يواصل الاحتلال الإسرائيلي عدوانه على قطاع غزة، ويشتد هجومه الجوي والبري على مخيم جباليا وسط مقاومة قوية، فيما يتقدم الاحتلال بشكلٍ تدريجي من شرق مدينة رفح. وفي اليوم الـ221 من العدوان، فإن المساعدات الإنسانية تبقى عند حدودها الدنيا، مع سيطرة الاحتلال على كافة حدود القطاع المحاصر.
وأعلنت وزارة الصحة في غزة، ارتكاب الاحتلال الإسرائيلي 8 مجازر في القطاع وصل منها إلى المستشفيات 82 شهيدًا و234 جريحًا خلال 24 ساعة. مما يرفع حصيلة العدوان الإسرائيلي إلى 35173 شهيدًا و79061 جريحًا منذ بدء العدوان.
بدورها، قالت منظمة "هيومن رايتس ووتش": إن "السلطات الإسرائيلية تستخدم التجويع كأسلوب حرب في قطاع غزة".
ارتكب الاحتلال الإسرائيلي 8 مجازر في القطاع وصل منها إلى المستشفيات 82 شهيدًا و234 جريحًا خلال 24 ساعة
وعلى صعيد القصف، أعلنت مصادر طبية في القطاع، عن استشهاد 14 فلسطينيًا بينهم أطفال، وإصابة العشرات، بعد قصف الاحتلال لمنزل مكون من ثلاثة طوابق يعود لعائلة كراجة جنوب مخيم النصيرات وسط القطاع. وتحدثت مصادر عدة عن كون المنازل يضم عائلات نازحة.
وقال الناطق باسم الدفاع المدني في غزة للتفزيون العربي: إن "إصابات الأطفال بليغة جدًا في القصف الإسرائيلي على منزل بمخيم النصيرات وسط قطاع غزة"، مضيفًا أن "الاحتلال الإسرائيلي يستخدم أسلحة محرمة دوليًا في قصف المنازل بقطاع غزة".
ووصل 4 شهداء إلى مستشفى شهداء الأقصى جراء استهداف الاحتلال مدرسة بمخيم النصيرات.
كما شن الطيران الحربي الاسرائيلي، غارة على منزل في أرض بكر غربي مدينة غزة، وقصفت مدفعية الاحتلال مدينة بيت لاهيا شمال غرب قطاع غزة، وواصلت مدفعية الاحتلال قصف مخيم جباليا شمالًا بشكل عنيف.
واستمر الاحتلال عدوانه على مخيم جباليا، إذ رصد توغل دبابات الاحتلال تجاه وسط المخيم، مع استمرار تدمير المنازل من الجو.
واستشهدت طفلة في استهداف منزل قرب مدرسة الفالوجا بمخيم جباليا شمالي غزة. ويتواصل القصف المدفعي الإسرائيلي على منازل مخيم جباليا.
وتكثف القصف المدفعي وغارات الاحتلال الإسرائيلي على حي الزيتون شرقي مدينة غزة، مع توغل بري جديد في الحي.
وقالت مصادر محلية، إن سكان رفح تلقوا المزيد من أوامر الإخلاء عبر المكالمات الهاتفية والرسائل النصية، مما دفع المزيد من الأشخاص اليائسين إلى مغادرة المدينة، ونزح ما بين 360000 إلى 500000 فلسطيني من رفح في الأسبوع الماضي.
وعلى الصعيد السياسي في هجوم الاحتلال على رفح، قال وزير الخارجية المصري سامح شكري، لوزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن، إن استمرار العمليات العسكرية الإسرائيلية في غزة، وخاصة في رفح، المدينة الحدودية بين مصر والقطاع، ينطوي على "مخاطر أمنية جسيمة".
جاء ذلك بعد أن أطلع وزير الأمن الإسرائيلي يوآف غالانت، بلينكن على العملية العسكرية الإسرائيلية في رفح، والسيطرة على المعبر الحدودي. وجاء في البيان الصادر عن مكتب غالانت أنه في مكالمة هاتفية خلال الليل، "ناقشا التطورات في غزة... والعملية المحددة في منطقة رفح ضد ما تبقى من كتائب حماس، أثناء تأمين المعبر"، وفق البيان.
