28-مايو-2024
قصف على رفح ومجزرة مستمرة

(Getty) قصف إسرائيلي على رفح صباح اليوم الثلاثاء

يدخل العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة يومه الـ235، وبعد يوم من مجزرة الخيام في رفح، ويكرر جيش الاحتلال قصفه على المكان نفسه، ويواصل إنهاء ما تبقى من المنظومة الصحية في قطاع غزة، مع هجومه على مستشفيات رفح.

وبعد يوم من مجزرة الخيام في حي تل السلطان غربي رفح، كرر جيش الاحتلال قصفه على المنطقة ذاتها، مما أدى إلى سقوط 7 شهداء على الأقل داخل خيام النازحين.

قال وكيل وزارة الصحة المساعد في غزة للتلفزيون العربي: إن "محافظة رفح تفقد كل الخدمات الطبية بعد خروج مستشفى الكويت عن الخدمة"

وفي الوقت نفسه، توسع آليات الاحتلال العسكرية توغلها على نحو مفاجئ في رفح تحت غطاء ناري كثيف، وصولًا إلى منطقة "تل زعرب" غربي المدينة. كما وصل القصف المدفعي الإسرائيلي إلى مبنى المستشفى الإندونيسي في حي تل السلطان غربي مدينة رفح. واستهداف متواصل في حيي تل السلطان والسعودي.

وأعلنت إذاعة جيش الاحتلال، صباح اليوم، عن إسرائيل تدفع بلواء إضافي إلى رفح ليرتفع عدد الألوية بالمدينة إلى 6 ألوية من جيش الاحتلال، وذلك بعد أيام من قرار العدل الدولية بوقف العملية العسكرية في رفح.

وأفادت مصادر محلية بأن حصيلة شهداء الليلة الماضية في رفح، وصلت 16 شهيدًا على الأقل. مع حالة نزوح واسع في المدينة، على خلفية توسيع توغل جيش الاحتلال.

وخلال يوم أمس، قالت وزارة الصحة في غزة: إن "إسرائيل ارتكبت 7 مجازر ضد عائلات بالقطاع وصل منها للمستشفيات 66 شهيدًا و383 جريحًا".

وفي السياق نفسه، أعلن مدير مستشفى الكويت التخصصي في رفح: "خروج المستشفى عن الخدمة بسبب توسيع العملية العسكرية الإسرائيلية في محافظة رفح".

بدوره، قال وكيل وزارة الصحة المساعد في غزة للتلفزيون العربي: إن "محافظة رفح تفقد كل الخدمات الطبية بعد خروج مستشفى الكويت عن الخدمة"، وأضاف: "عدد كبير جدًا من الجرحى يصلون إلى المستشفيات وطواقمنا عاجزة عن خدمتهم".

وأوضح وكيل وزارة الصحة المساعد في غزة للعربي: "حجم المساعدات التي تدخل القطاع لا تغطي الاحتياجات الهائلة".

يواصل جيش الاحتلال هجومه على مخيم جباليا، إذ يسيطر على مسجد الخلفاء في المخيم، ويجري عمليات حفر وتجريف في داخله، بالإضافة إلى الاستمرار في حصار مستشفى كمال عدوان.

وسقط شهداء وجرحى بقصف نفذته مُسيّرات إسرائيلية على مجموعة من الفلسطينيين بمنطقة الفالوجا في جباليا شمال قطاع غزة.

وأفادت مصادر طبية باستشهاد عدد من الفلسطينيين بينهم أطفال، وإصابة عدد آخر في قصف الاحتلال على منزل في سوق البريج وسط قطاع غزة.

كما أعلنت مصادر طبية عن سقوط شهداء وعدد من الإصابات بعد غارة إسرائيلية على منزل بمخيم البريج وسط قطاع غزة، واستشهد فلسطينيان على الأقل إثر قصف الاحتلال منزلًا لعائلة الغصين في حي الدرج بمدينة غزة.

وأعلنت وزارة الداخلية في قطاع غزة، يوم الإثنين، استشهاد ثلاثة عناصر من الشرطة، بينهم ضابط، في غارة إسرائيلية استهدفت مخيم النصيرات وسط القطاع.

وأفادت الوزارة في بيان: "استشهد ضابط وعنصران من جهاز الشرطة جراء استهدافهم من قبل طائرات الاحتلال الإسرائيلي صباح اليوم، خلال قيامهم بواجبهم في مساندة المواطنين في مخيم النصيرات في ظل العدوان المتواصل على شعبنا".

كما أعلن عن استشهاد جندي مصري في تبادل لإطلاق النار بين عناصر من الجيشين المصري وجيش الاحتلال عند معبر رفح الحدودي، جنوب قطاع غزة، يوم الإثنين.

أميركا تتفهم إسرائيل وانتقادات لبايدن

طلبت إدارة بايدن من إسرائيل اتخاذ كل الاحتياطات اللازمة لحماية المدنيين بعد غارة رفح يوم أمس، وقال متحدث باسم مجلس الأمن القومي: "لإسرائيل الحق في ملاحقة حماس، ونحن نفهم أن هذه الضربة قتلت اثنين من كبار إرهابيي حماس المسؤولين عن هجمات ضد المدنيين الإسرائيليين". وأضاف "لكن كما أوضحنا، يجب على إسرائيل أن تتخذ كل الاحتياطات الممكنة لحماية المدنيين.

وأشار إلى أن البيت الأبيض يتواصل بشكل فعال مع الجيش الإسرائيلي والشركاء في الميدان لتقييم ما حدث في رفح.

