05-سبتمبر-2024
اليوم الـ335

جانب من الدمار الذي خلفه قصف الاحتلال في قطاع غزة (إكس)

يواصل جيش الاحتلال الإسرائيلي عدوانه البري والجوي على قطاع غزة لليوم الـ335 على التوالي، وذلك عبر استهدافه خيم النازحين، بالإضافة إلى تجمعات المدنيين في مختلف أنحاء القطاع، في الوقت الذي نفذت قوات الاحتلال عمليات اقتحام واسعة في الضفة الغربية المحتلة، التي تشهد اجتياحًا واسعًا منذ نحو عشرة أيام.

وفي التفاصيل، أفادت وكالة الأنباء والمعلومات الفلسطينية "وفا"، باستشهاد أربعة فلسطينيين، وإصابة آخرين، بينهم أطفال ونساء، في قصف إسرائيلي استهدف خيام نازحين في مستشفى شهداء الأقصى بدير البلح وسط قطاع غزة.

كما استشهد فلسطيني، وأصيب أكثر من عشرة آخرين في قصف إسرائيلي استهدف خيمة نازحين في منطقة المواصي بخانيونس، في حين أطلقت مدفعية الاحتلال قذائفها على بلدة عبسان شرق مدينة خانيونس جنوب قطاع غزة

واستهدف قصف مدفعي إسرائيلي حي الصبرة جنوبي مدينة غزة، بينما قصفت طائرات الاحتلال منزلًا في حي الشيخ رضوان شمالي مدينة غزة، ما أسفر عن إصابة عدد من الفلسطينيين بجروح.

وأطلقت آليات الاحتلال نيرانها، وسط قصف مدفعي اتجاه حي الزيتون جنوب شرق مدينة غزة، والمنطقة الشمالية من مخيم النصيرات وسط قطاع غزة، تزامنًا مع قصف طيران الاحتلال الحربي أرضًا فارغة جنوب غرب المخيم.

إلى ذلك، نسف جيش الاحتلال الإسرائيلي مباني سكنية في حي الزيتون جنوب شرق مدينة غزة، فيما جددت مدفعية الاحتلال قصف منازل الفلسطينيين شمال غرب مدينة رفح جنوب قطاع غزة.

وارتفع عدد الشهداء منذ بدء العدوان على غزة في السابع من تشرين الأول/أكتوبر الماضي إلى 40861 فلسطيني وفلسطينية، فضلًا عن إصابة 94398 آخرين، وذلك في حصيلة غير نهائية، إذ لا يزال آلاف الضحايا تحت الركام وفي الطرقات، ولا تستطيع طواقم الإسعاف والإنقاذ الوصول إليهم.

الاحتلال ينفذ حملة اقتحام واسعة في الضفة

وفي الضفة الغربية، قالت القناة الـ12 العبرية إن طائرات جيش الاحتلال نفذت ثلاث غارات ضد عناصر من المقاومة الفلسطينية في مدينة طوباس، في الوقت الذي أفاد الهلال الأحمر الفلسطيني بارتفاع حصيلة الشهداء في طوباس إلى ستة شهداء.

وقامت قوات الاحتلال باقتحام بلدة الشواورة وقرية زعترة، شرقي بيت لحم، فيما اقتحمت قوات الاحتلال أيضًا مخيم العين غربي نابلس، فضلًا عن اقتحامها بلدة إذنا شمالي الخليل، وبلدة عزون شرقي قلقيلية.

إلى ذلك، اقتحمت قوات الاحتلال مدينة الظاهرية جنوبي الخليل، بالإضافة إلى اقتحامها بلدة بيتونيا غربي رام الله، وبلدة كفردان غربي جنين، وكذلك قرية قريوت جنوب شرقي نابلس، بحسب ما أفاد موقع "العربي الجديد".

وقالت وزارة الصحة الفلسطينية إن عدد الشهداء ارتفع منذ بدء اجتياح الاحتلال الإسرائيلي الضفة الغربية في الـ28 من آب/أغسطس الماضي إلى 39 شهيدًا ونحو 145 مصابًا، بينما ارتفاع عدد الشهداء في الضفة منذ السابع من تشرين الأول/أكتوبر الماضي إلى 691 شهيدًا، ونحو 5700 جريح.

انتهاء المرحلة الأولى للتطعيم ضد شلل الأطفال

إنسانيًا، أعلنت وزارة الصحة الفلسطينية في غزة عن "انتهاء المرحلة الأولى من التطعيم ضد شلل الأطفال في مناطق حكر الجامع، بالإضافة إلى وادي السلقا والبركة في المطقة الوسطى بغزة، مشيرةً إلى أنه تم تطعيم 189 ألفًا و551 طفلًا.

ورغم إعلانها انتهاء الحملة في بعض مناطق الوسطى، إلا إن الوزارة أوضحت أنه سيتم "الاستمرار في تقديم التطعيم من خلال أربعة مراكز فقط في المحافظة طوال فترة الحملة وتم الاعلان عنها".

