القليلة المقبلة"، لكن نتنياهو: "طلب دراسة صفقة شاملة بهدف عرقلة مجريات التوصل إلى اتفاق في الوقت الحالي".

وذكرت الهيئة أن الأجهزة الأمنية في "إسرائيل" تعتقد بأن هذه الفرصة الأخيرة لإعادة المحتجزين من غزة، وقد قال المسؤول إن: "المؤسسة الأمنية وأغلبية المستوى السياسي يريدون إعطاء الضوء الأخضر للاقتراح الجديد الذي تروج له مصر".

وقالت حركة المقاومة الإسلامية "حماس"، فجر اليوم السبت، إن الحركة تسلّمت اليوم: "رد الاحتلال الصهيوني الرسمي على موقف الحركة الذي سلم للوسطاء المصري والقطري في الثالث عشر من أبريل. وستقوم الحركة بدراسة هذا المقترح وحال الانتهاء من دراسته ستسلم ردها".