16-يوليو-2024
مدرسة تابعة للأونروا تعرضت للقصف الإسرائيلي

أدى القصف الإسرائيلي الليلة الماضية إلى استشهاد أكثر من 20 فلسطينيًا (الأونروا)

يعيش أهالي قطاع غزة يومًا آخر من الرعب نتيجة القصف الإسرائيلي المتواصل الذي طال مختلف مناطقه ليل الإثنين – الثلاثاء، وأسفر عن استشهاد وإصابة العشرات منهم.

وتواصل "إسرائيل" عدوانها على القطاع في وقت يأمل فيه أهله المنكوبين نجاح مفاوضات صفقة وقف الحرب وتبادل الأسرى والمحتجزين بين "إسرائيل" وحركة المقاومة الإسلامية "حماس".

وتشهد مفاوضات الصفقة، على الرغم من الأجواء الإيجابية في بداياتها، صعوبات متعلقة بموقف "إسرائيل" وتعنت رئيس وزراء الاحتلال، بنيامين نتنياهو، الذي وضع شروطًا من خارج المقترح الذي تدور المفاوضات بموجبه.

يستخدم الاحتلال في قصف منازل المدنيين في قطاع غزة أسلحة محرمة دوليًا تتسبب بحروق قاتلة

ونقلت صحيفة "هآرتس" العبرية، مساء أمس الإثنين، عن مصادر سياسية لم تسمها قولها إن الاتصالات الخاصة بمفاوضات الصفقة تضررت عقب قصف الاحتلال منطقة مواصي خانيونس زاعمًا أنه حاول اغتيال القائد العام لـ"كتائب عز الدين القسام"، الجناح العسكري لـ"حماس"، محمد الضيف.

وقالت المصادر إنه: "منذ محاولة اغتيال الضيف يوم السبت تضررت الاتصالات الخاصة بالدفع نحو الصفقة"، وأضافت: "لقد أعلنت حماس بالفعل أنها لن تجمد المحادثات، لكن التقدم فيها تأخر، وليس كما كان من قبل"، وفق الصحيفة.

وأشارت إلى أن عدم سفر رئيس جهاز الموساد، ديفيد برنياع، إلى قطر الأحد لاستكمال المفاوضات، يُعد مؤشرًا على تضرر المحادثات المتعلقة بالصفقة عقب محاولة الاغتيال.

وذكرت الصحيفة، نقلًا عن مصدر إسرائيلي آخر، أنه جرت في الأيام الأخيرة الكثير من المناقشات الداخلية: "بعضها بقيادة رئيس الوزراء، من أجل الاستعداد للدفع نحو الصفقة وتعزيز موقف إسرائيل بشأن القضايا التي لا تزال مفتوحة بين الطرفين"، وذلك في إشارة إلى الخلافات الإسرائيلية الداخلية بشأن شروط نتنياهو لإنجاز صفقة التبادل.

وأضاف: "في الوقت نفسه يجري ممثلون إسرائيليون محادثات مع الولايات المتحدة والوسطاء، ونفترض أن الأمور ستتضح في غضون أيام قليلة".

ونقلت "هآرتس" عن مصدر أجنبي مطلع على سير المفاوضات قوله: "منذ العملية التي قام بها الجيش الإسرائيلي يوم السبت، كانت هناك صعوبة في دفع الصفقة إلى الأمام". وتابع: "من الطبيعي أن تتشدد حماس في مواقفها، وتعرب عن غضبها بعد مثل هذا الحدث. لكن توقعات جميع الأطراف هي رؤية تقدم قريبًا".

ومن المنتظر أن يعقد مجلس الوزراء الأمني المصغر الإسرائيلي اجتماعًا، اليوم الأحد، لبحث صفقة تبادل الأسرى والمحتجزين مع حركة "حماس".

19 شهيدًا في وسط القطاع

إلى ذلك، يتواصل العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة لليوم الـ284، حيث شنّت طائرات الاحتلال سلسلة غارات استهدفت مناطق متفرقة استهدفتها مدفعية الاحتلال في الوقت نفسه.

