07-يونيو-2024
العدوان متواصل على غزة

(Getty) مدرسة النصيرات التابعة للأونروا بعد قصفها من طيران الاحتلال

اليوم الـ245 من العدوان الإسرائيلي على غزة، الشهر الثامن من القصف الإسرائيلي المتواصل على غزة، والاحتلال يوسع عدوانه في وسط القطاع ورفح، ويواصل قصف الشمال، بينما تقف غزة على حافة المجاعة، وبعدما صار القطاع ساحة ركام واسعة، تضم آلاف الجثث في داخلها. ومع عداد شهداء يرتفع كل لحظة، وإصابات مهددة بالانضمام إلى الشهداء، فإن الولايات المتحدة تجد الحرج بالضغط على إسرائيل لوقف إطلاق النار.

وعلى صعيد القصف، أعلن عن سقوط 8 شهداء وعشرات الإصابات، فجر اليوم الجمعة، في قصف إسرائيلي على مدينة ومخيم المغازي وسط القطاع، في ظل عدوان الاحتلال البري على المناطق الوسطى من قطاع غزة.

وأفادت مصادر محلية، بسقوط 5 شهداء في قصف على على مبنى بلدية النصيرات وسط القطاع، كان من بينهم رئيس البلدية إياد المغاربي.

في ظل جمود مفاوضات التهدئة وصفقة التبادل، فإن القصف الإسرائيلي لا يتوقف

كما أعلن عن سقوط شهيدين في قصف قوات الاحتلال على مركبة بمخيم النصيرات. بالإضافة إلى سقوط شهيد وعدد من الجرحى في استهداف الاحتلال برجًا سكنيًا في دير البلح وسط قطاع غزة.

وقالت مصادر محلية، إنه قصف الاحتلال أسفر عن سقوط شهيدين بالقرب من منطقة أبو هولي جنوب دير البلح وسط قطاع غزة. وأصيب 5 على الأقل في استهداف مُسيّرة إسرائيلية مجموعة من المواطنين في منطقة خزاعة شرقي خانيونس.

وأكدت مصادر صحيفة، نهاية يوم أمس، نقل أكثر من 60 شهيدًا إلى مستشفى شهداء الأقصى منذ صباح الخميس.

كما رصد تجدد القصف المدفعي الإسرائيلي على مخيم البريج ومناطق شرق دير البلح وسط قطاع غزة.

وفي شمال القطاع، أشارت المصادر إلى سقوط شهيدين في قصف إسرائيلي استهدف حي الصبرة في مدينة غزة. 

كما أعلن عن سقوط 5 شهداء وإصابات في قصف طائرة مُسيّرة على تجمع بمخيم الشاطئ غربي مدينة غزة.

من جانبه، قال الدفاع المدني في غزة للتلفزيون العربي: إن "قوات الاحتلال تواصل إغلاق مناطق كاملة في رفح وتمنع طواقمنا من دخولها".

بدوره، قال مدير المكتب الإعلامي الحكومي بغزة إسماعيل الثوابتة للعربي: "أكثر من 3 آلاف طفل يعانون من سوء تغذية في القطاع والاحتلال يعمل وفق خطة ممنهجة لإخراج المنظومة الصحية عن الخدمة".

إسرائيل ترفض مقترح مجلس الأمن

أثارت روسيا والصين، مخاوف اليوم الخميس بشأن مشروع قرار أميركي يدعم اقتراحًا قدمه جو بايدن، لوقف إطلاق النار في غزة.

وقال دبلوماسيون إن الجزائر العضو العربي الوحيد في المجلس أشارت أيضًا إلى أنها غير مستعدة لدعم النص. ووزع مشروع قرار من صفحة واحدة على مجلس الأمن الدولي المكون من 15 عضوًا يوم الإثنين ونسخة معدلة يوم الأربعاء.

وترحب المسودة الحالية باقتراح وقف إطلاق النار، وتصفه بأنه "مقبول" لإسرائيل، "وتدعو حماس إلى قبوله أيضًا، وتحث الطرفين على التنفيذ الكامل لشروطه دون تأخير ودون شروط".

ويورد التقرير بعض تفاصيل الاقتراح، إذ يتحدث عن "وقف كامل لإطلاق النار" في قطاع غزة كجزء من المرحلة الأولى و"وقف دائم للأعمال العدائية" في المرحلة الثانية "بموجب اتفاق الطرفين". لكن دبلوماسيين قالوا إن بعض أعضاء المجلس أثاروا تساؤلات حول ما إذا كانت إسرائيل قد قبلت بالفعل الخطة ويريدون من المجلس أن يلتزم بالقرار الذي طرح في آذار/مارس بوقف فوري لإطلاق النار والإفراج غير المشروط عن جميع الرهائن.

واقترحت روسيا تعديلات على النص الأميركي، تتضمن دعوة كل من حماس وإسرائيل لقبول الاقتراح والمطالبة بوقف فوري وغير مشروط ودائم لإطلاق النار تحترمه جميع الأطراف.