المكتب الإعلامي الحكومي في غزة للعربي: لا توجد مستشفيات تعمل في شمال القطاع ومحافظة #غزة pic.twitter.com/VJbUjKOrGm
— التلفزيون العربي (@AlarabyTV) May 14, 2024
تدمير الحياة في غزة
وأوضح مدير مستشفى أبو يوسف النجار في للتلفزيون العربي: أن "الاحتلال وضع المستشفيات في المنطقة الحمراء ويهدد الطواقم الطبية بالتصفية الجسدية"، مشيرًا إلى أن جيش الاحتلال الإسرائيلي يستهدف مستشفيات رفح بشكل مباشر.
وأضاف الطبيب مروان الهمص في حديث لـ"العربي" أن قوات الاحتلال تستهدف كل من يتحرك في محيط المستشفى. مؤكدًا على أن مستشفى غزة الأوروبي سيتوقف عن الخدمة خلال ساعات قليلة نتيجة نفاد الوقود.
ولفت النظر إلى أن أعداد الشهداء ستتضاعف إذا خرجت باقي المستشفيات عن الخدمة خلال ساعات.
بدوره، قال مدير مستشفى كمال عدوان للتلفزيون العربي: إن "المنظومة الصحية في شمال قطاع غزة شبه منهارة وظروف العمل صعبة جدًا". وأضاف: "نطالب المنظمات الدولية بإرسال المستلزمات الطبية والأدوية لإنقاذ الأرواح في شمال القطاع".
وقال مدير المكتب الإعلامي الحكومي في غزة إسماعيل الثوابتة للتلفزيون العربي: إنه لا توجد مستشفيات تعمل في شمال القطاع ومحافظة غزة. وأشار إلى أن مئات الآلاف من الجرحى والمرضى معرضون للموت جراء التضييق على المستشفيات.
وأكد على أن جيش الاحتلال يأمر النازحين بمغادرة مراكز الإيواء من دون تحديد وجهة آمنة. وتابع أن "الاحتلال مستمر في مجازره وإبادته الجماعية لسكان القطاع وسط صمت دولي".
وقالت وزارة الصحة في غزة، يوم الإثنين، إن النظام الصحي في القطاع المدمر قد ينهار قريبًا. وأضافت الوزارة: "ساعات قليلة تفصلنا عن انهيار النظام الصحي في قطاع غزة نتيجة عدم إدخال الوقود اللازم لتشغيل مولدات الكهرباء في المستشفيات وسيارات الإسعاف وموظفي النقل".
واستهدف جيش الاحتلال الإسرائيلي، يوم أمس، مركبة أممية في شرقي رفح، مما أدى إلى اسشتهاد موظف أممي وجرح موظفة أخرى كانت معه.
وفي هذا السياق، قالت منظمة "هيومن رايتس ووتش"، إن الجيش الإسرائيلي نفذ ما لا يقل عن ثماني غارات على قوافل إنسانية ومنشآتها في غزة منذ تشرين الأول/أكتوبر، حتى بعد أن قدمت منظمات الإغاثة إحداثياتها إلى السلطات الإسرائيلية.
وقالت "هيومن رايتس ووتش" إن الجيش الإسرائيلي لم يصدر تحذيرات لمنظمات الإغاثة قبل الغارات التي أسفرت عن مقتل أو إصابة 31 شخصًا على الأقل.
اعتراض صاروخ أطلق من قطاع #غزة بعد دوي صفارات الإنذار في عسقلان.. التفاصيل مع مراسل العربي أحمد جرادات@JaradatAhmad1 pic.twitter.com/X3SIZ0FOJX
— التلفزيون العربي (@AlarabyTV) May 14, 2024
بدورها، قالت مديرة "هيومن رايتس ووتش" بلقيس ويلي: "من ناحية، تمنع إسرائيل الوصول إلى الإمدادات الإنسانية الحيوية المنقذة للحياة، ومن ناحية أخرى، تهاجم القوافل التي تنقل بعض الكميات الصغيرة التي تسمح بدخولها. ويجب على القوات الإسرائيلية على الفور إنهاء هجماتهم على منظمات الإغاثة، ويجب أن تكون هناك محاسبة على هذه الجرائم".