وتركز القصف الإسرائيلي على وسط القطاع، حيث أطلقت آليات الاحتلال النار تجاه منازل المدنيين في بلدة المغراقة شمال مخيم النصيرات. وقصفت طائرات الاحتلال المخيم بعدة غارات استهدفت إحداها منزلًا لعائلة "زقوت"، وأسفرت عن استشهاد 4 فلسطينيين وإصابة العشرات. كما قصفت منزلًا لعائلة "مصران" في المكان نفسه.

وطال القصف كذلك مخيم المغازي، ومنطقة الزوايدة حيث استهدفت طائرات الاحتلال منزلًا لعائلة "بطيحان" مخلّفةً عددًا من الشهداء والجرحى. وبحسب وسائل إعلام محلية، فقد أسفر قصف قوات الاحتلال لمناطق وسط القطاع الليلة الماضية عن استشهاد 19 فلسطينيًا، يضافون إلى أكثر من 26 شهيدًا ارتقوا في المناطق نفسها منذ صباح أمس الإثنين وحتى منتصف الليلة الماضية.

وقصفت مدفعية الاحتلال بلدتي بيت حانون وبيت لاهيا شمال قطاع غزة، وحي الزيتون ومنطقة الصناعة جنوب غرب مدينة غزة. كما قصفت طائراته منزلًا لعائلة "عوض" في محيط مسجد الغفران في شارع النفق بمدينة غزة، حيث جرى انتشال شهيدة وعدد من الجرحى، بحسب وسائل إعلام محلية.

وفي جنوب القطاع، نسفت قوات الاحتلال مربعات سكنية غرب مدينة رفح، وقصفت منزلًا لعائلة "أبو طير" في عبسان الكبيرة شرق خانيونس، ما أسفر عن استشهاد 4 فلسطينيين وإصابة 3 آخرين.

وتعرضت مدينة رفح لقصف مدفعي عنيف تزامنًا مع اندلاع اشتباكات عنيفة في مخيم الشابورة وسط المدينة. وأفادت وسائل إعلام محلية بوصول 4 شهداء من منطقة خربة العدس في رفح إلى مستشفى ناصر في مدينة خانيونس.

أسلحة محرمة تتسبب بحروق بقاتلة

وبحسب آخر إحصائية صادرة عن وزارة الصحة الفلسطينية بغزة، أمس الإثنين، فقد ارتفع عدد ضحايا العدوان المتواصل على القطاع منذ السابع من تشرين الأول/أكتوبر 2023، إلى 38.664 شهيدًا و89.097 مصابًا.

وقالت الوزارة إن قوات الاحتلال ارتكبت خلال الساعات الـ24 الأخيرة 3 مجازر بحق المدنيين في القطاع وصل من ضحاياها إلى المستشفيات 80 شهيدًا و216 مصابًا.

وأضافت أنه لا يزال هناك العديد من الضحايا تحت الركام وفي الطرقات لا تستطيع طواقم الإسعاف والدفاع المدني الوصول إليهم.

وفي سياق متصل، قال المكتب الإعلامي الحكومي بقطاع غزة إن أكثر من 320 شهيدًا ومصابًا وصلوا إلى المستشفيات خلال الـ48 ساعة الماضية، أجسادهم محروقة نتيجة استخدام الاحتلال أسلحة محرمة دوليًا.

وأوضح المكتب، في بيان عبر "تلغرام"، أنه: "وفقًا لتقديرات طبية، فإن الأسلحة التي يستخدمها جيش الاحتلال الإسرائيلي وتتسبب بهذا النوع من الحروق من الدرجة الثالثة؛ هي صواريخ وقنابل يُطلَق عليها الأسلحة الحرارية أو الأسلحة الكيماوية وهي أسلحة غير تقليدية ومحرمة دوليًا وممنوعة من الاستخدام ضد البشر وغالبيتها من صناعة أمريكية".

وتابع أن هذه الأسلحة تعمل: "على تفاعل المواد الكيماوية مع الجلد وتتسبب مباشرة بتآكل كيمائي للأنسجة في أجساد الشهداء والمصابين، كما وتتسبب بآلام شديدة وأضرار جسدية عميقة، مما يجعلها تتسبب بحروق قاتلة ومميتة خلال 27 ساعة أو أقل"، مؤكدًا فقدان كثيرين حياتهم بهذه الطريقة المأساوية.