وتريد موسكو أيضًا أن تؤكد المسودة على أن المرحلة الأولى من وقف إطلاق النار ستظل قائمة طالما استمرت المفاوضات بشأن المرحلة الثانية، مما يعكس التصريحات التي أدلى بها بايدن الأسبوع الماضي.

من جانبها، تحدثت مصادر إسرائيلية، عن عدم قبول تل أبيب صيغة القرار الأميركي المطروحة على مجلس الأمن.

إسبانيا تحاكم إسرائيل

قال وزير الخارجية الإسباني خوسيه مانويل ألباريس، يوم الخميس، إن إسبانيا طلبت التدخل في قضية الإبادة الجماعية التي رفعتها جنوب أفريقيا ضد تصرفات إسرائيل في غزة أمام محكمة العدل الدولية.

وتنضم إسبانيا إلى مجموعة من الدول الأخرى التي قالت إنها ترغب في التدخل بما في ذلك أيرلندا، التي اعترفت رسميًا مع إسبانيا والنرويج بالدولة الفلسطينية الأسبوع الماضي.

وقال الباريس إن مدريد تريد دعم محكمة العدل الدولية في تنفيذها لإجراءات من بينها إصدار أمر لإسرائيل بوقف عمليتها العسكرية في رفح بجنوب غزة، لكنه لم يقدم تفاصيل تذكر عما سيتضمنه التدخل المطلوب.

وأضاف "إننا نقوم بذلك (طلب التدخل) بسبب التزامنا بالقانون الدولي، ورغبتنا في دعم المحكمة في عملها وتعزيز الأمم المتحدة، ودعم دور المحكمة باعتبارها الكيان القانوني الأقصى في النظام".

وأوضح: "نريد دعم المحكمة في تنفيذ الإجراءات الاحترازية، وخاصة وقف العمليات العسكرية في رفح من أجل استعادة السلام، ووقف العقبات أمام دخول المساعدات الإنسانية ووقف تدمير البنية التحتية المدنية".

جمود المفاوضات

وحول مفاوضات صفقة التبادل والتهدئة، قال القيادي في حماس أسامة حمدان للتلفزيون العربي: "لسنا معنيين بمناقشة الرد الإسرائيلي بل باستجابة الجانب الإسرائيلي لمقترح الوسطاء"، مضيفًا: "الحركة غير مستعدة لبحث أي أفكار جديدة لا تتضمن إنهاء العدوان وانسحاب الاحتلال وإعادة الإعمار".

وتابع: "تلقينا وعودًا من الوسطاء باستمرار جهودهم للدفع باتجاه المطالب التي ننادي بها"، واستمر في القول: "لا يمكن الرهان على المواقف الإسرائيلية المتخبطة التي يتباين المسؤولون الإسرائيليون فيما بينهم بشأنها".

وأوضح حمدان: "الرد الإسرائيلي منقسم وهناك تصريحات متضاربة من المسؤولين أنفسهم. والأميركيون شركاء في العدوان وليسوا وسطاء يمكن الاعتماد عليهم والكرة الآن والرد في ملعب الوسطاء والإسرائيليين".

وأشار حمدان إلى أن "الاحتلال لا يريد وقف العدوان ولا وجود لضمانات عن تجاوبه مع جهود الوسطاء"، وأكد على رفض الحركة "بحث أي أفكار جديدة قبل موافقة الجانب الإسرائيلي على مقترح الوسطاء". مشيرًا إلى أن "بايدن تراجع وأصبح يتحدث عن ورقة إسرائيلية بدلا من مقترح جديد".

وحول مطالبة الولايات المتحدة حركة حماس بالموافقة على مقترح وقف إطلاق النار، قال حمدان: "واشنطن كانت شريكة في الجريمة منذ اللحظة الأولى ولذلك تلقي باللوم كله على حماس". ختم بالقول: "هناك إرادة جادة من حماس والوسطاء في قطر ومصر مقابل تعنت إسرائيلي وميوعة في الموقف الأميركي".

وصدر بيان وافقت عليه الولايات المتحدة وبريطانيا وفرنسا وألمانيا وإسبانيا من بين 17 دولة يدعو حماس إلى قبول الصفقة.

وأصدر البيت الأبيض بيانًا باسم عدد من الدول يدعو حماس إلى الموافقة على "اتفاق لوقف إطلاق النار وإطلاق سراح الرهائن".

وجاء في البيان: "باعتبارنا قادة الدول التي تشعر بالقلق العميق بشأن الرهائن الذين تحتجزهم حماس في غزة، بما في ذلك العديد من مواطنينا، فإننا ندعم بالكامل التحرك نحو وقف إطلاق النار واتفاق إطلاق سراح الرهائن المطروح الآن على الطاولة وكما حدده الرئيس بايدن في 31 أيار/مايو 2024. لا وقت لنضيعه. إننا ندعو حماس إلى إغلاق هذا الاتفاق، الذي إسرائيل مستعدة للمضي قدمًا فيه، والبدء في عملية إطلاق سراح مواطنينا".

