29-سبتمبر-2024
الضاحية الجنوبية

دمار كبير في الضاحية الجنوبية لبيروت (رويترز)

تقف المنطقة على مفترق طرق بعد اغتيال "إسرائيل" الأمين العام لـ"حزب الله"، حسن نصر الله، يوم الجمعة الفائت، وسط ترقب إقليمي ودولي لتداعيات عملية الاغتيال وما يمكن أن تسفر عنه من تصعيد بين "إسرائيل" وإيران، حيث عبّرت دول عدة عن خشيتها من تحولها إلى حرب إقليمية.

وبينما يترقب العالم ردة فعل "حزب الله" وإيران على اغتيال نصر الله، واصلت "إسرائيل" قصفها لمناطق واسعة من لبنان مخلفةً مزيدًا من الدمار والضحايا الذين تجاوز عددهم 7 آلاف شهيد وجريح. وقال جيش الاحتلال، اليوم الأحد، إنه قصف عشرات الأهداف التابعة لـ"حزب الله" في لبنان، بما في ذلك: "قاذفات كانت موجهة نحو إسرائيل".

وطال القصف الإسرائيلي عدة قرى وبلدات ومدن جنوب وشرق لبنان، فيما أفادت الوكالة الوطنية للإعلام الرسمية باستشهاد 4 أشخاص وإصابة آخرين إثر غارة إسرائيلية استهدفت مركزًا للدفاع المدني في بلدة طير دبا بقضاء صور جنوب لبنان.

أدى القصف الإسرائيلي على لبنان، السبت، إلى استشهاد 33 شخصًا وإصابة 195 آخرين فيما ارتفع عدد النازحين إلى مليون شخص.

وشنّت طائرات الاحتلال سلسلة غارات عنيفة على مدينة الهرمل في محافظة بعلبك الهرمل شرق لبنان. كما استهدفت مدينة بعلبك وقرى قضاء بعلبك بسلسلة غارات استهدفت المعامل والمستودعات والمحال التجارية والمزارع والمناطق المأهولة بالسكان، ومنها: شعت، سرعين، عين السودا، النعنعية، يونين، طاريا، بوداي وقرى أخرى.

وتعرضت الضاحية الجنوبية لبيروت، معقل "حزب الله"، لقصف جوي عنيف استهدف منطقة الشياح وشارع برج البراجنة وأطراف منطقة الليلكي إضافةً إلى منطقة الشويفات في محيط الضاحية.

وأعلنت وزارة الصحة اللبنانية، مساء أمس، ارتفاع حصيلة ضحايا العدوان الإسرائيلي على لبنان السبت إلى 33 شهيدًا و195 جريحًا، حيث قال مركز عمليات طوارئ الصحة العامة التابع للوزارة، في بيان، إن: "العدوان الإسرائيلي على المناطق اللبنانية اليوم أدى إلى استشهاد 33 شخصًا وإصابة 195 بجروح".

ولا تزال حركة نزوح اللبنانيين مستمرة جراء القصف الإسرائيلي، خاصةً من الضاحية الجنوبية لبيروت. وفي السياق، قال رئيس خلية الأزمة الحكومية، ووزير البيئة اللبناني، ناصر ياسين، لوكالة "رويترز"، إن عدد النازحين وصل إلى مليون نازح جراء الغارات الإسرائيلية المتواصلة على لبنان منذ 23 أيلول/سبتمبر الجاري، نزح عدد كبير منهم يوم الجمعة.

عملية برية محتملة

وبينما يتواصل القصف، أفادت قناة "إيه بي سي نيوز"، نقلًا عن مسؤولين أميركيين، بأن: "عمليات إسرائيلية محدودة النطاق باتجاه لبنان قد بدأت أو على وشك البدء"، في إشارة إلى العملية البرية المحتملة لجيش الاحتلال الإسرائيلي في جنوب لبنان.

