11-أغسطس-2024
فلسطيني بمحاط بالركام في غزة

فلسطيني يحيط به الدمار في غزة (الأونروا)

تواصل "إسرائيل"، لليوم الـ310 على التوالي، حربها الهمجية على قطاع غزة فيما تتوالى ردود الفعل المنددة بمجزرة مدرسة التابعين التي ارتكبها جيش الاحتلال فجر أمس السبت، وراح ضحيتها أكثر من 100 شخص بينهم أطفال، إضافةً إلى عشرات الجرحى.

ولمفاقمة معاناة سكان القطاع، وخلق موجة نزوح جديدة، طالب جيش الاحتلال الإسرائيلي، خلال الساعات القليلة الماضية، سكان عدة أحياء في مدينة غزة بإخلائها تمهيدًا لاستهدافها، وشملت أوامر الإخلاء: "أحياء مركز المدينة، الشيخ ناصر، بربخ ومعن في بلوكات (53، 54، 55، 103)"، وفق بيان جيش الاحتلال. 

وأضاف البيان: "سوف تعمل القوات بقوة ضد هذه العناصر (المقاومة) في هذه المناطق"، وادعى أن "كتائب القسام"، الجناح العسكري لحركة المقاومة الإسلامية "حماس"، تواصل: "إطلاق الصواريخ من هذه المناطق، باتجاه منطقة غلاف غزة (جنوب)". 

تأتي أوامر الإخلاء الإسرائيلية بعد ساعات من وقوع مجزرة مدرسة التابعين التي ارتكبها جيش الاحتلال وراح ضحيتها أكثر من 100 شهيد

وأفاد الدفاع المدني في غزة، اليوم الأحد، بأن هناك عدد كبير من الفلسطينيين نزحوا من مدينة غزة وشمال القطاع تحت تهديد قصف قوات الاحتلال للمنطقة. 

وقصفت المدفعية الإسرائيلية غرب وشمال مدينة رفح، جنوب القطاع، حيث نسفت قوات الاحتلال عدة مبانٍ سكنية غرب المدينة. فيما شنّت طائراته الحربية عدة غارات على بلدات القرارة، وعبسان الكبيرة، وبني سهيلا، شرق مدينة خانيونس. 

وطال القصف الجوي أيضًا أبراج حمد شمال غرب مدينة خانيونس، وأدى إلى إصابة العشرات وصل منهم 5 إلى مجمع ناصر الطبي، بحسب وسائل إعلام محلية. 

وأُصيب فتاة بطلق ناري بالوجه من طائرة مسيرة "كواد كابتر" شرق مفترق المحطة بمدينة دير البلح وسط قطاع غزة. فيما أطلقت آليات الاحتلال نيرانها، بشكل كثيف، تجاه منازل المدنيين في مخيم البريج. كما قصفت زوارق الاحتلال الحربية ساحل مدينة غزة. 

وأعلنت وزارة الصحة الفلسطينية في قطاع غزة، أمس السبت، ارتفاع عدد ضحايا العدوان المتواصل على قطاع غزة منذ السابع من تشرين الأول/أكتوبر 2023، إلى 39.790 شهيدًا و92.002 مصابين، معظمهم من الأطفال والنساء.

وقالت إن قوات الاحتلال ارتكبت، خلال الـ24 ساعة الماضية، 3 مجازر بحق المدنيين في القطاع وصل من ضحاياها إلى المستشفيات 40 شهيدًا و140 مصابًا، فيما لا يزال هناك العديد من الضحايا تحت الركام وفي الطرقات لا تستطيع طواقم الإسعاف والدفاع المدني الوصول إليهم. 

مفاوضات وقف الحرب.. توتر وعرقلة

وفي الوقت الذي تتجه فيه الأنظار إلى جولة المفاوضات المرتقبة يوم الخميس المقبل، قالت وسائل إعلام إسرائيلية إن الهدف من الجولة تحريك المفاوضات دون وجود ما يشير إلى إمكانية حدوث أي اختراق.

