14-سبتمبر-2024
اليوم الـ344

فلسطينيون يزيلون الأنقاض إثر غارة جوية للاحتلال استهدفت جنوبي خانيونس (رويترز)

يواصل جيش الاحتلال الإسرائيلي حرب الإبادة الجماعية في مختلف أنحاء القطاع لليوم الـ344 على التوالي، وذلك من خلال استهدافه للمجمعات السكنية المأهولة بالسكان المدنيين، في الوقت الذي كشفت تقارير عبرية عن خطط جديدة يدرسها جيش الاحتلال، تتمحور حول تهجير 200 ألف فلسطيني من شمال غزة إلى جنوبه، بهدف إخضاعه لسيطرة عسكرية دائمة.

وفي التفاصيل، أفادت وكالة الأنباء والمعلومات الفلسطينية "وفا"، بأن طواقم الدفاع المدني والإسعاف انتشلت جثامين عشرة شهداء، بينهم أربعة أطفال، وثلاث نساء، جراء قصف طائرات الاحتلال لمنزل في حي التفاح شرق مدينة غزة، ولا يزال هناك مفقودون تحت الأنقاض.

فيما استشهد ثلاثة فلسطينيين، وأصيب آخرون، في قصف الاحتلال خيمة تؤوي نازحين في منطقة المواصي غرب مدينة خانيونس جنوب قطاع غزة، كما أسفر قصف جيش الاحتلال لمنزل في شارع المنطار شرق منطقة الشجاعية بمدينة غزة، عن استشهاد امرأة، فيما أصيب آخرون يقطنون في منازل مجاورة، بحسب "وفا".

كشفت تقارير عبرية عن خطط جديدة يدرسها جيش الاحتلال، تتمحور حول تهجير 200 ألف فلسطيني من شمال غزة إلى جنوبه، بهدف إخضاعه لسيطرة عسكرية دائمة

ووصل شهيد إلى مستشفى "كمال عدوان" في مخيم جباليا شمال القطاع، من منطقة مضخة بيت حانون، بفعل استهداف الاحتلال المدفعي المتواصل، فيما شهد شمال غرب النصيرات قصفًا مكثفًا من قبل طائرات الاحتلال، فضبًا عن استهداف القصف المدفعي شمال شرق مخيم البريج، وسط القطاع

وفي السياق، قال مدير المستشفيات الميدانية في غزة، مروان الهمص، لـ"التلفزيون العربي"، إن الاحتلال يمنع إدخال السولار لإعادة تأهيل قسم الطوارئ بـ"مجمع الشفاء" الطبي، مضيفًا أن المستشفيات تعاني من نفاد مخزون المعدات الطبية بنسبة 85 بالمئة، بالإضافة إلى نفاذ 65 بالمئة من مخزون الأدوية الأساسية.

إلى ذلك، قالت هيئة البث العبرية، أمس الجمعة، إن المستويين السياسي والعسكري الإسرائيلي يبحثان تبني خطة اقترحها ضباط في جيش الاحتلال حول مستقبل غزة، تحمل اسم "خطة الجنرالات" أو "الجزيرة".

وتقضي الخطة بتحويل شمالي قطاع غزة إلى منطقة عسكرية مغلقة، تحت ذريعة أن عزل جزء من شمال القطاع، وإخضاعه لسيطرة عسكرية دائمة، كفيل بهزيمة حركة المقاومة الإسلامية "حماس".

وتنص الخطة على تهجير أكثر من 200 ألف فلسطيني من شمال القطاع إلى جنوبه، عبر ممرين آمنين، قبل فرض السيطرة العسكرية الكاملة على المنطقة الشمالية بالقطاع، كما تقضي الخطة بالسيطرة على منطقة تشكل قرابة ثلث مساحة القطاع.

وارتفع عدد الشهداء منذ بدء العدوان على غزة في السابع من تشرين الأول/أكتوبر الماضي إلى 41118 فلسطيني وفلسطينية، فضلًا عن إصابة 95125 آخرين، وذلك في حصيلة غير نهائية، إذ لا يزال آلاف الضحايا تحت الركام وفي الطرقات، ولا تستطيع طواقم الإسعاف والإنقاذ الوصول إليهم.