وكانت صحيفة "واشنطن بوست" قد نقلت عن مسؤولين أميركيين قولهم إن إدارة الرئيس جو بايدن تواصل تحذير "إسرائيل" من أن العملية البرية في لبنان التي قد تأتي بنتائج عكسية. فيما قالت صحيفة "نيويورك تايمز" إن بايدن قد أبلغ رئيس وزراء الاحتلال الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو، أن اغتيال نصر الله قد يشعل حربًا إقليمية، وطلب منه وقف القصف على لبنان.

ونقلت شبكة "سي إن إن" عن مسؤول أميركي قوله إن واشنطن مستعدة في الوقت الحالي لمجموعة من العمليات الانتقامية المحتملة، مشيرًا إلى أنه لا توجد مؤشرات على أن إيران تستعد لتوجيه ضربة كبيرة ردًا على اغتيال نصر الله.

وطلبت "إسرائيل" من الولايات المتحدة، عقب تنفيذ عملية الاغتيال، إرسال قوات إضافية إلى المنطقة تحسبًا لأي رد إيراني محتمل على عملية الاغتيال، وفق ما ذكرته هيئة البث الإسرائيلية. فيما قال جو بايدن إنه وجّه وزير الدفاع، لويد أوستن، لتعزيز الوضع الدفاعي للقوات الأميركية في المنطقة.

وبينما أكد حرصه على عدم اندلاع حرب إقليمية واسعة في المنطقة، فإنه شدد في الوقت نفسه على دعمه حق إسرائيل في الدفاع عن نفسها ضد "حزب الله" و"حماس" و"الحوثيين" وأي جماعة إرهابية أخرى مرتبطة بإيران وفق قوله.

مزيد من الدمار والضحايا في غزة

في الأثناء، واصل جيش الاحتلال الإسرائيلي عدوانه على قطاع غزة لليوم الـ359 على التوالي مخلّفًا مزيدًا من الشهداء والجرحى والدمار. وقد تركز القصف، بحسب وسائل إعلام محلية، على مدينة غزة حيث استُشهد 3 أشخاص، وأُصيب آخرون، في قصف استهدف منزلًا لعائلة "حرارة" شرق المدينة.

ونسف جيش الاحتلال عدة مبانٍ سكنية جنوب المدينة، فيما أطلقت آلياته النيران باتجاه المناطق الجنوبية منها التي تعرضت أيضًا لقصف مدفعي مكثف، خاصةً حي الشيخ عجلين جنوب غربي المدينة.  

واستُُشهد فلسطيني وأُصيب 6 إثر استهداف منزل لعائلة "أبو نصر" في منطقة العلمي جنوب مستشفى كمال عدوان في محافظة شمال قطاع غزة، حيث قصفت طائرات الاحتلال أيضًا مخيم جباليا.

واستهدفت طائرات الاحتلال منزلًا لعائلة "فياض" جنوب دير البلح وسط القطاع، فيما أطلقت آلياته نيرانها غرب مخيم النصيرات، حيث أدى قصف استهدف مجموعة مواطنين في محيط مسجد القسام إلى استشهاد شخص وإصابة آخرين.  أما في الجنوب، فقد قصفت المدفعية المناطق الجنوبية الشرقية من مدينة خانيونس.

وكانت وزارة الصحة الفلسطينية في غزة قد أعلنت، أمس السبت، ارتفاع عدد ضحايا العدوان المتواصل على القطاع منذ نحو عام إلى 41.586 شهيدًا و96.210 مصابين.

وقالت الوزارة، في تقريرها الإحصائي اليومي، إن قوات الاحتلال ارتكبت خلال الـ48 ساعة الماضية، 4 مجازر بحق المدنيين في القطاع وصل من ضحاياها إلى المستشفيات 52 شهيدًا و188 مصابًا، فيما لا يزال هناك العديد من الضحايا تحت الركام وفي الطرقات لا تستطيع طواقم الإسعاف والدفاع المدني الوصول إليهم.