ونقلت هيئة البث الإسرائيلية عن مصادرها أن جمود مفاوضات وقف الحرب وتبادل الأسرى والمحتجزين بين حركة "حماس" و"إسرائيل"، أدى إلى توتر العلاقة بين الوفد الإسرائيلي المفاوض والمستوى السياسي. وأشارت، في هذا السياق، إلى أن الحراك الأميركي الذي ستشهده المنطقة يهدف إلى الضغط على الطرفين لإبرام الصفقة. 

وأكد القيادي في حركة الجهاد الإسلامي، هيثم أبو الغزلان، أن رئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو، هو من يعرقل أي جهود لوقف إطلاق النار في قطاع غزة، مشددًا، في حديث إلى "التلفزيون العربي"، على أن المقاومة أبدت مرونة في مفاوضات وقف الحرب.  

وفي سياق آخر، أفادت قناة "كان" الإسرائيلية بأن السلطة الفلسطينية تبحث مع مصر مسألة تمكينها من السيطرة على معبر رفح بشكل علني ورسمي، ثم السيطرة بعد ذلك، تدريجيًا، على مناطق في القطاع. وأشارت القناة إلى أن حسين الشيخ عقد لقاءً مع ممثل مصر لدى السلطة الفلسطينية في رام الله، حول هذه المسألة. 

المقاومة تواصل ضرب قوات الاحتلال

إلى ذلك، واصلت فصائل المقاومة الفلسطينية ضرب قوات الاحتلال في مختلف محاور القتال في قطاع غزة، كما خاضت، خلال الساعات القليلة الماضية، اشتباكات ضارية شرق زلاطة ومحيط حي التنور شرق مدينة رفح جنوب القطاع.

وقالت "قوات الشهيد عمر القاسم"، اليوم الأحد، إنها استهدفت تموضعًا لقوات الاحتلال في محيط الحديقة اليابانية في حي تل السلطان غرب مدينة رفح، بقذائف الهاون. 

وكانت "كتائب القسام"، الجناح العسكري لحركة المقاومة الإسلامية "حماس"، قد أعلنت، أمس السبت، أن مقاتليها يخوضون معارك ضارية من مسافة الصفر مع قوات وآليات الاحتلال في حي تل السلطان غرب المدينة. 

وأعلنت الكتائب عن تمكنها من: "استهداف قوة صهيونية تحصنت داخل المستشفى الإندونيسي بحي تل السلطان بقذيفة TBG مضادة للتحصينات، وقذيفة مضادة للأفراد، وإيقاع أفراد القوة بين قتيل وجريح"، مشيرة في بيان إلى "رصد هبوط الطيران المروحي للإخلاء". 

اقتحامات وتحريض على مخيم جنين

أما بالضفة الغربية المحتلة، فلا تزال الاقتحامات والمواجهات بين المقاومين وقوات الاحتلال مستمرة. واندلعت صباح اليوم الأحد اشتباكات عنيفة بينهما في نابلس وجنين استهدف المقاومون خلالها قوات الاحتلال بالعبوات الناسفة والرصاص. 

واقتحمت قوات الاحتلال، فجر اليوم الأحد، قرية النبي صالح، شمال غرب رام الله، دون أن يُبلّغ عن اعتقالات وفق ما نقلته وكالة الأنباء الفلسطينية "وفا". 

وأفادت الوكالة باعتقال شاب من بلدة عزون، شرق قلقيلية، اليوم الأحد، بعد مداهمة منزله وتفتيشه. كما اعتقلت ثلاثة فلسطينيين من بلدتي كفر دان والسيلة الحارثية غرب جنين. وإضافةً إلى الاعتقالات، شهدت كفر دان مواجهات عنيفة أطلقت خلالها قوات الاحتلال قنابل الصوت والرصاص الحي بكثافة. 

وصباح اليوم الأحد، أُصيب فلسطيني بالرصاص الحي خلال مواجهات مع قوات الاحتلال في مخيم العين غرب مدينة نابلس، حيث اعتقلت قوات الاحتلال ثلاثة مواطنين، واقتحمت في الوقت نفسه قرية برقة شمال غرب المدينة. 

وفي سياق متصل، ذكرت هيئة البث الإسرائيلية أن وزير الخارجية الإسرائيلي، يسرائيل كاتس، قال في اجتماع مع قادة المستوطنات إنه: "يجب التعامل مع مخيم جنين كغزة".