وأضاف البيان: "هذا الاتفاق من شأنه أن يؤدي إلى وقف فوري لإطلاق النار وإعادة تأهيل غزة إلى جانب ضمانات أمنية للإسرائيليين والفلسطينيين، وإتاحة فرص لسلام طويل الأمد أكثر استدامة وحل الدولتين. وفي هذه اللحظة الحاسمة، ندعو قادة إسرائيل وكذلك حماس إلى تقديم أي تنازلات نهائية ضرورية لإبرام هذه الصفقة وتوفير الراحة لأسر الرهائن لدينا، وكذلك لأسر كلا جانبي هذا الصراع الرهيب، بما في ذلك السكان المدنيين. لقد حان وقت انتهاء الحرب وهذه الصفقة هي نقطة البداية الضرورية".

وقال البيت الأبيض إن البيان صدر عن "قادة الولايات المتحدة والأرجنتين والنمسا والبرازيل وبلغاريا وكندا وكولومبيا والدنمارك وفرنسا وألمانيا وبولندا والبرتغال ورومانيا وصربيا وإسبانيا وتايلاند والمملكة المتحدة". 

قال مصدران أمنيان مصريان لـ"رويترز" إن المحادثات التي يشارك فيها وسطاء من قطر ومصر والولايات المتحدة بهدف التوصل إلى وقف لإطلاق النار بين إسرائيل وحركة حماس، لم تظهر أي علامة على تحقيق انفراجة يوم الخميس.

جرائم مستمرة

قال فيليب لازاريني، المفوض العام للأونروا، إن 6000 نازح فلسطيني كانوا يحتمون بمدرسة الأونروا في مخيم النصيرات للاجئين التي قصفتها إسرائيل ليل الأربعاء، واصفًا ذلك بأنه "يوم مروع آخر في غزة".

وأوضح لازاريني: "كانت المدرسة تؤوي 6000 نازح عندما تعرضت للقصف. إن الادعاءات بأن الجماعات المسلحة ربما كانت موجودة داخل الملجأ صادمة. لكننا غير قادرين على التحقق من هذه الادعاءات. إن الهجوم على مباني الأمم المتحدة أو استهدافها أو استخدامها لأغراض عسكرية يشكل تجاهلًا صارخًا للقانون الإنساني الدولي. ويجب حماية موظفي الأمم المتحدة ومبانيها وعملياتها في جميع الأوقات".

ومنذ بدء الحرب في غزة، تم استهداف أكثر من 180 مبنى تابعا للأونروا، وقُتل أكثر من 450 نازحًا نتيجة لذلك.

وتقوم الأونروا بمشاركة إحداثيات جميع مرافقها، بما في ذلك هذه المدرسة، مع الجيش الإسرائيلي. وقال الفموض العام للأونروا: "إن استهداف مباني الأمم المتحدة أو استخدامها لأغراض عسكرية لا يمكن أن يصبح هو القاعدة الجديدة. ويجب أن يتوقف هذا الأمر ويجب محاسبة جميع المسؤولين عنه".

بدورها، قالت منظمة أوكسفام: "إن الهجوم الإسرائيلي على مدرسة تابعة للأمم المتحدة، والذي أدى إلى تهجير المدنيين قسرًا في غزة مرة أخرى، قد يرقى إلى مستوى انتهاك خطير بموجب القانون الدولي. وقُتل العشرات من الأشخاص - بمن فيهم الأطفال - أثناء نومهم".

وأضافت: "إنه لأمر مخز أن وقف إطلاق النار لم يتم التوصل إليه بعد، وأن تكون إسرائيل قد انتهكت القانون الدولي مرة أخرى مع الإفلات التام من العقاب. وهذا الكابوس الذي لا هوادة فيه يجب أن يتوقف الآن - ليس في غضون أيام قليلة، وليس في غضون بضعة أسابيع. ويجب حماية المدنيين في غزة، ويجب على زعماء العالم أن يمنعوا إسرائيل من مواصلة هذه المذبحة وأن يوفروا لهم الغطاء السياسي للقيام بذلك".

كما ردت منظمة الإغاثة الإسلامية على القصف الإسرائيلي، قائلة: "إننا نشعر بالغضب إزاء هجوم مروع آخر على الأسر التي تحاول العثور على مأوى في غزة، مع ورود أنباء عن مقتل العشرات نتيجة القصف الإسرائيلي لمدرسة تديرها الأمم المتحدة حيث يحتمي آلاف النازحين. تحدث هذه الفظائع بوتيرة صادمة مع الإفلات من العقاب".

وأضافت: "وفي الأسابيع القليلة الماضية، أمرت إسرائيل أكثر من مليون فلسطيني بالرحيل، ثم حرمتهم من المساعدات وقصفتهم أثناء لجوئهم إلى الخيام أو الفصول الدراسية في المدارس أو على جانب الطريق. ليس لدى الناس في غزة مكان آمن يذهبون إليه".

وأوضحت: "لقد تحدثت الحكومات الدولية وزعماء العالم مرارًا وتكرارًا عن الخطوط الحمراء، ثم فشلوا في التحرك بعد مذبحة أخرى. ويجب عليهم استخدام كل نفوذهم ونفوذهم للمطالبة بوضع حد لهذه الهجمات ووقف فوري لإطلاق النار".