06-يونيو-2024
مجزرة النصيرات

(Getty) الاحتلال يوسع من عدوانه على وسط قطاع غزة

يواصل الاحتلال الإسرائيلي عدوانه على قطاع غزة، لليوم الـ244، بالمجازر التي تستهدف النساء والأطفال ومراكز الإيواء، وبينما يتقدم جيش الاحتلال بشكلٍ بري تجاه المناطق الوسطى وبالتزامن مع العدوان على رفح، ارتكب مجزرة في مدرسة بمخيم النصيرات.

ارتكب جيش الاحتلال الإسرائيلي، فجر اليوم الخميس، مجزرة في مدرسة تابعة لوكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين "الأونروا" كان يتواجد فيها مئات النازحين بمخيم النصيرات وسط قطاع غزة، إذ أدت إلى استشهاد وإصابة العشرات بجروح.

وأفادت مصادر محلية بأن عدد الشهداء نتيجة القصف على المدرسة التي تضم عائلات نازحة في مخيم 2 بالنصيرات، وعلى منزل في المخيم، وصل إلى 40.

الاحتلال ارتكب مجزرة باستهداف مدرسة في مخيم النصيرات، أدت إلى سقوط 40 شهيدًا معظمهم من الأطفال والنساء

واستهدف طيران جيش الاحتلال المدرسة بشكلٍ مباشر، في ظل توغله البري في مناطق وسط القطاع، وإصدار أوامر إخلاء.

وأقر جيش الاحتلال باستهداف المدرسة في مخيم النصيرات، زاعمًا استخدامها من قبل المقاومة الفلسطينية، رغم سقوط عشرات الضحايا من النساء والأطفال في الاستهداف.

وقال المكتب الإعلامي الحكومي في غزة للتلفزيون العربي، إن ادعاءات الاحتلال بمحاولة تفادي قتل المدنيين في المدرسة بالنصيرات عارية عن الصحة، مضيفًا: "لا وجود للمقاتلين الذين يدعي الاحتلال بتواجدهم في المدرسة التي استهدفها بالنصيرات".

وشنت مدفعية الاحتلال قصفًا عنيفًا طال المنطقة الشرقية من مخيم البريج وسط القطاع، كما أطلقت طائرة "كواد كابتر" الحربية الإسرائيلية النار في المخيم.

وتجدد قصف مدفعية الاحتلال على شرق مخيمي البريج والمغازي وسط قطاع غزة، فيما استهدفت مدفعية الاحتلال المتمركزة في محور "نتساريم" بعدة قذائف المنازل في حي تل الهوا جنوب غرب مدينة غزة وحي الزيتون جنوب شرق المدينة.

كما شن الطيران الحربي الاسرائيلي غارات على أحياء مدينة رفح الشرقية والوسطى تزامنًا مع قصف مدفعي، فيما أطلقت آليات الاحتلال النار بكثافة صوب المنازل شرق مدينة خانيونس جنوب قطاع غزة، وأطلقت مدفعية الاحتلال قذائفها تجاه منازل المواطنين شرق بلدة القرارة شمال شرق مدينة خانيونس جنوب قطاع غزة.

بدوره، أكد المتحدث باسم مستشفى شهداء الأقصى في خانيونس للتلفزيون العربي: "خروج أحد مولدي الكهرباء عن العمل دفعنا لتخفيف الضغط على بعض الأقسام"، وأضاف: "استقبلنا 101 من الشهداء جراء القصف الإسرائيلي على مناطق المحافظة الوسطى".

بدوره، أكد المتحدث باسم مستشفى غزة الأوروبي للعربي: إنه "لم يعد هناك أي مستشفى في رفح يمكنه تلبية احتياجات المواطنين".

إسرائيل تفاوض بالقصف

وجددت إسرائيل، يوم الأربعاء، رفضها وقف العدوان على غزة من أجل الدفع في محادثات التبادل. وقال وزير الأمن الإسرائيلي يوآف غالانت في تصريحات نقلتها وسائل الإعلام الإسرائيلية بعد أن طار بطائرة حربية: "أي مفاوضات مع حماس لن تتم إلا تحت إطلاق النار".

بدوره، قال رئيس المكتب السياسي لحركة حماس إسماعيل هنية، إن الحركة وفصائل المقاومة ستتعامل بجدية وإيجابية مع أي اتفاق يقوم على الوقف الشامل للعدوان والانسحاب الكامل وتبادل الأسرى. وأضاف: "حماس تدير المفاوضات متسلحة بهذا الموقف الذي يمثل إرادة شعبنا ومقاومته الباسلة".

وبحسب موقع "أكسيوس"، التقى رئيس الوزراء القطري ومدير المخابرات المصرية في الدوحة، يوم الأربعاء مع كبار مسؤولي حماس لمناقشة الاقتراح الإسرائيلي بشأن اتفاق التبادل ووقف إطلاق النار.

