26-أكتوبر-2024
اليوم الـ386

فلسطينيون ييستخدمون وسائل نقل بدائية للنزوح من شمال غزة (رويترز)

في اليوم الـ386 من العدوان، يستمر جيش الاحتلال في فرض حصاره الخانق على شمال غزة، مما أدى إلى تعطيل الدفاع المدني قسرًا، وتوقفه عن الاستجابة لنداءات الإغاثة القادمة من المنطقة. فيما حذر المكتب الإعلامي الحكومي في غزة من أن آلاف الأطفال معرضون للموت بسبب سوء التغذية.

وفي التفاصيل، أفادت وسائل إعلام فلسطينية بسقوط ثلاثة شهداء وعدد من الإصابات إثر استهداف مدفعية الاحتلال منازل المدنيين في جباليا البلد شمالي قطاع غزة.

وقصفت مدفعية الاحتلال بشكل متواصل أنحاءً متفرقة من شمال قطاع غزة، خصوصًا في مخيم جباليا ومنطقة الصفطاوي، حيث ترافق القصف المدفعي الكثيف مع إطلاق نار من الآليات العسكرية، فيما ذكرت وسائل إعلام فلسطينية أن جيش الاحتلال يستهدف بالقصف المدفعي بين الحين والآخر مناطق متفرقة من شمال قطاع غزة.

أدى الحصار الذي يفرضه جيش الاحتلال على شمال قطاع غزة إلى تعطيل الدفاع المدني قسرًا، وتوقفه عن الاستجابة لنداءات الإغاثة القادمة من المنطقة

كما استهدفت مدفعية الاحتلال مدينة رفح جنوبي قطاع غزة، بحسب ما ذكرت وسائل إعلام فلسطينية، فيما أطلقت زوارق حربية لجيش الاحتلال النار باتجاه ساحل مدينة غزة.

وقال المكتب الإعلامي الحكومي في غزة، أمس الجمعة، إن جيش الاحتلال سرق "2,300 جثمانًا من العديد من مقابر قطاع غزة" منذ السابع من تشرين الأول/أكتوبر 2023، بحسب ما نقلت وكالة "الأناضول".

وأوضح أن جيش الاحتلال دمر منذ بدء حرب الإبادة نحو 19 مقبرة بشكل كلي أو جزئي في مختلف مناطق القطاع، من بين 60 مقبرة، مجددًا تحذيره من أن 3500 طفل فلسطيني معرضون للموت، بسبب سوء التغذية ونقص الغذاء في مناطق القطاع.

وقال الدفاع المدني في غزة عبر قناته على "تيلغرام" إنه لا يستطيع الاستجابة لنداءات ومناشدات عدة تصله من منازل سكنية تعرضت للقصف والحرق الإسرائيلي في بلدة جباليا والنزلة شمالي قطاع غزة، معلنًا أنه معطل كليًا وقسرًا بفعل الاستهداف والعدوان الإسرائيلي المستمر في شمال قطاع غزة.

وارتفع عدد الشهداء منذ بدء العدوان على غزة في السابع من تشرين الأول/أكتوبر الماضي إلى أكثر من 42,847 فلسطينيين وفلسطينيات، بالإضافة إلى إصابة أكثر من 100,544 آخرين، وذلك في حصيلة غير نهائية، لذا لا يزال آلاف الضحايا تحت الركام وفي الطرقات، ولا تستطيع طواقم الإسعاف والإنقاذ الوصول إليهم.

الآلاف من جنود الاحتلال أصيبوا منذ بدء العدوان

قالت صحيفة "يديعوت أحرونوت" العبرية إن أرقام الجيش الإسرائيلي تكشف: "أن 5087 جنديًا أصيبوا في الحرب منذ السابع من تشرين الأول/أكتوبر، منهم 758 في حالة خطيرة"، بحسب ما نقلت "الأناضول".

وأضافت الصحيفة العبرية: "تظهر الأرقام الصادرة عن قسم إعادة التأهيل في وزارة الدفاع، والذي يضم أيضًا ضباط شرطة وعناصر الشاباك (جهاز الأمن العام) والوحدات الاحتياطية، أن أكثر من 10 آلاف فردًا من قوات الأمن أصيبوا في الحرب".

وتابعت الصحيفة: "تشير التقديرات إلى أنه بحلول نهاية العام سيصل العدد إلى 14 ألفًا"، دون أن توضح أسباب التضارب في الأرقام ما بين الجيش الإسرائيلي ووزارة الدفاع.

وكانت وزارة الأمن في حكومة الاحتلال قد قالت في بيان، أمس الجمعة، إن 890 جنديًا وشرطيًا وعنصرًا من "الشاباك" قتلوا منذ بداية الحرب في السابع من تشرين الأول/أكتوبر الماضي، مضيفة أن الحصيلة تشمل عناصر الأمن الذين قتلوا في غزة و الضفة الغربية وشمالي "إسرائيل" وجنوبي لبنان.