وخلص تقرير "هيومن رايتس ووتش" إلى أن "هذه الهجمات لها تأثير مروع على الجهود المبذولة لتقديم المساعدات المنقذة للحياة في غزة".
وقالت المتحدثة باسم برنامج الأغذية العالمي التابع للأمم المتحدة عبير عطيفة، يوم الإثنين، إن 38 شاحنة طحين وصلت عبر معبر إيريز، إلى شمال غزة. وكانت إسرائيل قد أعلنت عن فتح المعبر يوم الأحد.
وأشارت عطيفة إلى أن برنامج الأغذية العالمي يوزع المواد الغذائية من مخزونه المتبقي في منطقتي خانيونس ودير البلح إلى الشمال. وأضافت أنه داخل رفح، لم تتمكن سوى منظمتين شريكتين مع برنامج الأغذية العالمي من توزيع المواد الغذائية، ولم تكن هناك أي مخابز تعمل في المدينة. موضحةً: "توقفت غالبية عمليات التوزيع بسبب أوامر الإخلاء والنزوح ونفاد الطعام. الوضع أصبح غير مستدام على نحو متزايد".
وفي سياق متصل، دان البيت الأبيض الهجوم الذي شنه مستوطنون إسرائيليون على قافلة مساعدات كانت متجهة إلى غزة، حيث ألقوا طرودًا من المواد الغذائية على الطريق وأضرموا النار في المركبات.
وأظهر مقطع فيديو للهجوم الذي وقع، يوم الإثنين، عند حاجز ترقوميا غرب الخليل بالضفة الغربية، مستوطنين يغلقون الطرق على الشاحنات ويرمون صناديق الإمدادات التي تشتد الحاجة إليها في غزة. وأظهرت صور من مكان الحادث أكوامًا من طرود المساعدات المتضررة وانجراف الأرز والدقيق على الطريق.
وهذه ليست المرة الأولى التي يحاول فيها المستوطنون وقف تدفق المساعدات إلى غزة، التي تأتي في سياق محاولة منع وقوع مجاعة في القطاع المحاصر.
#أونروا: حوالي 300 ألف شخص نزحوا مجددًا من #رفح خلال الأسبوع الماضي، مع بدء الهجوم الإسرائيلي. pic.twitter.com/C84TuIi9eC
— Ultra Sawt ألترا صوت (@UltraSawt) May 13, 2024
اشتباك مستمر
وأعلنت كتائب الشهيد عز الدين القسام عن استهداف 16 دبابة ميركافا إسرائيلية وناقلة جند وجرافة بـ"قذائف الياسين 105"، وعبوات "شواظ"، وقذيفة "P29"، وفي مرة واحدة على الأقل تم إسقاط القذائف من طائرة مُسيّرة، وأعلن عن العمليات كلها في مخيم جباليا وشرق مدينة رفح.
أمّا على صعيد القصف بالهاون، فقد أعلنت القسام عن عملية بالاشتراك مع سرايا القدس تجاه معبر رفح، ومن ثم أعلنت عن عمليات قصف أخرى تجاه قوات الاحتلال في المعبر. بالإضافة إلى قصف قوات الاحتلال في شرقي مخيم جباليا عدة مرات، واستهداف تجمعات إسرائيلية في شارع 8 بحي الزيتون جنوبي مدينة غزة.
كما أعلن عن قنص جندي إسرائيلي خلف مدارس معسكر جباليا شمال قطاع غزة.
وقال الناطق باسم القسام أبو عبيدة، إنه "نتيجة القصف الصهيوني الهمجي خلال العشرة أيام الماضية انقطع اتصالنا مع مجموعة من مجاهدينا تحرس أربعة من الأسرى الصهاينة من بينهم الأسير هيرش جولدبيرغ بولين".
في المقابل، أعلنت سرايا القدس عن رشقة صاروخية تجاه عسقلان، بالإضافة إلى تفجير عبوات وعمليات قنص واستهداف للآليات الإسرائيلية في محاور التوغل الإسرائيلي.
وأعلن حزب الله اللبناني، عن تنفيذ 7 عمليات قصف وإطلاق صواريخ تجاه المعسكرات الإسرائيلية على الحدود الشمالية.