الاحتلال يواصل اقتحام الضفة 

وفي الضفة الغربية المحتلة، قالت "وفا"، إن قوات الاحتلال اقتحمت بعدة آليات بلدتي حجة وباقة الحطب شرق قلقيلية شمالي الضفة، وأضافت نقلًا عن مصادر محلية، أن جيش الاحتلال داهم عدة منازل في بلدة باقة الحطب، ونصب قناصة على أسطح عدة منازل في البلدة.

وقال موقع "العربي الجديد"، إن مواجهات دارت مع قوات الاحتلال خلال اقتحامها بلدة يعبد غرب جنين شمالي الضفة الغربية، مشيرًا إلى أن قوات الاحتلال اقتحمت المدخل الشرقي للبلدة باستخدام عدة آليات عسكرية، وجابت أحياءها، قبل أن تتمركز في وسطها.

وبحسب "العربي الجديد"، تصدى شبان فلسطينيون لقوات الاحتلال، ودارت مواجهات أطلقت قوات الاحتلال خلالها الأعيرة النارية وقنابل الغاز المسيل للدموع، دون أن يبلغ عن إصابات أو اعتقالات على الفور.

واقتحمت قوات الاحتلال بلدة برقة شمال غربي نابلس، وداهمت عدة منازل، وفتشتها، وعبثت بمحتوياتها، فيما أسفرت مداهمة قوات الاحتلال لعدة منازل في مخيم العين غربي نابلس عن اعتقال شاب فلسطيني.

إلى ذلك، أعلنت وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين "أونروا"، أمس الجمعة، استشهاد أحد موظفيها برصاص قناص إسرائيلي شمالي الضفة الغربية المحتلة، في حادثة هي الأولى من نوعها منذ عشرة سنوات.

وقالت الوكالة، في بيان: "ننعي سفيان عبد الجواد، عامل نظافة تابع للأونروا في مخيم الفارعة بشمال الضفة الغربية، برصاص قناص (إسرائيلي) على سطح منزله"، مشيرة إلى أن عملية القنص جرت "في وقت مبكر من صباح الخميس، خلال عملية عسكرية إسرائيلية".

وشددت "الأونروا"، على "ضرورة حماية جميع المدنيين أثناء العمليات العسكرية، وضمان وصولهم الآمن إلى الخدمات الأساسية"، مضيفة أن ذلك يأتي "في الوقت الذي تشهد فيه الضفة الغربية مستويات غير مسبوقة من العنف، ما يعرض المجتمعات للخطر".

تشيلي تنضم إلى دعوى قضية "الإبادة الجماعية"

دبلوماسيًا، أعلنت محكمة العدل الدولية، أن تشيلي أبلغتها بطلب انضمامها إلى قضية "الإبادة الجماعية" التي رفعتها جنوب إفريقيا ضد "إسرائيل"، بسبب عدوانها على غزة منذ 11 شهرًا، وأشارت المحكمة في بيانها إلى تلقيها طلب انضمام تشيلي إلى القضية في إطار اتفاقية الأمم المتحدة لمنع الإبادة الجماعية المؤرخة عام 1948.

وذكر بيان العدل الدولية، أن سبب طلب تشيلي الانضمام هو "رغبتها في عرض آرائها بشأن تفسير أحكام الاتفاقية ذات الصلة بهذه القضية"، مضيفة أن تشيلي أكدت في طلبها على أن المحكمة يجب أن تأخذ في الاعتبار بشكل خاص استخدام كبار المسؤولين الإسرائيليين تصريحات ترتبط بالإبادة الجماعية.

من جانبه، أكد رئيس جنوب أفريقيا، سيريل رامابوزا، في حديث للصحفيين، أمس الجمعة، أن بلاده مصممة "على المضي قدمًا" في قضية "الإبادة الجماعية" التي رفعتها ضد الاحتلال الإسرائيلي أمام العدل الدولية، حيثُ من المقرر أن تقدم جنوب أفريقيا بيانًا بالحقائق والأدلة إلى المحكمة الشهر المقبل لدعم قضيتها.

وأضاف رامابوزا، أن الاستعدادات جارية لتقديم الحقائق والأدلة، وهي عبارة عن "مجلد ضخم من مئات ومئات الصفحات"، مشددًا على أن بلاده تواصل "القول بأن الإبادة الجماعية يجب أن تتوقف، ويجب أن يكون هناك وقف لإطلاق النار، وبشكل مماثل، يجب أن يكون هناك إعادة للرهائن".