06-يونيو-2024
تقديرات إسرائيلية: المعركة مع حماس طويلة والجيش ليس مستعدًا لحرب مع لبنان

(Getty) أكدت مصادر إسرائيلية اختراق مجموعة من كتائب القسّام، المنطقة العازلة التي يقيمها الاحتلال في غزة

تتحدث مصادر أميركية وإسرائيلية عن اتخاذ المقاومة الفلسطينية وحركة حماس، تكتيكات عسكرية مغايرة عن تلك التي نفذت بداية العدوان. وجاءت هذه التصريحات قبيل تنفيذ الجناح المسلح لحماس عملية عسكرية خلف حدود قطاع غزة، فجر الخميس. يترافق مع ذلك تصعيد متواصل من جبهة جنوب لبنان.

وزعمت المصادر الأميركية والإسرائيلية، إلى تمكن جيش الاحتلال من اغتيال نصف أعضاء الجناج العسكري لحماس، وهو معلومة لم تأكدها مصادر من حركة حماس.

حماس أظهرت قدرتها على الانسحاب بسرعة بعد الهجمات، والاحتماء، وإعادة تنظيم صفوفها، ثم الظهور مرة أخرى في المناطق التي تعتقد إسرائيل أنها خالية من المسلحين

وقال أحد المسؤولين إن مقاتلي حماس يتجنبون الآن إلى حد كبير المناوشات المستمرة، ويعتمدون بدلًا من ذلك على الكمائن والقنابل لضرب أهداف غالبًا ما تكون "خلف خطوط العدو". وقال المسؤولون الأميركيون، إن مثل هذه التكتيكات يمكن أن تؤدي إلى استمرار حماس لأشهر قادمة.

وقال بيتر ليرنر المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي لـ"رويترز" إن "الجيش الإسرائيلي ما زال بعيدًا عن تدمير حماس". وأشار إلى أن الجيش يحاول التكيف مع "تكتيكات حماس"، وأقر بأن "إسرائيل لا تستطيع استهداف كل مقاتل من حماس أو تدمير كل أنفاق حماس".

وأضاف "لا يوجد هدف على الإطلاق لقتل كل عناصر حماس على الأرض. وهذا ليس هدفًا واقعيًا. تدمير حماس كسلطة حاكمة هو هدف عسكري قابل للتحقيق ويمكن تحقيقه".

وقال مسؤول في الإدارة الأميركية إن حماس أظهرت قدرتها على الانسحاب بسرعة بعد الهجمات، والاحتماء، وإعادة تنظيم صفوفها، ثم الظهور مرة أخرى في المناطق التي تعتقد إسرائيل أنها خالية من المسلحين.

وفي عملية صباح الخميس، أكدت مصادر إسرائيلية اختراق مجموعة من كتائب القسّام، المنطقة العازلة التي يقيمها الاحتلال في غزة، ومحاولة استهداف قاعدة عسكرية في جنوب القطاع، نظرًا لنوعية التسليح الذي حملته المجموعة، التي تمكن عنصر منها على الأقل من العودة إلى غزة دون استهدافه.

وأشارت صحيفة "هآرتس" إلى أن اشتباكات وقعت مع المجموعة المهاجمة، التي تمكنت من الانسحاب إلى قطاع غزة، ومن ثم استهداف 3 عناصر فيها بالطيران المُسيّر، فيما أقر الجيش الإسرائيلي بمقتل جندي على الأقل خلال الاشتباكات.

بدورها، قالت كتائب القسام في بلاغ مقتضب: "في عملية إنزال خلف الخطوط.. تمكن مجاهدو القسام من اختراق السياج الزائل ومهاجمة مقر قيادة فرقة العدو العاملة في مدينة رفح جنوب قطاع غزة".

ما هو السيناريو الإسرائيلي للحرب مع لبنان؟

وقال الباحث تال بيري، رئيس قسم الأبحاث في معهد ألما، إنه "في حال اندلاع حرب شاملة، فإن الجبهة الإسرائيلية سوف تمتص حجمًا من النيران لم يسبق له مثيل، بما في ذلك ما حدث في عام 2006".

وأشار إلى أن "القوة النارية الرئيسية لحزب الله هي الصواريخ والقذائف". موضحًا: "في الواقع، يمكن لقوة نيران حزب الله أن تستهدف كامل إسرائيل بقدرة إطلاق نار دقيقة. والمنطقة التي ستتعرض بشكل رئيسي لكمية كبيرة من النيران هي المنطقة الشمالية بأكملها حتى حيفا".