ووصل مدير وكالة المخابرات المركزية بيل بيرنز إلى الدوحة مساء الثلاثاء للاجتماع مع الوسطاء القطريين والمصريين، بما في ذلك رئيس الوزراء القطري الشيخ محمد بن عبد الرحمن آل ثاني ومدير المخابرات المصرية عباس كامل.

حياة الأطفال تحت التهديد

قالت منظمة الأمم المتحدة للطفولة (يونيسف)، يوم الخميس، إن تسعة من كل عشرة أطفال في غزة لا يستطيعون تناول العناصر الغذائية من مجموعات غذائية كافية لضمان نموهم وتطورهم بشكل صحي.

وأوضحت اليونيسف: "في قطاع غزة، أدت أشهر من الأعمال العدائية والقيود المفروضة على المساعدات الإنسانية إلى انهيار النظامين الغذائي والصحي، مما أدى إلى عواقب كارثية على الأطفال وأسرهم".

وأشارت إلى أن خمس مجموعات من البيانات التي تم جمعها بين كانون الأول/ديسمبر 2023 ونيسان/أبريل 2024 وجدت أن 9 من كل 10 أطفال في قطاع غزة، يعانون من فقر غذائي حاد.

وقالت اليونيسف: "هذا دليل على التأثير المروع للصراع والقيود على قدرة الأسر على تلبية احتياجات الأطفال الغذائية، والسرعة التي يعرض بها الأطفال لخطر سوء التغذية الذي يهدد حياتهم".

يواجه قطاع غزة تفشيًا غير مسبوق للأمراض هذا الصيف بسبب أكوام النفايات المتعفنة بسبب الحرارة المرتفعة، مما يزيد من معاناة السكان الذين يعانون بالفعل من نقص الغذاء، وفقًا لمنظمة العمل ضد الجوع.

وقالت فينيا ديامانتي، منسقة مشروع الطوارئ في المنظمة، لـ "رويترز" إن إدارة القمامة هي أحد اهتماماتها الرئيسية، لأنه لا يمكن إزالتها من المنطقة التي مزقتها الحرب، ولا يستطيع السكان الوصول إلى مكبات النفايات.

وأوضحت ديامانتي "هذه الكمية من النفايات الصلبة في جميع أنحاء القطاع تسبب مشاكل متعددة تتعلق بالنظافة والصرف الصحي".

وأضافت: "نخشى ظهور أمراض لم تظهر في القطاع من قبل، وتؤثر على كافة السكان، خاصة في فصل الصيف الذي ترتفع فيه درجات الحرارة".

وقالت شبكة نظام الإنذار المبكر بالمجاعة (Fews Net)، ومقرها الولايات المتحدة، إنه "من الممكن، إن لم يكن من المحتمل أن المجاعة في شمال غزة بدأت في نيسان/أبريل". وقالت منظمتان تابعتان للأمم المتحدة إن أكثر من مليون شخص "من المتوقع أن يواجهوا الموت والجوع" بحلول منتصف تموز/يوليو.

ووجد تقرير Fews Net أنه "بغض النظر عما إذا تم الوصول إلى عتبات المجاعة (المرحلة 5) أو تجاوزها بشكل نهائي أم لا، فإن الناس يموتون لأسباب مرتبطة بالجوع في جميع أنحاء غزة. إن سوء التغذية الحاد بين الأطفال مرتفع للغاية وسيؤدي ذلك إلى آثار فسيولوجية دائمة".

وأوضحت: "لا تزال الخسائر في الأرواح على نطاق واسع مرتبطة بالنتائج القريبة من عتبات المجاعة، وإذا طال أمدها على مدى فترة طويلة من الزمن، فإن الخسائر المتراكمة في الأرواح قد تصل إلى مستويات من المحتمل أن تكون عالية أو أعلى (اعتمادًا على المدة) مقارنة بالخسائر في الأرواح المرتبطة بالمجاعة".

وقال مسؤول الشؤون الإنسانية بالأمم المتحدة مارتن غريفيث، في منشور على "إكس"، إنه "لم يتم بذل الكثير لتجنب تفاقم الكارثة في غزة، وأصبح توصيل المساعدات شبه مستحيل".

وأضاف: "نحن لسنا قريبين من المكان الذي يجب أن نكون فيه. نحن بحاجة إلى فتح جميع المعابر الحدودية. نحن بحاجة إلى الوصول الآمن ودون عوائق. نحن بحاجة إلى إعطاء الأولوية للمساعدات الإنسانية".

كما حذر برنامج الأغذية العالمي ومنظمة الأغذية والزراعة، في تقريرهما عن بؤر الجوع الساخنة حول انعدام الأمن الغذائي العالمي، من الخسائر البشرية الناجمة عن الجوع، حتى دون إعلان المجاعة.

وقال التقرير: "في غياب وقف الأعمال العدائية وزيادة إمكانية الوصول للمساعدات، فإن التأثير على الوفيات وحياة الفلسطينيين الآن، وفي حياة الأجيال القادمة، سيزداد بشكل ملحوظ كل يوم، حتى لو تم تجنب المجاعة على المدى القريب".