في اليوم الـ28 من العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة، واصلت مدفعية جيش الاحتلال ومقاتلاته قصف الأحياء السكنية وارتكاب المجازر بحق المدنيين، بالتوازي مع محاولات قواته التقدّم شمال القطاع، حيث تكبّدت خسائر فادحة بفعل ضربات المقاومة.
واستهدفت الغارات الإسرائيلية، ليل الخميس وصباح اليوم الجمعة، مناطق متفرقة في قطاع غزة شملت أحياء تل الهوا والكرامة والنصر والزيتون والشيخ رضوان بمدينة غزة، وبيت لاهيا وجباليا شمالًا، ومخيم البريج والنصيرات ومدينة دير البلح وسط القطاع، بالإضافة إلى عدة بلدات في محيط خان يونس جنوبًا.
استهدفت "كتائب القسّام" 3 آليات إسرائيلية شمال غرب مدينة غزة، وقتلت 4 جنود من مسافة صفر شمال غرب بيت لاهيا
وأفادت وكالة الأنباء الفلسطينية "وفا" باستشهاد 10 فلسطينيين، على الأقل، جراء قصف مقاتلات الاحتلال مجموعة من عمّال القبور في مقبرة بيت لاهيا شمال قطاع غزة.
وبذلك يرتفع عدد ضحايا العدوان الإسرائيلي على القطاع، منذ السابع من تشرين الأول/ أكتوبر الفائت، إلى أكثر من 9061 شهيدًا، و23 ألف مصاب بجراح مختلفة.
وأعلنت "كتائب القسّام"، الذراع العسكري لحركة المقاومة الإسلامية "حماس"، أنها استهدفت قوة إسرائيلية متحصنة في مبنى شمال بيت حانون، بخمس قذائف "تي بي جي". وذلك بعد وقت قصير على استهدافها تحشّد آليات الاحتلال المتوغلة غرب "إيرز" بقذائف الهاون من العيار الثقيل، إضافةً إلى استهداف 3 آليات في محور شمال غرب مدينة غزة بقذائف "الياسين 105".
وقالت الكتائب، صباح اليوم الجمعة، إنها قتلت 4 جنود إسرائيليين "من مسافة صفر" شمال غرب مدينة بيت لاهيا، شمالي قطاع غزة. وأوضحت في بيان عبر "تلغرام": "مجاهدو القسّام يباغتون قوة صهيونية في منطقة الأمريكية شمال غرب بيت لاهيا، ويجهزون على 4 جنود من مسافة صفر".
يأتي ذلك بعد أن أعلن الناطق العسكري باسم "كتائب القسّام"، أبو عبيدة، مساء أمس الخميس، أن مقاتلي القسّام تمكّنوا من تدمير 6 دبابات وناقلتي جند وجرافة، مساء الخميس، شمال غرب مدينة غزة. مشيرًا، في تسجيل صوتي، إلى أن الكتائب دمّرت ما قوامه كتيبة دبابات أو أكثر خلال الـ48 ساعة الأخيرة.
وفي سياق متصل، أعلن جيش الاحتلال مقتل 4 ضباط وإصابة جنديين بجراح خطيرة، خلال المعارك التي دارت مع المقاومة الفلسطينية شمالي قطاع غزة صباح اليوم. ليرتفع بذلك عدد الجنود الإسرائيليين الذين قُتلوا في العملية البرية داخل غزة إلى 23 جنديًا.
أما عدد الجنود الذين قُتلوا منذ عملية "طوفان الأقصى" التي نفّذتها المقاومة الفلسطينية في السابع من تشرين الأول/ أكتوبر المنصرم، فقد ارتفع إلى 338 جنديًا.
وفي الأثناء، تستمر الأوضاع الإنسانية في قطاع غزة بالتدهور بصورة مخيفة، فيما لا تزال المستشفيات مهددة بالانهيار في أي لحظة بسبب نقص الوقود من جهة، وعدم توفّر الإمكانيات الطبية والطاقات البشرية اللازمة للتعامل مع الأعداد الهائلة من الجرحى في ظل استمرار القصف، من جهة أخرى.
وكان المكتب الإعلامي الحكومي في غزة قد أعلن، أمس، أن أحد مولدي مستشفى "الشفاء" سيتوقف عن العمل بسبب نفاد الوقود.
وقال رئيس المكتب الإعلامي سلامة معروف، في مؤتمر صحفي، إن إدارة المستشفى تتخذ: "إجراءات اضطرارية لإطالة أمد توفر الوقود وتوفير الكهرباء للأقسام الأكثر أهمية، والتي تسهم في إنقاذ الحياة، منها أقسام العمليات، العناية المركزة، الإسعاف والطوارئ، قسم الكلى، والحضانة، والمختبر".