وكانت الوزارة قد أعلنت عن استمرار تقديم التطعيم طوال فترة الحملة في المنطقة الوسطى من خلال مراكز "شهداء دير البلح الحكومي، ودير البلح الأونروا، والنصيرات الأونروا، والزوايدة"، كما أعلنت الوزارة عن بدء المرحلة الثانية من التطعيم، اليوم الخميس، في محافظتي خانيونس ورفح جنوبي القطاع.

وفي السياق، طالبت منظمة العفو الدولية، اليوم الخميس، بفتح تحقيق دولي بحق جيش الاحتلال "بشبهة ارتكابه جرائم حرب في قطاع غزة بسبب تدميره دون مبرر أحياء بأكملها على طول حدود القطاع الفلسطيني مع إسرائيل من أجل إنشاء منطقة عازلة".

وقالت المنظمة في تقريرها إنه "بين تشرين الأول/أكتوبر 2023 وأيار/مايو 2024، وعلى طول الخط الحدودي بين القطاع وإسرائيل، وبعرض يراوح بين 1 و1.8 كم، تعرّض على ما يبدو أكثر من 90 بالمئة من المباني للتدمير أو لأضرار جسيمة، و59 بالمئة من المحاصيل الزراعية للتلف".

وتغطي الأضرار ما مجموعه 58 كم مربعًا، أي ما يقرب من 16 بالمئة من مساحة قطاع غزة، بحسب التقرير، وأضافت العفو الدولية أنه في المناطق الأربع التي أجرت فيها تحقيقاتها "تم هدم مبان عمدًا وبشكل منهجي بعد سيطرة الجيش الإسرائيلي عليها وخارج أي قتال مع حماس".

وشددت العفو الدولية في تقريرها على أنه في ما يتعلق بـ"المنطقة العازلة"، "لا يمكن لأي هدف عسكري أن يبرر حجم هذا التدمير الشامل والمنهجي"، والذي "ينبغي بالتالي أن يكون موضوع تحقيق بشبهة ارتكاب جريمة حرب".

مقترح جديد يهدف لحل نقاط الخلاف الرئيسية

دبلوماسيًا، نقلت وكالة "رويترز" عن مسؤوليّن أميركيّين قولهما إن المقترح الجديد يهدف إلى حل نقاط الخلاف الرئيسية التي أدت إلى الجمود المستمر منذ أشهر في المحادثات التي تتوسط فيها الولايات المتحدة وقطر ومصر، سعيًا إلى التوصل إلى هدنة في الصراع بين "إسرائيل" وحركة المقاونة الإسلامية "حماس".

فيما قال مسؤول كبير في إدارة الرئيس الأميركي، جو بايدن، بشكل منفصل، أمس الأربعاء، إنه تم التوافق على جزء كبير من الاتفاق، إلا إن المفاوضين ما زالوا يحاولون التوصل إلى حلول لعقبتين رئيسيتين.

وأوضح المسؤول أن العقبتين تتمثلان في مطالب "إسرائيل" بإبقاء قوات في محور فيلادلفيا وهو منطقة عازلة في جنوب غزة على الحدود مع مصر، وفي هوية الأفراد الذين ستشملهم صفقة مبادلة الرهائن المحتجزين لدى حماس بفلسطينيين معتقلين لدى "إسرائيل".

وأشار المسؤول الأميركي إلى أنه قد يتم عرض مسودة الاتفاق الجديدة الأسبوع المقبل أو حتى قبل ذلك، وقال "هناك شعور بأن الوقت قد نفد. لا تستغربوا إذا رأيتم (المسودة المنقحة) مطلع الأسبوع".

وأردف المسؤول الأميركي أن "هناك إحساس قوي للغاية لدى المفاوضين بأن وقف إطلاق النار يضيع"، مما يؤكد الحاجة الملحة لهذا الجهد، مضيفًا أنه منذ إخفاق آخر جولة لوزير الخارجية الأميركي، أنتوني بلينكنن في المنطقة الشهر الماضي في إحراز تقدم، يواصل الوسطاء المناقشات على مستوى فرق العمل ولا تزال هذه المحادثات مستمرة.

ونقلت "رويترز" عن مصدريّن مصرييّن قولهما إن الولايات المتحدة تحولت من نهج كان يوصف بأنه تشاوري بصورة أكبر إلى محاولة فرض خطة لوقف إطلاق النار على الطرفين.

وقال المسؤولان الأميركيان إن الخطة المعدلة لن تكون عرضًا أخيرًا للقبول به أو رفضه كليًا، وإن واشنطن ستواصل العمل من أجل التوصل إلى وقف لإطلاق النار إذا لم يكتب لها النجاح.

من جانبها، قالت حركة "حماس" في بيان، اليوم الخميس، إنه لا توجد حاجة إلى مقترحات جديدة لوقف إطلاق النار، وإن المطلوب الآن هو الضغط على "إسرائيل" لقبول مقترح أميركي وافقت عليه الحركة بالفعل.

وأعادت الحركة التذكير في بيانها بأن قرار رئيس حكومة الاحتلال، بنيامين نتنياهو، بعدم الانسحاب من محور فيلادلفيا "يهدف لإفشال التوصل لاتفاق"، محذرة "من الوقوع في فخ نتنياهو وحيله، حيث يستخدم المفاوضات لإطالة أمد العدوان على شعبنا".