كما أكد أن منطقة غوش دان، التي تضم تل أبيب، ستكون في مرمى النيران الكثيفة. وتابع: "علاوة على ذلك، في سيناريو الحرب الشاملة، أتوقع أن يحاول حزب الله تنفيذ غزو في الجليل. بالإضافة إلى هذه التهديدات، هناك أيضًا تهديد الطائرات الانتحارية المُسيّرة، بكثافة أكبر مما يحدث الآن".

وبحسب التقديرات الإسرائيلية، فإن حزب الله لديه القدرة على تنفيذ هجمات كثيفة حتى الآن، ومجموعة الصواريخ الاستراتيجية الخاصة به لم تتعرض لأضرار كبيرة. وقال أحد ضباط الجيش الإسرائيلي: "بكل صدق، لم تتضرر أنظمة حزب الله الاستراتيجية، مثل الصواريخ ذات النطاقات المختلفة".

الجيش الإسرائيلي ليس مستعدًا

وفي مقالة منشورة على صحيفة "هآرتس" الإسرائيلية قال الصحفي أوري مسغاف: "ذهبت يوم الأربعاء إلى المنطقة التي تعرضت للقصف والحرق شمالًا عندما أعلن رئيس أركان الجيش الإسرائيلي هرتسي هليفي: أن إسرائيل تقترب من النقطة التي سيتعين عليها فيها اتخاذ قرار. الجيش الإسرائيلي مستعد للانتقال إلى الهجوم".

وأضاف مسغاف: "أنا لست رئيسًا للأركان، بل ضابطًا صغيرًا متقاعدًا، ومدنيًا، وصحفيًا. ولكني أتوسل للإسرائيليين: لا تصدقوا هرتسي. إنه يعيش في لا لا لاند. الجيش الإسرائيلي وإسرائيل ليسا مستعدين لحرب حقيقية في لبنان، الأمر الذي قد يؤدي إلى دمار هائل في الجليل وإلى هجمات صاروخية وطائرات مُسيّرة على حيفا ووسط إسرائيل".

وتابع في إثبات طرحه، بالقول: "لنبدأ بالجيش. ميزتنا الوحيدة مقارنة في رئيس الأركان هي أننا كصحفيين نتحدث مع الجميع: جنود الاحتياط، زوجات جنود الاحتياط، أمهات وآباء الجنود المقاتلين في الميدان، كبار الضباط الذين تم تسريحهم من الخدمة المهنية ولكنهم على دراية بالمعلومات و الواقع. لذا فإنني أجازف بالقول إن الجيش الإسرائيلي ليس مستعدًا حقًا لحرب أخرى. وبعد ثمانية أشهر من القتال في غزة وحالة التأهب القصوى في الشمال، استنفد الجيش موارده إلى أقصى الحدود. وقتل المئات من الجنود المقاتلين. وقد أصيب عدة آلاف بجروح وأضرار عقلية. إن وحدات القتال والدعم القتالي متعبة ومهترئة. إن العديد من جنود الاحتياط لديهم مشكلة واضحة في الحافز، ومنذ استئناف المناورة البرية في غزة، أصبح عدد غير قليل من الجنود النظاميين يعانون من هذه المشكلة أيضًا. علاوة على ذلك، هناك نقص في الأسلحة والمعدات".

واستمر في القول: "الجيش في وضعه الحالي ليس مؤهلًا للقتال على جبهتين. وذلك دون الأخذ في الاعتبار تورط الحوثيين من اليمن، والمجموعات الموالية لإيران في العراق، والنيران في الضفة الغربية".

قال صحفي إسرائيلي: الجيش الإسرائيلي وإسرائيل ليسا مستعدين لحرب حقيقية في لبنان

وأوضح مسغاف: "كما أن الجيش الإسرائيلي ليس لديه رد مناسب على الطائرات المُسيّرة المتفجرة أو وابل الصواريخ أو خطر الحرائق الذي لم يتطلب التنبؤ به ذكاءً هائلًا". 

وختم بالقول: "حرب لبنان الثالثة ستجلب علينا كارثة رهيبة. ولا يجوز جر رئيس الأركان إليها. إنه على حق، لقد وصلنا إلى النقطة التي يجب فيها اتخاذ قرار: وقف القتال في الجنوب والشمال، وإعادة الرهائن الأحياء والأموات، والتوقف عن التضحية بالجنود من أجل لا شيء، وإنقاذ ما تبقى من الدولة"، وفق تعبيره.