وقال جيش الاحتلال إنه عدد الجنود القتلى ارتفع منذ بداية الحرب إلى 762 بينهم 356 بالمعارك البرية في غزة؛ علمًا أن هذه المعطيات لا تتضمن التي ينشرها الجيش الإسرائيلي عناصر الشرطة و"الشاباك".

انتهاكات الاحتلال تتواصل في الضفة المحتلة

وفي الضفة الغربية المحتلة، نقلت وكالة الأنباء والمعلومات الفلسطينية "وفا" عن مراسلتها أن آليات لجيش الاحتلال اقتحمت، اليوم السبت، مدينة طولكرم من مدخلها الغربي، باتجاه شارع نابلس المحاذي لمخيم نور شمس.

وأضافت ان قوات الاحتلال حاصرت أحد المنازل في حارة السلام القريبة من مخيم نور شمس، واستهدفته بعدة قذائف "انيرجا" دون معرفة مصير من يتواجد داخله، مشيرة إلى أن قوات الاحتلال دفعت بمزيد من التعزيزات الى حارة السلام، وفرضت حصارًا مشددًا عليها.

ونقلت الوكالة الفلسطينية عن مصادر محلية أن جنود الاحتلال استدعوا والد ووالدة أحد الشبان المحاصرين، واستخدموهما كدروع بشرية، للضغط على نجلهما لتسليم نفسه.

وقال مواطنون من سكان الحي إنهم تلقوا اتصالات هاتفية من جيش الاحتلال، تدعوهم إلى مغادرة منازلهم في العمارة السكنية، التي يتواجد فيها المنزل المحاصر، وشرع بعد ذلك بهدم جدرانه، رافقها تدمير لعدد من مركبات المواطنين المصطفة أمام مدخلها، بالتزامن مع اندلاع مواجهات عنيفة، وسط سماع أصوات انفجارات، وتحليق مكثف لطيران الاستطلاع على ارتفاع منخفض.

كما نقلت الوكالة عن مصادر محلية أن قوات الاحتلال اقتحمت بلدة يعبد غرب جنين، مشيرةً إلى أن الاقتحام تم من مدخل البلدة الشرقي، وأن آليات الاحتلال جابت عدة مناطق وشوارع وسط مواجهات مع المواطنين.

وقال شهود عيان للوكالة إن قوات الاحتلال نشرت فرق راجلة وسط البلدة، وداهم الجنود أحد المنازل، كما أطلقت قوات الاحتلال النار صوب مركبة شرقي البلدة، دون أن يبلغ عن إصابات أو اعتقالات.

حزب الله ينفذ 48 عملية ضد جيش الاحتلال

وفي شمال الأراضي الفلسطينية المحتلة، قال جيش الاحتلال إنه سُمعت، اليوم السبت، انفجارات في شمال "إسرائيل"، في أعقاب نشاط عملياتي له في جنوب لبنان، مؤكدًا أنه "لا يوجد ما يشير إلى وقوع حادث أمني".

وأعلن جيش الاحتلال في بيان أنه هاجم، أمس الجمعة، نحو 70 هدفًا لحزب الله في جنوب لبنان، من بينها مواقع صواريخ مضادة للدبابات، بنى تحتية، منشآت لتخزين الأسلحة، وخلايا مسلحة ومراكز قيادة، زاعمًا توجيه ضربة سريعة إلى خلية تابعة لحزب الله أطلقت صواريخ على قواته.

من جانبها، قالت الوكالة الوطنية للإعلام اللبنانية إن جيش الاحتلال يقوم بعمليات تفخيخ وتفجير واسعة في دير سريان والعديسة جنوبيّ لبنان، تسببت بارتجاجات في الأرض، شعر بها سكان البلدات المجاورة ظنًا منهم أنها هزة أرضية.

وأضافت الوكالة أن جيش الاحتلال شن سلسلة غارات جوية استهدفت قرى وبلدت في جنوب لبنان، بالإضافة إلى محافظة بعلبك – الهرمل. كما شنت مقاتلات الاحتلال ثماني غارات جوية استهدفت الضاحية الجنوبية لبيروت.

وللمرة الأولى منذ اندلاع المواجهات بين حزب الله وجيش الاحتلال في الثامن من تشرين الأول/أكتوبر 2023، أعلن حزب الله أنه نفذ 48 عملية، أمس الجمعة، تصدى فيها لمحاولات تقدم جيش الاحتلال على الحدود اللبنانية، فضلًا عن استهدافه بصليات الصواريخ والمسيّرات الانقضاضية مواقع وقواعد جيش الاحتلال في شمال الأراضي المحتلة.

وارتفع عدد الشهداء جراء العدوان المتواصل على لبنان منذ الثامن من تشرين الأول/أكتوبر 2023 إلى 2634 شهيدًا وشهيدة، وإصابة نحو 12252 جريحًا وجريحة، فيما سجل نزوح أكثر من  1.3 مليون لبناني من مدن وبلدات جنوب وشرق لبنان، فضلًا عن الضاحية الجنوبية لبيروت، ومخيمات اللجوء الفلسطيني المحاذية للضاحية.