ووصفت النائبة الديمقراطية البارزة في مجلس النواب ألكساندريا أوكازيو كورتيز، يوم الإثنين، القصف الإسرائيلي بأنه "فظاعة لا يمكن الدفاع عنها"، وأضافت: "لقد مضى وقت طويل على أن يفي الرئيس بكلمته، ويعلق العمل بالمساعدات العسكرية".

وقالت النائبة الأميركية أيانا بريسلي: "صور مروعة ومؤلمة خرجت من رفح الليلة الماضية". وتساءلت "إلى متى ستبقى الولايات المتحدة متفرجة، بينما يذبح الجيش الإسرائيلي الأطفال الفلسطينيين ويشوههم؟".

وصفت النائبة رشيدة طليب، الأمريكية من أصل فلسطيني، رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو بأنه "مهووس بالإبادة الجماعية".

بدورها، قالت وزيرة الخارجية البلجيكية: "اتفقنا مع بوريل ومجلس الاتحاد على الاجتماع مع إسرائيل لتقييم مدى التزامها باحترام حقوق الإنسان"، وذلك على خلفية المطالبة بفرض عقوبات على إسرائيل.

وقال الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون إنه "غاضب" من الهجمات الإسرائيلية الأخيرة. وأضاف: "هذه العمليات يجب أن تتوقف. لا توجد مناطق آمنة في رفح للمدنيين الفلسطينيين".

وقالت وزيرة الخارجية الألمانية أنالينا بيربوك ومسؤول السياسة الخارجية بالاتحاد الأوروبي جوزيب بوريل إنه يجب احترام حكم محكمة العدل الدولية.

وقال بيربوك: "إن القانون الإنساني الدولي ينطبق على الجميع، وكذلك على سلوك إسرائيل في الحرب".

من جانبها، قالت الحكومة الكندية إنها "شعرت بالرعب" من الغارة الجوية القاتلة في رفح، ودعت إلى وقف فوري لإطلاق النار.

وأوضحت وزيرة الخارجية ميلاني جولي في منشور على "إكس": "كندا لا تدعم العملية العسكرية الإسرائيلية في رفح. هذا المستوى من المعاناة الإنسانية يجب أن ينتهي".

بدوره، دان الأمين العام للأمم المتحدة أنتونيو غوتيريش هجوم الجيش الإسرائيلي على مخيم النازحين في رفح، ويدعو إلى "إنهاء هذا الرعب".

ووصفت كاثرين راسل، رئيسة منظمة الأمم المتحدة للطفولة (اليونيسيف)، المجزرة الإسرائيلية يوم الأحد في رفح، بأنها "غير معقولة". وقالت: "إن صور الأطفال والعائلات المحروقة الخارجة من الخيام المقصوفة في رفح تصدمنا جميعًا. إن ما تردد عن مقتل أطفال يحتمون في خيام مؤقتة هو أمر غير معقول. على مدى أكثر من 7 أشهر، شهدنا هذه المأساة تتكشف، مما أدى إلى مقتل أو إصابة آلاف الأطفال".

تجديد المفاوضات وتحرك محدود

وكشفت هيئة البث الإسرائيلية عن أن إسرائيل ستسلم مقترحها بشأن صفقة التبادل إلى الوسطاء اليوم الثلاثاء. مشيرةً إلى أن المقترح الإسرائيلي بشأن صفقة التبادل صاغه فريق التفاوض، ووافق عليه مجلس الحرب، رغم أن ممثل الجيش في فريق التفاوض لم يشارك في اجتماع مجلس الحرب الأحد.

وفي هذا السياق، قال رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو: "لست مستعدًا لإنهاء الحرب على غزة، ولن أرفع راية الاستسلام"، وزعم أن ما يقال حول عدم منحه الصلاحيات لفريق التفاوض بشأن صفقة لإعادة الأسرى "كذبة دنيئة"، وذلك خلال كلمة له في الكنيست.

من جانبها، القيادي في حماس أسامة حمدان، خلال مؤتمر صحفي له، إن "العدو الإسرائيلي يتخذ المدنيين هدفًا لحربه الإجرامية"، مضيفًا: "إذا كانت صواريخ العدو الإسرائيلي دقيقة كما يقول، فهذا يعني أنه يتعمد قتل الأطفال والنساء".

وأكد أسامة حمدان على أن الحركة لم تتسلم حتى الآن أي مقترح من الوسطاء من أجل إعادة بحث صفقة التبادل.

صعوبة في التوزيع

قالت مصادر لـ"رويترز" إن أكثر من 100 شاحنة مساعدات تمكنت من الوصول إلى قطاع غزة بحلول صباح يوم الاثنين، بعد اتفاق بين مصر والولايات المتحدة، على إعادة توجيه المساعدات عبر معبر كرم أبو سالم الحدودي، لكن الإمدادات لم يتم توزيعها وسط هجوم إسرائيلي مستمر.

وقالت مصادر أمنية مصرية لـ"رويترز" إن 123 شاحنة مساعدات عبرت الحدود وسلمت البضائع إلى الأمم المتحدة. لكن مسؤولين من الأمم المتحدة وفلسطينيين قالوا لـ"رويترز" إن الشاحنات الفلسطينية التي ذهبت لنقل المساعدات عند المعبر عادت فارغة.

وقال مسؤول بالأمم المتحدة في غزة إن "الشاحنات مرت لكن لم يكن من الممكن جمعها وتوزيعها بسبب غارات القوات الجوية الإسرائيلية خلال الليل".